إدمان العادة السرية.. مسبباته ودوافعه وكيفية علاجه نهائيًا
15th أكتوبر 2024 / كتب بواسطة شهيرة كمال
يُستخدم مصطلح إدمان العادة السريّة للإشارة إلى الحالة التي يفقد فيها الشخص القدرة على التوقف عن ممارسة هذا السلوك -أي الاستمناء المُتعمد- وعجزه عن السيطرة على رغبته في القيام به بصورة متكررة وعلى فترات متقاربة، حتى أن الأمر قد يصل إلى مرحلة الإشباع الذاتي والاستعاضة بها عن ممارسة العلاقة الجنسية الطبيعية.
تكمن خطورة هذا السلوك فيما يخلفه من أثر نفسي أبرزه الإحساس بالدونية والعار الشخصي والخوف من النظرة الاجتماعية، ما يقود إلى الخطورة الأكبر والمتمثلة في تجنب الإفصاح عن المشكلة أو طلب المساعدة وبالتالي تلقي العلاج والرعاية اللازمة، بينما هو في الواقع حالة قابلة للعلاج، عن طريق اتباع برنامج علاج ادمان العادة السرية المناسب للشخص الذي يعاني من هذه الحالة.
أبرز أسباب إدمان العادة السرية
رجحت الدراسات العلمية في هذا الصدد مجموعة من العوامل التي قد يكون لها دور في تحفيز الرغبة في ممارسة هذا الفعل وصولاً إلى حالة الإدمان، وهي:
- خلل في المواد الكيميائية بالدماغ.
- حدوث تغيير في مسارات الدماغ.
- التعرض لضغوط نفسية شديدة.
- سهولة الوصول إلى المواد الإباحية واعتياد مشاهدتها.
- وجود تاريخ من الاعتداء الجسدي أو الجنسي، الذي يمكن أن يؤدي لإدمان سلوكيات معينة، يمكن أن تحتاج إلى علاج الإدمان الجنسي.
- النشأة غير السوية في أجواء أسرية مشحونة بالنزاعات.
يتمثل أحد أوجه خطورة هذا النوع من الإدمان في أن مسبباته ومحفزاته قد لا تكون هي الدافع الأساسي، إنما تتطور بفعل التمادي في ممارسة هذا السلوك، بمعنى أن الأمر برمته قد يبدأ بحثاً عن المتعة الناتجة عن الإشباع الذاتي ومع مرور الوقت يتسبب هذا في إحداث تغيرات بمسارات الدماغ أو اختلال المواد الكيميائية بالدماغ فتتفاقم المشكلة وتصبح إدمان.
مفهوم أعراض إدمان العادة السرية
يرى البعض أن كلمة “أعراض” تستخدم بصورة مجازية في تلك الحالة، نظرًا لأن إدمان العادة السرية -حتى الآن على الأقل- ليست اضطرابًا يمكن تشخيصه بصورة رسمية. بناءً على ما سبق يمكن القول أن الأعراض هنا يقصد بها الإشارة إلى مجموعة من المعايير التي يستدل بها على مدى التعلق والانجذاب لهذا الفعل وبالتبعية التعرف على مستوى حِدة الإدمان.
أعراض إدمان العادة السرية للرجال
حدّد الأطباء أعراض إدمان العادة السريّة للرجال والتي جاءت متضمنة لنواحي سلوكية ونفسية وأيضًا عضوية، ويمكن إيجاز أبرزها فيما يلي:
- فقدان السيطرة على الرغبة المُلحة في الاستمناء المتكرر.
- التعرض إلى نوبات الاكتئاب النابع من الشعور بالذنب.
- التمادي في ممارسة العادة السرية بالنسبة للمتزوجين.
- الإفراط في ممارسة العادة السرية على فترات متقاربة قد تصل لأكثر من مرة باليوم الواحد.
- تحسّس الجلد بمحيط العضو الذكري نتيجة تكرار هذا الفعل بصورة مفرطة.
أعراض إدمان العادة السريّة عند النساء
تتشابه أعراض إدمان العادة السرية عند النساء مع الأعراض المصاحبة لذات الحالة عند الجنس الآخر بنسبة كبيرة، وتعّد من أبرز الأعراض:
- تحول ممارسة العادة السرية إلى سلوك قهري خارج عن السيطرة.
- ممارسة هذا الفعل بصورة متكررة وعلى فترات متقاربة.
- تعمّد تحفيز الإثارة الجنسية بأي وسيلة لممارسة العادة السرية.
- الميل إلى الانطواء والانعزال عن الآخرين بدافع الشعور الدفين بالخزي والعار.
- التهاب العضو التناسلي جراء تكرار هذه العملية.
- نوبات القلق والتوتر نتيجة الإحساس بممارسة أمور تخالف الثوابت الأخلاقية أو الدينية.
- الرغبة المُلحة في ممارسة العادة السرية حتى في غياب أي مثير جنسي معلوم.
يشار هنا إلى أن إدمان العادة السرية قد يرتبط بأنماط أخرى من الإدمان السلوكي مثل إدمان الإباحية والإفراط في مشاهدة تلك المواد، يمكن أن يكون ذلك مؤشرًا لتلك الحالة وبذلك يُدرج ضمن أعراض إدمان العادة السريه عند النساء والرجال على حد السواء.
متى تكون زيارة الطبيب أمرًا ضروريًا؟
متى ما تتحوّل ممارسة العادة السريّة إلى إدمان فهذا يستوجب تلقي دعمًا طبيًا متخصصًا، والإدمان هو عندما يتحوّل هذا الفعل العارض إلى نشاط قهري خارج عن سيطرة الشخص، أو إذا أصبح يُمارس بشكل دوري ومنتظم في أوقات محددة تجعله أقرب إلى العادة اليومية, أو إذا كان هذا الفعل هو مصدر النشوة الفعلي بالنسبة للبالغين أو المتزوجين بحيث أصبحوا يستعيضون به عن العلاقة الطبيعية، فحينها يتم اعتبار هذه السلوكيّات إدمان وتكون زيارة الطبيب للعلاج أمر لا بدّ منه.
يمكن أيضًا الاستدلال على إدمان العادة السرية لدى الأطفال إذا تلاحظ ممارستهم لها بصورة متكررة، فضلاً عن إظهار ميل جنسي تجاه البالغين في مرحلة عمرية مبكرة.
مخاطر ومضاعفات إدمان العادة السرية للجنسين
ينصّب التركيز بالكامل على الأثر الصحي عن التطرق للحديث عن إدمان العادة السرية ومخاطره، لكن الحقيقة أن أضرار هذا الفعل تتخطى ذلك الحد لتشمل بعض الجوانب النفسية والاجتماعية أيضًا.
من أبرز مخاطر هذا النوع من الإدمان ما يلي:
- التشتت الذهني وانخفاض الانتاجية أو ضعف التحصيل العلمي.
- التعرض إلى اضطرابات القلق والاكتئاب.
- انهيار العلاقات الاجتماعية نتيجة الميل للعزلة.
- قد تؤدي العادة السرية إلى اضطرابات النوم ونوبات القلق.
- تنامي الإحساس بالدونية وجلد الذات للشعور بالخزي.
- فتور أو انهيار الحياة الزوجية في بعض الحالات للاعتماد على العادة غير الصحية كبديل للعلاقات الطبيعية.
- إحتماليّة الاندفاع نحو إدمان الكحول أو المخدرات.
المشاكل الصحيّة الناتجة عن إدمان العادة السرية
يُضاف إلى كل ما سبق من آثار سلبية عدد من المشاكل الصحية التي قد يتم التعرض لها نتيجة الإفراط في ممارسة العادة السرية، وتشمل ما يلي:
- زيادة حساسية البشرة في محيط العضو الذكري أو الأنثوي والتي قد تدوم لأيام ثم تزول ولكنها قد تصبح أشد خطورة مع تكرار الإصابة.
- إحتماليّة إصابة القضيب لدى الرجال بأحد أشكال التورم نتيجة الإفراط في الاستمناء وهي حالة تسمّى بالاستسقاء (Edema).
- التهاب المهبل لدى النساء أو الإصابة بعدوى الجهاز التناسلي.
- مشاكل بالجهاز البولي وفق بعض الدراسات.
طرق علاج إدمان العادة السرية نهائيًا
إن علاج إدمان العادة السرية نهائيا يعني ضرورة الخضوع لبرنامج علاجي شامل ومتكامل للتعامل مع هذه المشكلة من كافة جوانبها.
وتقوم عملية علاج إدمان العادة السرية نهائيا في المعتاد على عدة محاور أهمها العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، ذلك بهدف مساعدة المريض على التحكم بصورة أكبر في أفكاره التي قد تكون دافعه الأساسي للإدمان على هذا الفعل، فكثير من الحالات تكون لديها معتقدات مثل أنه شريك جنسي غير مرغوب ولهذا يسعى لإشباع نفسه جنسياً، كما يجب أن تشمل الخطة العلاجية أي آثار نفسية نتجت عن هذا السلوك أو تسببت فيه من البداية.
علاج إدمان العادة السرية نهائيًا في هابور
نحن في مركز هاربور نوفر برامج علاجية شاملة ومتكاملة، لا تقف الغاية منها عند حد تمكين المرضى من التحكم في السلوكيات غير المرغوبة فحسب، إنما تساعدهم على تجاوز الأمر برمته واستعادة زمام حياتهم والانخراط في محيطهم، بجانب التعامل مع أي آثار جسدية أو نفسية نتجت عن هذا الإدمان.
يوفر هبور، مركز علاج إدمان الإباحية، الذي يفتح أبوابه لاستقبال المرضى من المنطقة العربية وكافة دول العالم أيضًا بيئة علاجية مثالية في وسط لندن مع توفير كافة سبل الراحة والرفاهية والخدمات الخاصة التي تضمن أن تكون فترة علاج العادة السرية أقرب إلى رحلة للاستجمام، مع الالتزام التام بالحفاظ على خصوصية المرضى.