هل الأمراض النفسية وراثية؟
25th ديسمبر 2024 / Written by Harbor London
انتشرت الأمراض النفسية مؤخراً وزادت بشكل ملحوظ نتيجة لتسارع نمط الحياة وزيادة الضغوط؛ سواء الضغوط المجبور عليها الإنسان بلا تدخل منه أو التي فرضها على نفسه لتحقيق حلم ما أو الوصول إلى مستوى معيشي معين وما إلى ذلك، ولكن برغم تعرض الكثير من الأشخاص إلى نفس الضغوط فإن استجابتهم لها تكون مختلفة، ولا يعني التعرض لمجموعة من الظروف المشابهة أو المتماثلة حتى في بعض الأحيان صدور نفس رد الفعل النفسي، فما السبب وراء ذلك؟
في الحقيقة مازال السبب المؤكد غير معروف إلا أن التفسير العلمي الذي ساقه علماء النفس هو وجود استعداد جيني لدى بعض الناس دون غيرهم لحدوث مرض نفسي عند التعرض لظروف معينة وضغوطات معينة. ساق هذا التفسير تساؤلاً آخر لدى علماء النفس؛ ألا وهو هل الأمراض النفسية وراثية؟
هل المرض النفسي وراثي؟
وجد علماء النفس عند تتبعهم الأمراض النفسية وتاريخها؛ زيادة حدوث اضطرابات نفسية معينة في بعض العائلات مما أكد فكرة أن الأمراض النفسية وراثية؛ ولكنها تحدث بنسبة طفيفة، مما يعني أنه كون الشخص فرداً من عائلة ينتشر بها مرض نفسي معين تزيد خطورة احتمالية إصابته بهذا المرض عند التعرض لظروف معينة؛ ولكن تظل احتمالات عدم حدوثه أكبر، والسبب في ذلك هو تداخل العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث الأمراض النفسية والتي يصعب أن تحدث مجتمعة لكل شخص بنفس الطريقة، أبرز هذه الأسباب:
- الصدمات الشديدة، مثل التعرض لحادث كبير أو اعتداء جنسي، أو استغلال عاطفي.
- الإيذاء الشعوري، مثل حدوث تنمر مستمر في البيئة المدرسية أو في محيط الأسرة.
- الإدمان، وسوء تعاطي العقاقير الطبية بشكل عام وبدون إشراف طبي.
- العوامل الجينية التي تحدد طبيعة رد فعل الأشخاص تجاه المواقف المختلفة ومدى خطر حدوث مرض نفسي ومدى الاستجابة للعلاج أو التعامل مع المرض في حالة حدوثه.
كل ما سبق يؤكد أن العوامل الجينية و الوراثية تزيد نسبة الخطورة ولكنها لا تعني مطلقاً حتمية الإصابة.
وكمثال للتوضيح: إذا كان شخص يعاني والده من مرض انفصام الشخصية فإن احتمالية إصابته بنفس المرض 13%، وإذا كان كلا الوالدين يعانيان نفس المرض فإن احتمالية إصابته 45 %، ولكن تظل احتمالية عدم إصابته بالمرض 87 % في الحالة الأولى، و55 % في الحالة الثانية، كما أن الأمراض النفسية المرتبطة بالوراثة محددة ومعروفة إلى حد كبير؛ وأبرزها الاكتئاب وانفصام الشخصية والاضطراب ثنائي القطب؛ بينما أغلب الأمراض النفسية الأخرى لا ترتبط مطلقا ًبعامل الوراثة.
أهمية معرفة التاريخ المرضي للعائلة
إن دراسة التاريخ المرضي في العائلة ومعرفة إذا كان المرض النفسي وراثي في العائلة أم لا، قد يقي أفراد العائلة من الوقوع في براثنه؛ أو على الأقل ينقذ الكثيرين من معاناة المرض النفسي ويخفف من حدته.
كيف تحمي نفسك أو أفراد عائلتك من المرض النفسي إذا كان وراثياً في العائلة؟
- إدراك طبيعة المرض إذا كان وراثيًا في العائلة أم لا، سوف يفيد في فهم الحالة وكيفية التعامل معها حتى لا تتفاقم الحالة أو حتى لحماية أفراد العائلة منه بتتبع إرشادات معينة يقررها علماء الجينات والطبيب النفسي، مثل ضرورة عدم تزاوج الأفراد من نفس العائلة لتفادي زيادة احتمالية إصابة الأبناء بنفس المرض.
- ممارسة الرياضة بانتظام يحسن الحالة المزاجية ويخفف حدة التوتر والضغوط مما يساعد على تقليل أسباب نشأة المرض النفسي.
- مشاركة المشاكل والمشاعر مع أشخاص عقلاء يمكن الوثوق بهم، سوف يقدم الدعم اللازم والمساعدة على التفكير بشكل متزن؛ مما يزيد من إيجابية المشاعر والتمتع بالتفاؤل.
-
الابتعاد عن الضغوط النفسية والبدنية قدر الإمكان، حيث تساعد على مواجهة الضغوط التي لا يمكن تفاديها.
- تناول غذاء صحي متوازن ؛ حيث لا يجب الاستهانة بتأثير الغذاء على زيادة احتمالية الإصابة بالمرض النفسي أو الشفاء منه
، لأن نقص عناصر غذائية معينة أو زيادتها في الغذاء عن الحد المطلوب قد يؤثر على الناقلات العصبية ومستوى الهرمونات ومستوى النشاط في المخ مما يؤثر تأثيراً مباشراً على الحالة النفسية، فمثلاً يرتبط النقص الشديد في فيتامين ب باحتمالية حدوث اكتئاب والتهاب في الأعصاب. - تجنب تعاطي أي أدوية إلا باستشارة الطبيب أو الصيدلي، مع ضرورة إخبارهم بتاريخ الأمراض النفسية في العائلة إن وُجدت؛ لأن كثيراً من الأدوية تؤثر على الحالة النفسية وقد تؤدي إلى ظهور أعراض مرضية في الأشخاص الذين لديهم استعداد جيني لذلك؛ كما يجب الحذر الشديد من تعاطي مواد تؤثر على الحالة العقلية مثل شرب الكحوليات والأدوية المنشطة للمخ لأن خطرها في حالة المرض النفسي الوراثي مضاعف عن الأشخاص العاديين.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم المنتظم لأنه يقلل التوتر ويثبت الحالة المزاجية ويساعد على التخلص من الضغوط ويرفع مناعة الجسم.
عائلة هاربور ترحب بكم
يفتح مركز هاربور لعلاج الإدمان وحالات الصحة النفسية في وسط لندن – المملكة المتحدة أبوابه لعملائه في الشرق الأوسط لتقديم كل الدعم في إعادة التأهيل النفسي على أيدى أطباء نفسيين متخصصين ذوي كفاءات وخبرات متميزة وفي أماكن مجهزة على أعلى مستوى من الرفاهية، ومساعدين ومقدمي خدمة مدربين ومؤهلين لجعل إقامتك ورحلة علاجك مريحة ومرفهة، متمنين لكم السلامة ودوام الصحة.