اضطراب ثنائي القطب: الأسباب وطرق العلاج
10th يناير 2021 / Written by شهيرة كمال
اضطراب ثنائي القطب هو عبارة عن اضطراب عقلي تنتج عنه تقلبات مفرطة في الحالة المزاجية تؤدي إلى حالة متفاوتة من الهوس والاضطرابات العاطفية متمثلة في نوبات اكتئاب، مما يؤدي إلى بطبيعة الحال إلى العديد من الاضطرابات الشعورية والتغيرات السلوكية التي تعيق حياته اليومية وتهدد بالتعرض للعديد من المضاعفات المحتملة والمخاطر الجسيمة.. فما هو هذا الاضطراب وما أنواعه وما مخاطره؟ وكيف يمكن علاجه؟
أنواع اضطراب ثنائي القطب
يشير مصطلح اضطراب ثنائي القطب في الواقع إلى عدة أنواع من الاضطرابات، جميعها تتشارك ذات الأعراض تقريباً ولكنها تتفاوت من حيث مستوى شدتها ومعدلات تكرار التعرض لها، تتمثل أهم تلك الأعراض في الإصابة بحالة من الهوس أو التعرض إلى نوبات الاكتئاب بالإضافة إلى التغيرات الحادة وغير المتوقعة في السلوك والحالة المزاجية.
تختلف سبل علاج مرض ثنائي القطب وآليات التعامل معه نسبياً باختلاف أنواعه وهي كالآتي:
- اضطراب ثنائي القطب (النوع الأول): مرضى هذا النوع من الاضطرابات ثنائية القطب عادة ما يتعرضون لنوبة واحدة على أقل تقدير من حالات الهوس الشديدة تسبقها أو تليها نوبات متفرقة من الهوس الخفيف، وقد تقودهم نوبات الهوس في المراحل المتقدمة إلى الانفصال عن الواقع أو ما يعرف بمسمى الذهان.
- اضطراب ثنائي القطب (النوع الثاني): يُستدل على اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني بتعرض المريض إلى نوبة من الاكتئاب الحاد، بالإضافة إلى نوبات هوس خفيف “Hypomanic” أقل حِدة من تلك التي تصيب مرضى النوع الأول.
- اضطراب دوروية المزاج (Cyclothymic Disorder): تتم ملاحظة أعراض هذا النمط من الاضطراب ثنائية القطب على مدى الطويل، حيث يعاني المرضى من نوبات متكررة من الهوس الخفيف والاكتئاب على مدار عامين على أقل تقدير.
توجد عدة أنواع أخرى من الاضطراب ثنائية القطب التي لا تتطابق أعراضها مع أي من الأنواع الثلاثة السابق ذكرها، هذا النوع من اضطراب ثنائي القطب اسبابه قد تكون التعرض لإحدى الإصابات الصحية مثل مرض كوشينج أو السكتة الدماغية أو التصلب المتعدد، كما أنها تشمل كذلك الاضطرابات الناتجة عن إدمان الكحول أو تعاطي بعض أنواع المخدرات.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
تنقسم الأعراض المصاحبة لهذا النمط من الاضطرابات إلى نوعين رئيسيين هما الأعراض الهوسية والأعراض الاكتئابية، لكل من النوعين مجموعة من العلامات أو الأعراض الظاهرية التي يمكن الاستدلال عليهما من خلالها.
تشمل أعراض نوبات الهوس الناتجة عن اضطراب ثنائي القطب ما يلي:
- الإحساس بعدم الحاجة للنوم
- يصبح الشخص سهل الاستثارة سريع الاهتياج
- تقلب الحالة المزاجية بين الابتهاج والانفعال
- فقدان الشهية
- تخبط الأفكار والتشتت بين أمور متعددة
- المبالغة في تقدير الذات
بينما تتمثل أبرز أعراض نوبات الاكتئاب في الآتي:
- تنامي مشاعر القلق والتوتر والحزن دون سبب واضح
- الإحساس بحالة من الإحباط وفقدان الأمل
- احتمالية الإفراط في تناول الطعام
- نوبات الأرق ومشاكل النوم أو النوم لساعات طويلة تفوق المعدلات الطبيعية
- صعوبات التركيز
- فقدان الشغف والاهتمام بأي نشاط
- توارد الأفكار الانتحارية
رغم أن اضطراب ثنائي القطب اسبابه قد تختلف تبعاً للفئة العمرية للمرضى إلا أن الأعراض المصاحبة له تتشابه بقدر كبير، حيث أن أعراض النوبات الاكتئابية والهوسية التي تظهر لدى البالغين هي نفسها تظهر لدى المراهقين ولكنها تختلف فقط من حيث مستوى شدتها ومدى استمراريتها.
اضطراب ثنائي القطب اسبابه واحتمالاته
اضطراب ثنائي القطب اسبابه الدقيقة لم يتم تحديدها بصورة دقيقة حتى اليوم، إلا أن العلماء قد تمكنوا من التوصل إلى عاملين رئيسيين يزيدا من احتمالات الإصابة بهذا الاضطراب وهما:
- اختلافات بيولوجية: كشفت الدراسات عن أن أغلب مرضى اضطراب ثنائي القطب لديهم اختلافات عضوية في الدماغ، لا يزال هذا الأمر محل دراسة لمحاولة تحديد الأسباب الدقيقة لهذا الاضطراب.
- العامل الوراثي: أوضحت بعض الأبحاث عن اضطراب ثنائي القطب اسبابه قد تكون جينية؛ إذ أن تلك الإصابة شائعة بين من لديهم أقرباء من الدرجة الأولى أصيبوا بذات الاضطراب.
على الرغم من أن اضطراب ثنائي القطب اسبابه غير محددة بدقة -كما أشرنا- إلا أن الأطباء قد حددوا مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات ثنائية القطب وتحفز التعرض للنوبة الأولى وهي تشمل الآتي:
- التاريخ المرضي للعائلة
- التعرض لصدمات شديدة مثل فقدان المقربين
- إدمان المخدرات
- الإسراف تناول الكحول
مخاطر ومضاعفات اضطراب ثنائي القطب
يُعد علاج اضطراب ثنائي القطب تحت إشراف طبي متخصص في وقت مبكر من ظهور الأعراض أمر بالغ الضرورة والأهمية، ذلك لأن إهمال هذا الاضطراب قد يقود لعواقب وخيمة تؤثر على حياة المريض سلباً على كافة الأصعدة بسبب التقلبات المزاجية والتغيرات السلوكية المصاحبة له.
تتمثل أبرز المخاطر والمضاعفات المحتملة لإصابات اضطراب ثنائي القطب فيما يلي:
- انهيار العلاقات الاجتماعية
- انخفاض الإنتاجية وضعف التحصيل الدراسي
- مواجهة أزمات مالية أو مشاكل قانونية
- السقوط في فخ إدمان المخدرات أو الكحوليات
- الإقدام على محاولة الانتحار نتيجة نوبات الاكتئاب الحاد
المخاطر الصحية المتزامنة لاضطراب ثنائي القطب
أظهرت الدراسات أن الاضطرابات ثنائية القطب تصاحبها مشاكل صحية أو اضطرابات أخرى، الانتباه لهذه الحالات أمر بالغ الأهمية نظراً لأنها قد تعيق عملية العلاج ومن أبرزها الآتي:
- اضطرابات الأكل
- اضطراب القلق
- نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)
يضاف لما سبق بعض المشاكل الصحية الجسمانية التي قد تصاحب وقوع الإصابة باضطراب ثنائي القطب مثل الصداع المزمن أو داء السمنة أو مشاكل الغدة الدرقية أو أمراض القلب.
مرض ثنائي القطب وعلاجه
تصنف الاضطرابات ثنائية القطب -باختلاف أنواعها- ضمن الاضطرابات المزمنة التي تدوم ولا يمكن التخلص منها بصفة كاملة، بناء على ذلك فإن الهدف من العلاج هو إدارة الأعراض التي تصاحبه ومنع تفاقم الأمر والحد من تعرض المريض لأي من المضاعفات الخطيرة، فضلاً عن مساعدته على السيطرة على الاضطراب وتمكينه من استعادة حياته الطبيعية المستقرة وممارسة أنشطته المعتادة.
تقوم عملية العلاج على عدة محاور تتكامل فيما بينهما لدعم استقرار حالة المريض ويتمثل أبرزها فيما يلي:
- الدعم النفسي: يمثل الركيزة الأساسية لعلاج هذا النوع من الاضطرابات وهو يهدف إلى تمكين المريض من التحكم في الأعراض وتجاوز الأثر النفسي للأزمات التي واجهها جراء الإصابة به.
- العلاج الدوائي: يتم اللجوء إليه من قبل الأطباء من أجل الموازنة الفورية للحالة المزاجية للمرضى والسيطرة على أعراض الاكتئاب للتمكن من مباشرة العلاج.
- الدعم المتواصل: أشرنا سلفاً إلى أن اضطراب ثنائي القطب من الأمراض الدائمة لذا لابد من متابعة الحالة بصفة دورية مع الطبيب المشرف على الحالة حتى في فترات التحسن لتلقي الدعم والمشورة والحد من احتمالات الانتكاس، والسيطرة المبكرة على أي تغيرات مزاجية بسيطة قبل تفاقمها إلى نوبة اكتئاب أو حالة هوس كاملة.
نوفر في مركز هاربور برامج علاج اضطراب المزاج ثنائي القطب تتسم بالشمولية والتكامل، حيث تهدف إلى السيطرة على أعراض الاضطراب وتحسين الحالة العامة للمرضى، فضلاً عن علاج الأضرار النفسية والجسمانية الناتجة عن تلك الإصابة والأمراض المتزامنة التي تصاحب عادة الاضطرابات ثنائية القطب، كما ندرك أن احتياجات المرضى تختلف ولذا فإننا نعتمد على نهج العلاج الفردي بمعنى تصميم برنامج علاجي ومسار تعافي خاص بكل مريض على حدة يتوافق مع حالته وبالتالي يضمن الحصول على نتائج أسرع وأفضل.
يفتح مركز هاربور -الرائد في مجال الدعم النفسي بوسط لندن- أبوابه لاستقبال المرضى من الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، حيث يوفر لهم أعلى مستويات الخدمات الطبية ضمن بيئة علاجية فريدة، فضلاً عن توفير باقة كبيرة ومتنوعة من الخدمات الخاصة والإضافية وخيارات الإقامة الفاخرة.