أسباب وعلاج اضطراب الشراهة عند تناول الطعام
10th أغسطس 2024 / Written by شهيرة كمال
يُصنَّف اضطراب الشراهة -الذي يُعدُّ من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالتغذية- ضمن فئة الأمراض النفسية، حيث لا يُعتبر مرضاً فيسيولوجياً يمكن الاستدلال عليه بشكل محدد في الجسم.
سنُسلِّط الضوء في الفقرات التالية على تعريف هذا الاضطراب النفسي الصعب التشخيص، وسنتناول أيضاً أهم أسباب الإصابة به وأساليب علاجه المتنوعة.
ما هو اضطراب الشراهة عند تناول الطعام
يصيب اضطراب الشراهة (بالإنجليزية: Binge Eating Disorder) حوالي 2% من سكان العالم ، وتشير بعض الدراسات إلى أنه يصيب النساء بنسبة أعلى من الرجال. يتميز هذا المرض بتأثيره النفسي المباشر على نمط تناول الطعام للأفراد المصابين، حيث يتم تبني عادات غير صحية في تناول الطعام، مثل زيادة كميات الطعام المتناولة. ينجم ذلك عن بعض العادات السلوكية السيئة أوالتأثيرات النفسية، والعوامل البيئية التي يتعرض لها المصاب.
قد يؤدي اضطراب شراهة الطعام في بعض الحالات إلى زيادة كبيرة في الوزن، ويمكن أن يسبب مشاكل نفسية مثل مرض الاكتئاب أو قد يكون ناتج عن/ يشير إلى مشاكل نفسية أخرى، يُطلق على هذا المرض أيضاً أسماء أخرى مثل: متلازمة الشره القهري، واضطراب نهم الطعام، و اضطراب الأكل القهري.
أعراض اضطراب شراهة الاكل
هناك أعراض معينة تظهر على الأشخاص المصابين باضطراب الأكل القهري، وبالرغم من أن البعض يعتبر السمنة الزائدة أحد الأعراض الأساسية، إلا أنه في بعض الحالات لا يكون هذا العرض موجوداً. وفيما يلي الأعراض الأساسية لهذا الاضطراب:
- أغلب المصابين باضطراب شراهة الأكل يتناولون الطعام بكميات مختلفة على مدار اليوم، إلا في حالة نوبات الشراهة فحينها يتناولون كميات أكبر من الطبيعية.
- الشعور بعدم القدرة على السيطرة أو التوقف عن تحسين نمط الأكل، سواء من حيث نوعية الطعام أو كميته.
- السرعة في تناول الوجبات الغذائية؛ مما يسبب زيادة كمية الطعام الذي يتم تناوله.
- تناول كميات زائدة من الطعام يتجاوز قدرة الجهاز الهضمي؛ مما يسبب شعوراً بالانزعاج.
- زيادة تناول الطعام دون الشعور بالجوع أو الحاجة إليه.
- البعد عن أنظار الآخرين والانعزال أثناء تناول الطعام، وغالباً لجوء الشخص إلى تناول الطعام بسرية وبمفرده، وتجنب تناول الطعام مع الآخرين.
- الشعور بالذنب والاشمئزاز والخجل في كل مرة يتناول فيها الطعام بهذه الطريقة؛ مما يسبب له مشاعر مختلفة من ضمنها الاكتئاب والحزن.
- استمرارية تبديل الأنظمة الغذائية والحميات، دون تحقيق نتائج ملموسة في فقدان الوزن.
- انخفاض ملحوظ في الرغبة الجنسية، وفي بعض الأحيان يفقد المصاب باضطراب الشراهة عند تناول الطعام رغبته الجنسية تماماً.
أسباب اضطراب الشراهة
لم يتم تحديد أسباب مؤكدة للعلاقة المباشرة بين التغذية والأمراض النفسية المرتبطة باضطرابات الشهية، لكن يعتقد العلماء أن هناك عوامل محتملة قد تكون لها صلة بتطور هذه الاضطرابات، وهي تشمل ما يلي:
- العوامل الوراثية: قد يكون للعوامل الوراثية دور في اضطراب شراهة الطعام، حيث يعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة حساسية هرمون الدوبامين قد يكونون أكثر عرضة لهذه الاضطرابات، الدوبامين هو مادة كيميائية يفرزها المخ وترتبط بالشعور بالسرور و المكافأة والتحفيز، وتشير الأدلة إلى وجود علاقة وراثية في هذه الاضطرابات.
- جنس المصاب: تشير الإحصائيات إلى أن النساء يتعرضن لخطر الإصابة بالاضطرابات التي تشمل نهم الطعام بنسبة أعلى من الرجال، وتشير الأرقام إلى أن حوالي 3.6% من النساء يعانين من هذه الاضطرابات في فترة معينة من حياتهن، بينما تكون نسبة الرجال أقل من ذلك بكثير، ويعزى تأثير الفارق الجنسي على نسبة الإصابة إلى أسباب بيولوجية رئيسية، كما أن الأمر يمكن أن يكون مخجلاً في حال كان المصابين من الرجال.
- التغيرات الدماغية: تشير بعض الدلائل إلى أن الأشخاص المصابين بنهم الطعام المفرط قد يعانون من تغيرات في بنية المخ، والتي قد تؤثر على القدرة على التحكم بالشهية وتناول الأكل.
- الوزن: يعاني نصف المصابين بنهم الطعام من مرض السمنة، وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يخضعون لعمليات فقدان الوزن يعانون أحياناً من هذه الاضطرابات بنسبة تتراوح بين 25-50%؛ وبالتالي، تم ربط الاضطرابات التي تشمل الشراهة للطعام بالوزن الزائد، و الرغبه في نقص الوزن.
- عدم الرضا عن شكل الجسم: بعض الأشخاص يعانون من اضطرابات الشراهة نتيجة عدم رضاهم عن شكل أجسامهم؛ وهذا يؤدي إلى الشعور بالإحباط والاكتئاب؛ مما يزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض.
- تاريخ النظام الغذائي: غالبًا ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب شراهة الأكل تاريخاً يشمل النهم والإفراط في تناول الطعام خلال فترة الطفولة ومرحلة المراهقة، ولقد ثبت وجود ارتباط بين هذه الفترات وبعض الحميات الغذائية واحتمالية الإصابة بهذا المرض.
- الصدمات العاطفية: تعتبر الصدمات العاطفية أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى اضطرابات التغذية، مثل الانفصال عن شريك الحياة أو فقدان أحد أفراد العائلة بسبب الوفاة، أو تعرض الشخص للتنمر خلال فترة الطفولة، هذه الصدمات العاطفية يمكن أن تسهم في زيادة احتمالية الإصابة بهذا المرض.
- الصدمات النفسية: وفقًا للإحصائيات، يعاني 80% من المصابين باضطرابات الأكل القهري من مشاكل نفسية مختلفة، مثل: الاكتئاب، والرهاب، واضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، وتعاطي المخدرات، واضطراب ثنائي القطب. تظهر هذه المشاكل النفسية كعوامل مساهمة في تطور هذا المرض.
علاج اضطراب الشراهة
يُعد العلاج من اضطراب الشراهة عند تناول الطعام أمراً ليس بالهين، فهؤلاء الأشخاص المصابين بمتلازمة الشره القهري يواجهون بالفعل تحدياً قوياً، ويعود ذلك إلى صعوبة التشخيص والخوف من الشعور بالخجل أو الرفض من الآخرين، لكن عندما يتم التشخيص بشكل صحيح، يصبح العلاج أكثر فعالية، ويمكن علاج هذا الاضطراب النفسي باستخدام وسائل متعددة، والتي نستعرضها كالتالي:
- التواصل بصراحة مع الطبيب: يجب على المصاب التحدث بكل صراحة دون إخفاء أي أعراض يشعر بها.
- العلاج الغذائي: يتضمن الالتزام بحمية غذائية محددة للسيطرة على النظام الغذائي وتحسين أعراض هذا الاضطراب النفسي المزعج.
- العلاج النفسي: يتضمن مراجعة طبيب نفسي متخصص يتحدث مع المصاب، ويُفضل أن يكون للطبيب خبرة في معالجة هذا النوع من الاضطرابات النفسية، وتشمل طرق العلاج النفسي العلاج المعرفي السلوكي.
- العلاج الدوائي: يتضمن تناول الأدوية المناسبة لحالة المصاب، ويتم تحديدها من قبل الأطباء المختصين، ويتم ذلك بناء على تشخيص الاضطرابات والأعراض التي تصاحب اضطراب شراهة الاكل.
- الدعم العائلي: يتمثل في دعم العائلة للمصاب، وتشجيعه على الالتزام بخطوات العلاج التي حددها الأطباء والمختصين.
- العلاج المتخصص لمتلازمة اضطراب الأكل القهري: يشمل تقنيات واستراتيجيات خاصة تساعد في إدارة والتحكم في الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب.
ملاحظة: إن اضطراب الشراهة هو اضطراب نفسي يتطلب متابعة طبية ودعماً مستمراً للتحقق من إدارة الحالة بشكل فعال.
نوفر في هاربور مجموعة فريدة ومتنوعة من البرامج العلاجية لمختلف أنواع اضطرابات التغذية، وتتميز هذه البرامج بالشمولية والتكامل، حيث يتم تصميمها بناءً على النهج الفردي لكل مريض بعد إجراء عملية تشخيص وتقييم شاملة للحالة. تهدف هذه البرامج إلى علاج الآثار الناجمة عن التعايش مع اضطرابات الأكل النفسية لفترة طويلة، وتعزيز إعادة تأهيل المريض وتمكينه من استعادة حياته والقدرة على الاندماج في محيطه مرة أخرى بنجاح.
يستقبل هاربور العملاء من منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي ومختلف أنحاء العالم، ويوفر لهم خدمات الرعاية الطبية على أعلى مستوى في لندن، داخل بيئة علاجية مميزة. بالإضافة إلى ذلك، يقدم المركز العديد من الخدمات الخاصة والإضافية المتعلقة بالإقامة. ويتعهد المركز بحماية خصوصية المرضى وسرية هويتهم تماماً.