أنواع الإدمان السلوكي
31st يناير 2025 / راجعه شهيرة كمال
عند سماع مُصطاح “الإدمان” فإن أوّل ما قد يتبادر إلى أذهاننا هُو إدمان المُخدرات، باعتباره النوع الأكثر شيوعاً، لكن الكثير منّا لا يُدركُون أن هُناك أنواعاً عديدةً من الإدمان يُطلق عليها الإدمان السلوكيّ.
وتترُك أنواع الإدمان السلوكيّ أثرها على صحة المرء وسلامته النفسيّة، كما قد تحرمهُ من ممارسة شؤون حياته بصورةٍ طبيعيّة، وهُنا نتناول معكم أهم المعلومات حول الإدمان السلوكي وانواعه واضراره، وسُبل التعامل معها من بل الخُبراء في هاربور.
ما هُو الإدمان السلوكيّ؟
الإدمان السلوكيّ هُو نوعٌ من أنواع الهوس، والانشغال المُفرط بفعلٍ مُعيّن أو سلوكٍ مُعيّن، وتكراره بصورةٍ مُستمرة لعددٍ لا نهائيٍّ من المرّات، وهو يؤثر على حياة الإنسان، وعلاقاته الاجتماعيّة، وإنتاجيّته، والكثير من الأمور.
وفي الوقت الذي تُوصف فيه هذه السلوكيات بأنها مقبولة، في حال ممارستها بمعدلاتٍ طبيعيّة، فإنه بالإمكان وصفها بأنها سلوكياتٌ إدمانية في حال تكرارها بإفراط، وفي هذه الحالة من الممكن أن تُؤثر سلباً على جودة الحياة.
ما أهم سِمات الإدمان السلوكي؟
يُمكننا تمييز الإدمان السلوكي بوضوح من خلال عددٍ من السِّمات الأساسيّة:
- الرغبة المُلحة في السلوك الإدماني من أجل الشعور بالرّاحة.
- فُقدان السيطرة على السلوكيات الإدمانية رغم المُحاولات العديدة.
- المُداومة على عمل السلوك الإدماني رغم العواقب غير المحمودة.
ما أبرز أسباب الإدمان السلوكي؟
هناك عددٍ من الأسباب النفسيّة، والاجتماعيّة، والاستعدادات البيولوجيّة، وتشمل أهم الأسباب الشائعة ما يلي:
- التعرّض لصدمةٍ نفسيّة أو سُوء مُعاملة خلال مرحلة الطفولة.
- المُعاناة من اضطراباتٍ سابقة في الصحة النفسيّة أو العقليّة.
- الرغبة في الهُروب من الضغوطات النفسيّة ومشاعر القلق.
- اختلال كيمياء الدماغ نتيجة اضطراب مُستوى الدوبامين.
- وُجودُ تاريخٍ عائليٍ للإدمان أو المرض النفسيّ أو العقليّ.
- الضُّغوطات والعادات المُجتمعيّة غير السليمة.
ما أشهر أنواع الإدمان السلوكي؟
إدمان الإنترنت
إدمان الإنترنت هو أحد أنواع الإدمان السلوكيّ الأكثر شيوعاً في العصر الحديث، وعادةً ما يميل الأشخاص الذين يعانون من إدمان الإنترنت إلى قضاء أوقاتٍ طويلة على مُحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعيّ، مما ينعكس سلباً على نشاط الفرد وإنتاجيته، ومستواه المهنيّ والأكاديميّ، وروابطه المُجتمعيّة. وتشمل أبرز أعراض إدمان الإنترنت ما يلي:
- الصداع وآلام الرقبة والظّهر.
- الأرق واضطرابات النوم.
- جفاف العين ومشاكل الرؤية.
- السمنة وتغيير عادات الأكل.
- الإصابة بمُتلازمة النفق الرسغي.
إدمان التسوّق
يُعد إدمان التسوق واحداً من أشهر أنواع الإدمان السلوكي التي تقع فيها الفتيات بالأخصّ في العصر الحديث، إذ يلجأ من يعاني من إدمان التسوّق إلى الإنفاق المُبالغ فيه على التسوق، واقتناء ما يحتاجه وما لا يحتاجه، لدرجةٍ تتسبّب بالعديد من المشاكل المالية، والنفسيّة، والمُجتمعية. وتشمل أهم أعراض إدمان التسوّق ما يلي:
- الرغبة المُلحّة في التسوّق طوال الوقت.
- الرغبة في إنفاق المال ولو من دون جدوى.
- الشعور بالنشوة بعد إجراء عمليات الشراء.
- الذهاب للتسوّق بصورةٍ يوميّة أو أسبوعيّة.
- مواجهة الأزمات الماليّة نتيجة شراهة التسوّق.
إدمان الطعام
هُو أحد أنواع الإدمان التي يُعاني فيها الشخص من تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الطعام يومياً، وذلك لأسبابٍ نفسيّة، دون وُجود حاجةٍ فعليّة لتناول الطعام، فضلاً عن الميل للإفراط في تناول بعض العناصر الغذائيّة، مثل الدهون، الكربوهيدرات، السكريات، والتي عادةً ما تتواجد ضمن الوجبات السريعة، مما يترك أثراً سلبياً، ويُسبب مشاكل صحيةً خطيرة. وتتضمّن أهم أعراض إدمان الطّعام ما يلي:
- الشُّعور بالسعادة والنشوة البالغة عند تناول الطعام.
- فقدان القُدرة على الفراغ من الطعام حتى بعد الشّعور بالشّبع.
- الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن وتراكم الدهون الضارة في الجسم.
- تناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة وخلال وقتٍ قصيرٍ نسبياً.
- الشّعور بالنهم الدائم تجاه تناول السكريات والكربوهيدرات المُعقدة.
إدمان الألعاب الإلكترونيّة
يشيعُ لدى شريحةٍ واسعةٍ من الشباب نوعٌ من أنواع الإدمان السلوكيّ يُطلق عليه إدمان الألعاب الإلكترونيّة، إذ يميل الشّاب إلى قضاء ساعاتٍ طويلة في ممارسة الألعاب الإلكترونية بمُختلف أنواعها. وتتضمّن أبرز أعراض إدمان الألعاب الإلكترونيّة ما يلي:
- فقدان القدرة على السيطرة على السلوك أثناء اللعب.
- التأثير السلبيّ على التحصيل الدراسي والمُستوى العمليّ.
- الشعور بالإندفاع الشديد تجاه اللعب وفقدان السيطرة.
- التأثيرات السلبية على التركيز والتذكّر والتحصيل الدراسي.
- الميل إلى العزلة والابتعاد عن الأنشطة المُجتمعيّة المُختلفة.
إدمان الإباحيّة
ويُعنى بإدمان الإباحية اعتياد الشخص على مُشاهدة المُحتوى والأفلام الإباحيّة، دون توقّف، وقضاء ساعات طويلة من اليوم في ممارسة هذا الفعل، على الرغم من الأضرار الجسيمة التي تتركها على الصحّة النفسيّة والجسديّة.
ويعتمد من يعاني من إدمان الإباحيّة على مثل هذا النوع من الإدمان من أجل الحصول على الاستثارة الوقتيّة، مما يدفعهُ لتكراره مراراً من أجل البقاء في مزاجٍ جيّد. تشمل أبرز الأعراض ما يلي:
- التقلبات المزاجيّة الحادة.
- الميل إلى العُزلة والانطواء.
- الشعور الدائم بالخجل والعار.
- صُعوبة الإقلاع عن هذه العادة.
- فقدان السيطرة على السلوكيات.
- الرغبة المستمرة في مُشاهدة الأفلام الإباحيّة.
طرق علاج الإدمان السلوكي
يتطلبّ علاج الإدمان السلوكي خُطةً مُتكاملة الأركان، تُراعي مُتلف النواحي النفسيّة، والاجتماعيّة، والسلوكيّة، والجينيّة، وتشمل أهم العلاجات:
- العلاج النفسي المُتكامل: يلعب العلاج النفسي المُتكامل (Cognitive behavioral therapy) دورًا في تحديد المشاعر والأفكار المسؤولة عن الإصابة بالإدمان، ثم يُساعدك في تغييرها والتعامل معها، وهُو من العلاجات الفعالة ضمن هذا الإطار.
- العلاج النفسي الديناميكي: يُركز هذا النوع من العلاجات على فهم الصدمات الخطيرة التي سبق ومررت بها في الماضي، ويعمل على فكّ تشابكها والتعامل معها، واستعادة الثقة بالنّفس.
- التدخلات الدوائيّة: في بعض الأحيان تُوصف بعض العلاجات الدوائيّة، مثل مُضادات القلق ومضادات الاكتئاب، في حال كان العلاج السلوكي مُرتبطاً باضطراباتٍ نفسيةٍ أخرى، ضمن خطةٍ علاجيةٍ مُتكاملة.
طرق الوقاية من الإدمان السلوكي
توجد العديد من النصائح البسيطة التي من شأنها أن تُساعدك على الوقاية من مُختلف حالات الإدمان السلوكيّ، ومن أبرزها نورد لك ما يلي:
- نشر الوعي بمُختلف أعراض الإدمان السلوكي وأعراضها.
- الحصول على الاستشارة الطبية المُبكرة عند الشك في الإصابة.
- تعزيز روابط العلاقات الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء.
- تنظيم الوقت وشغل وقت الفراغ بالأشياء المُفيدة والنافعة.
- مُحاولة الابتعاد التام عن المُثيرات الحسيّة بمُختلف أنواعها.
- تربية الأطفال على المبادئ والقيم الصحيحة من الصّغر.
يُعد الإدمان السلوكيّ مشكلة مُعقّدة تتطلب فهمًا عميقًا لمُسبّباتها وتأثيراتها على الأفراد والمُجتمع ككل. ومع تزايد أنماط الحياة الحديثة، أصبح من الضروريّ تعزيز الوعي حول مخاطر هذا النوع من الإدمان، والسعي للحصول على الدعم المُناسب عند الحاجة. إنّ تحقيق التوازن في استخدام التكنولوجيا، والتسوّق، وتناول الطعام، وغير ذلك من السلوكيات، يُعدّ خطوة أساسيّة نحو حياةٍ أكثر صحةً واستقراراً نفسيًا للإنسان.
تواصل معنا الآن لتبدأ رحلتك نحو حياة جديدة أكثر صحة وسعادة بعيداً عن الإدمان السلوكي.