كيف يؤثر إدمان الاكل على الحالة النفسية للإنسان؟

11th أكتوبر 2024 / كتب بواسطة Harbor London

ظهر في السنوات الأخيرة نوع جديد من الإدمان، أو ربما كان ظاهرة قديمة ولكن لم يحاول الأطباء تشخيصه وإيجاد برنامج علاجي له إلا مؤخراً وهو إدمان الطعام، حيث يعجز الإنسان عن السيطرة على رغبته في تناول الطعام ويظل يأكل بكميات كبيرة حتى وهو غير جائع.

ما أعراض إدمان الطعام؟ وما علاج إدمان الأكل وكيف يمكن للفرد تطبيقه؟

 

ما هو إدمان الطعام؟

عادةً ما يقتصر إدمان الطعام على الوجبات السريعة والأطعمة التي تحتوي على السكر أو القمح أو الاثنين معاً وهو يتم بنفس منوال إدمان المخدرات،حيث يستهدف نفس الناقلات العصبية في الدماغ، حيث أن تناول الأطعمة المحببة للشخص يؤثر على مراكز “المكافأة” في الدماغ وهي المراكز التي تنتج عند تحفيزها في الدماغ مادة “الدوبامين” التي تترجم الأكل إلى شعور بالسعادة والنشوة.

يتشابه كذلك إدمان الطعام مع إدمان المخدرات في أن الشخص لا يكتفي بتناول الكمية السابقة وإنما كلما مرت فترة يحتاج لتناول جرعات أكبر للوصول لنفس إحساس السعادة والنشوة الذي يحتاجه، ولذلك فإن إدمان الطعام مسألة في غاية الخطورة وليس مجرد ضعف في الإرادة وإنما قد يسبب لصاحبه الهلاك.

 

أشهر الأطعمة التي يدمنها الأشخاص:

  • الشوكولاتة
  • رقائق الشيبس
  • البطاطا المقلية
  • البيتزا
  • البرجر بالجبن
  • الجبن
  • الدجاج المقلي
  • المشروبات الغازية بأنواعها
  • الكعك
  • المعجنات
  • الحلويات بأنواعها

 

أعراض إدمان الطعام

تتلخص أعراض إدمان الطعام في مجموعة من الأعراض السلوكية، فلا يمكن التأكد من معاناة الشخص من إدمان الطعام بعمل تحليل أو أشعة أو وجود مرض بعينه، وإنما تعد أشهر أعراضه السلوكية:

  • الشعور بالرغبة الشديدة لتناول الأطعمة التي تحتوي على عناصر الإدمان السابق ذكرها، رغم الانتهاء للتو من تناول الأكل العادي أو الصحي.
  • زيادة معدل الأكل الذي يتناوله الفرد يومياً.
  • إذا فشلت محاولة تقليل الكميات، فإن الشخص يبدأ في تناول كمية أكبر من التي كان يأكلها قبل محاولة التوقف.
  • تناول الطعام رغم الشعور بالشبع.
  • عدم القدرة على السيطرة على النفس والاستمرار في تناول الطعام رغم نظرات من حولك أو حتى رغم الشعور بألم في المعدة.
  • البحث عن المبررات لتناول الأطعمة المفضلة، مع محاولة إخفاء ما تناوله الفرد عمن حوله.
  • عدم القدرة على التحكم بشراهة الطعام، رغم إدراك مدى ضررها.
  • الشعور بالضيق عند عدم القدرة على تناول طعام تحبه او عدم إمكانية الحصول عليه لسبب ما.
  • الاستغناء على العمل والمهام اليومية من أجل تناول الطعام.
  • تجنب بعض الأماكن الإجتماعية والتجمعات العائلية لتناول الطعام منفرداً.

في حال كنت تعاني من تلك الأعراض او حتى نصفها، لابد أن تدرك أن هناك مشكلة وأنك ربما تكون أحد مدمني الطعام، لذا لا تتردد في طلب المساعدة من المتخصصين في مجال الدعم النفسي.

 

أضرار إدمان الطعام

لك أن تتخيل كم الأضرار التي تلحق بجسم الإنسان جراء إدمانه على تناول أطعمة أغلبها مليئ بالسكريات والدهون وما قد يلحقه ذلك من أضرار بجسمهن بخلاف احتمالية معاناته من أن يكون منبوذاً ووحيداً بسبب عاداته الغذائية الغريبة، ومن أخطر أضرار إدمان الطعام:

  • الإصابة البدانة.
  • إرتفاع ضغط الدم.
  • احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • مرض السكري.
  • مشاكل التنفس أثناء النوم.
  • أمراض الكلى.
  •  الإصابة هشاشة العظام.
  •  التهاب المفاصل.
  • عدم تناسق القوام.
  •  عدم ارتداء ملابس مناسبة.
  • الشعور بأن الشخص أصبح منتقد أو منبوذ.
  • مشاكل نفسية مثل عدم الرضا عن الذات وعدم الثقة في النفس.
  • تجنب التجمعات الكبيرة وتفضيل الأكل منفرداً.

 

أعراض انسحاب إدمان الطعام

هناك بعض أعراض انسحاب إدمان الطعام التي يعاني منها الشخص ولكنها يمكن التحكم بها واجتيازها بسهولة، مقارنةً بأعراض انسحاب إدمان المخدرات، ومنها:

  • الشعور بالقلق ، التوتر.
  • العصبية الزائدة.
  • الضيق من عدم إمكانية الوصول للأكل الذي يحبه.
  • الشعور بالجوع سريعاً خلال أول أيام من علاج إدمان الأكل.
  • ربما يسعى الشخص للعودة مرة أخرى لتناول الأطعمة المضرة أو عدم الالتزام بالجدول الغذائي الموضوع له، ولكن بالمتابعة الطبية والنفسية السلمية سيتمكن من اجتياز أعراض انسحاب إدمان الطعام بسلام وتحقيق النتيجة المرجوة.

إدمان الأكل

علاج إدمان الأكل

هناك خطوات مشتركة ما بين علاج إدمان الاكل وعلاج إدمان الكحول أو المخدرات، فالمخ عندما يدمن شيء يعلم بنفس الطريقة عادةً، ومن أشهر أنماط علاج إدمان الطعام:

  • الأدوية: رغم الاتفاق بأن أعراض إدمان الطعام جميعها سلوكية، إلا أن هذا لا ينفي أن هذا النوع من الإدمان كثيراً ما يتسبب في مشاكل صحية متعلقة بالبدانة وقوة المفاصل ووظائف القلب والكلى، لذا فإنه في حالة إذا تسبب الادمان على الطعام بمشاكل جسدية أو عصبية أخرى، فإنه لابد من علاجها أولاً بالأدوية لمحاولة حل هذه المشكلة الصحية.
  • العلاج السلوكي والمعرفي: تعتمد فكرة هذا النمط على تدريب المرضى على مواجهة المواقف السلبية التي تدفعهم للأكل، وخلال هذه المرحلة من العلاج يتعلم مدمنو الطعام كيفية التحكم في أنفسهم.
  • العلاج النفسي: من الطبيعي أن يشعر مجمن الطعام بالكثير من القلق والتوتر وعدم الراحة خلال فترة انسحاب الإدمان، وهنا يحتاج لعلاج طبي ونفسي لتخطي تلك المرحلة، بخلاف إحساسه الدائم بعدم رضاه عن نفسه وكذلك الشعور بالذنب وعدم الثقة بالنفس بسبب زيادة الوزن الناجم عن إدمان الطعام وجميعها مشاكل تحتاج إلى علاج نفسي على أكثر من مرحلة.
  • العلاج الطبيعى والتغذية: لابد من اللجوء لأخصائي علاج طبيعي وتغذية ليساعد المريض على وضع نظام غذائي صحي ومتوازن يحقق له الشبع وفي نفس الوقت يساعد في الحد من الإفراط فى الطعام و تحديد نوع وكم الطعام المسموح به، على أن يتم تخفيض كميات الأكل بشكل تدريجي كي لا يرفض المريض العلاج من البداية.

 

نصائح تساعدك على التغلب على إدمان الطعام

  • قم بتدوين سلبيات إدمان الطعام الصحية أو النفسية أو حتى الاجتماعية، وحاول أن تجعل تلك القائمة نصب أعينك أغلب الوقت كي تكون عامل تحفيزي لك للتخلص من تلك العادة.
  • ضع قائمة بأبرز الأطعمة الغير مضرة والتي تحب تناولها وحاول بقدر الإمكان الاعتماد عليها لمساعدتك في الإحساس بالشبع بعيداً عن المقليات والوجبات السريعة بقدر الإمكان.
  • قم بتحضير قائمة بأسماء المطاعم التي توفر طعاماً صحياً وسجل الخيارات التي تقدمها، بهدف أن تلجأ لها دائما عندما تشعر بالجوع، وبهذا الشكل ستختار طعاما بشكل سريع لكنه صحي.
  • حدد تاريخاً تبدأ فيه برنامج غذائي أفضل بعيد عن الأطعمة السريعة المضرة وحاول الالتزام بالبدء في هذا الموعد كي تتوفر لك العزيمة الكافية على إتمام الأمر دون أن تقوم بتسويفه.
  • اشتغل وقتك بممارسة أنشطة محببة لنفسك ويفضل بقدر الإمكان أن تكون أنشطة رياضية لأنك تساعدك على بذل الطاقة وتشتيت الانتباه عن الطعام.
  • احرص على وجود شبكة دعم من أهلك أو أصدقائك خلال مرحلة علاج إدمان الطعام، فهذا عنصر هام وفعال جداً في أي نوع من أنواع علاج الإدمان.

وإن حاولت ولم تتمكن بمفردك من تخطي تلك الأزمة، فلابد من الاستعانة بأطباء ومتخصصين في العلاج النفسي لتعود لحياة طبيعية ومرضية.

نحن في مصحة هاربور ضمن لك توفير برنامج علاجي متكامل لإدمان الطعام مع خبرات متخصصينا في العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي، علماً بأن برامج العلاج لدينا تتم بشكل فردي وبأعلى مستويات السرية وحفظ بيانات عملائنا.