أزمة منتصف العمر: الأسباب والأعراض

15th ديسمبر 2024 / Written by Harbor London

ما هي أزمة منتصف العمر؟

أزمة منتصف العمر تشير إلى السنوات الوسطى من عمر الإنسان، بين سن الـ 40 والـ 65. تبدأ أزمة منتصف العمر عند النساء والرجال بداية الأربعينيات وحتى بداية السيتينيات. حيث يكتشفون بأن أدوراهم الرئيسية وعلاقاتهم تتغير. يدركون تقدم آبائهم في العمر واحتياجهم لرعايتهم وبالوقت ذاته عدم احتياج أبنائهم لهم ولرعايتهم كما في السابق.

فعملية التقدم في السن تشعرنا أحيانًا بعدم الراحة وتنطوي على الكثير من التغيرات الكبيرة، والتي سواءً كانت سعيدة أم حزينة. تمنحنا الكثير من المشاعر دفعة واحدة بحيث يصعُب على البعض استيعابها والتعامل معها بشكل صحي. وقد أثبتت الدراسات أن حوالي 26 % فقط من الأشخاص ذوي متوسط عمر بين 40 و60 عامًا يمرون بهذه الأزمة.

أعراض أزمة منتصف العمر

عندما تتخيل أزمة منتصف العمر عند الرجال على سبيل المثال، يطرأ في ذهنك مشهد ارتدائه لملابس ملاءمة أكثر للشباب وقيادته لسيارات رياضية براقة. إلا أن هذا ليس الوضع دائمًا. يمكن أن تشمل علامات وأعراض أزمة منتصف العمر عند الرجال والسيدات للآتي:

  • اكتئاب واضطرابات مزاجية (غضب متزايد، ضيق، قلق، حزن).
  • فقدان او اكتساب الوزن بشكل ملحوظ.
  • اضطرابات في النوم.
  • الانسحاب من العلاقات الاجتماعية والروتين اليومي.
  • رغبة ملحة للقيام بتغيير جذري.
  • فقدان الشغف تجاه الأحداث اليومية .
  • التشكيك في الذات؛ التشكيك في قرارات الماضي ومعنى الحياة.
  • ارتباك بشأن هويتك وإلى أين تقودك الحياة.
  • زيادة في استهلاك الكحوليات، المخدرات بشكل قهري.
  • ارتفاع أو انخفاض ملحوظ في الرغبة الجنسية.
  • علاقات جنسية، غالبًا مع شخص أصغر سنًا.
  • زيادة أو انخفاض بالغ في الطموح.
  • عدم الرضا عن الحياة المهنية أو الشخصية.

أزمة منتصف العمر

أسباب أزمة منتصف العمر

تتباين أسباب أزمة منتصف العمر من شخص لآخر حسب طبيعته والظروف المحيطة به. يمكن أن تحدث أزمة منتصف العمر بشكل طبيعي ويمكن أن تحدث نتيجة لخسارة أو تغير كبير مثل الطلاق، الاهتمام بوالدك الكبير في السن، أو وفاة أد الوالدين، أو ترك الأبناء للمنزل لبدء حياتهم الخاصة. تنقسم الأسباب عادةً إلى:

أسباب جسدية

من أهم أسباب أزمة منتصف العمر عند النساء وعند الجنسين بشكل عام، حيث تبدأ علامات تقدم العمر في الظهور. يصاحب ذلك بالطبع الخوف من عدم تقبل المجتمع شكليًا للشخص كما في السابق. بالإضافة إلى بداية ظهور بعض الأمراض المرتبطة بالسن والتي تسبب الضيق وتشعر الشخص بالعجز.

وعند المرأة بشكل خاص يبدأ سن اليأس، وتهبط معدلات هرمون الإستروجين والبروجسترون ويصاحب ذلك اضطراب في الهرمونات الاخرى ومنها بعض الهرمونات العصبية المسؤولة عن الحالة المزاجية.

لتشخيص أزمة منتصف العمر بشكل صحيح؛ يجب استبعاد احتمالية وجود اضطراب في عمل الغدة الدرقية وما يصاحبه من اضطراب في الحالة المزاجية والصحية بشكل عام، كما ينبغي استبعاد وجود أو بداية وجود مرض نفسي أو عقلي.

أسباب شعورية

ترتبط الأسباب الشعورية بردود أفعال الشخص تجاه الأحداث الحياتية التي يمر بها. ففي مرحلة معينة من العمرقد تقل مرونة هذا الشخص على تقبل هذه الأحداث والتعامل معها.

أسباب اجتماعية

في فترة منتصف العمر قد تحدث أحداث اجتماعية مهمة تخلف وراءها أزمة كبيرة وتغير جذري في حياة الشخص. فمثلًا من الأسباب الشائعة لحدوث أزمة منتصف العمر عند الرجال فقدان الوظيفة أو حدوث فشل كبير على صعيد العمل. كما يسبب الاضطرار إلى إنهاء علاقات طويلة الأمد مثلما يحدث في حالات الطلاق هزة كبيرة في مشاعر واتزان الشخص.

أزمة منتصف العمر عند النساء

مشكلات واضطرابات نفسية مصاحبة لأزمة منتصف العمر

القلق

يبدأ العديد من الأشخاص عند بلوغهم منتصف الأربعينيات من العمر في إدراك واقع وفاتهم. بالنسبة للبعض، يمكن لهذا أن يملأهم بشعور غامر بالقلق. يبدأون في مراجعة حياتهم والتأمل في الخيارات التي اتخذوها والإنجازات والفشل.

مع تقدمنا في السن نمر حتما بمرحلة الشيخوخة. هذا يعني أنه بالنسبة لبعض الأشخاص قد يزداد وزنهم، يتغير شكل جسدهم، يتغير مظهرهم في المرآة. ويمكن أن يسبب ذلك ضائقة وقلقًا شديدين لكثير من الرجال والنساء لشعورهم بفقدان الهوية وتغير صورتهم التي اعتادوها في المرآه.

بالإضافة إلى مخاوفك الشخصية ، قد تكون مرحلة منتصف العمر هي الفترة التي يبدأ فيها والداك في التقدم في السن وقد تتدهور صحتهما. قد يكون الاضطرار إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية الاعتناء بهم أمرًا ضاغطًا للغاية ومسببًا للقلق. بالمثل، فإن ترك الأبناء المنزل للذهاب إلى الجامعه أو العمل بدوام كامل، يمكنه التسبب في القلق الشديد للآباء المتروكين في المنزل.

الاحتراق النفسي

بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى منتصف حياتنا، نكون قد عايشنا الكثير في الحياة. أصبح لدينا الكثير من الخبرة في عالم العمل وكذلك علاقات من جميع الأنواع. ليس من المستغرب أنه، في بعض الأحيان، عندما نصل إلى منتصف العمر، نشعر بالإنهاك وخيبة الأمل في كل من حياتنا العملية والخاصة.

بحلول سن الـ 45 تقريبًا، بينما نبدأ في الانتقال إلى سنواتنا اللاحقة، قد نشعر بالإنهاك ونقص في الحافز للعمل كما اعتدنا أو بزل نفس الجهد في حياتنا الاجتماعية. يمكن أن يؤدي هذا إلى حالة مزاجية سيئة وحتى الإكتئاب إذا لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب. يعد الاحتراق النفسي في منتصف العمر أمرًا شائعًا للغاية، ولكن يمكن تفاديه إذا تعرفت على العلامات وحصلت على المساعدة قبل أن يستغرق ذلك الكثير من الانتظار.

الإدمان

يمكن أن تكون العديد من أعراض أزمة منتصف العمر مثل القلق والاكتئاب دافعًا لبعض الأشخاص لشرب الكحوليات كآلية للهروب من مشاعرهم وقد يبحث البعض عن مواد أكثر صلابة من أجل التعامل مع المشاعر السلبية التي يشعرون بها.

يكون الأفراد في هذا المرحلة العمرية أيضًا أكثر عرضة للإدمان إذا كانوا قد عانوا بالفعل من تعاطي المخدرات خلال فترة  شبابهم. الاضطرابات العاطفية التي تواجهها في منتصف العمر قد تخيم على حكمك، وبدلًا من الاستمرار في العمل على تعافيك، قد تعتقد، مرة أخرى، أن الكحول والمخدرات هما الطريقة الوحيدة لتجنب الألم النفسي.

علاج أزمة منتصف العمر

علاج أزمة منتصف العمر

يقدم مركز هاربور (Harbor) الخاص والفاخر لإعادة التأهيل وخدمات الصحة النفسية، علاجًا لقلق منتصف العمر والإدمان والإرهاق. خدماتنا الحصرية رائدة وسرية بالكامل حيث نقوم بالاعتناء بعميل واحد فقط في كل مرة. لدينا أيضًا رعاية طبية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع داخل أماكن إقامة خاصة تمامًا.

وكما هو الحال مع أي مشكلة تتعلق بالصحة النفسية أو الإدمان، فإن التدخل المبكر هو المفتاح عند علاج أعراض أزمة منتصف العمر. لذا دع مركز هاربور  (Harbor) يقوم بإرشادك خلال عملية الانتقال الصعبة حتى يوفر لك تغيير حقيقي وإيجابي خلال هذه المرحلة الحرجة من حياتك.

سيساعدك الفريق المختص من الأطباء والاستشاريين النفسيين على:

– البحث ومعرفة التغيرات الطارئة المسببة للأزمة يساعد كثيرا  في عبور هذه الفترة مثل

– وصف الأدوية إذا تطلب الأمر أو حالة أزمة منتصف العمر، مثل  الأدوية الهرمونية التعويضية في حالة نقص الهرمونات في سن  الأمل، أو مثلا الأدوية التي تثبت الحالة المزاجية و تعالج الاكتئاب.

– مساعدتك بوضع نظام غذائي ورياضي مناسب ومخصص لك.  – منحك الآليات والمهارات لتتمكن من:

  • تجربة أنشطة جديدة مثل السفر لأماكن مختلفة والدخول في الأنشطة خيرية.
  • وضع أهداف جديدة للفترة المقبلة من حياتك والنظر لها كفترة حصاد واستمتاع بنجاح مجهوداتك السابقة.
  • مراجعة إنجازاتك السابقة ومحاولة تذكرها وتدوينها جميعا مهما كانت بسيطة.
  • التمكن من إنشاء مجتمع قوي من الاصدقاء حتى مع وجود علاقة قوية مع أفراد الأسرة.

ختامًا يجب أن تعلم برغم صعوبة هذه الأزمة إلا أنه وقت مؤقت وسينتهي لتعود وتشعر بالسعادة وترتفع أكثر مما سبق، وهذا طبقا لدراسات عديدة أجريت على عدد كبير من البشر في مختلف أنحاء العالم في هذه المرحلة العمرية جعلت العلماء يستنتجون أن منحنى السعادة  يأخذ شكل U، حيث تنخفض معدلات السعادة تدريجيًا خلال العمر حتى تصل إلى أقصى انخفاض لها في فترة منتصف العمر ثم تعود لترتفع تدريجيًا مرة أخرى.

أبدأ المحادثة مع فريق هاربور لندن
مرحبًا 👋 كيف يمكننا مساعدتك؟ برجاء العلم أن العلاج يتم في أحد منشأتنا الفاخرة في لندن.