لماذا يحدث فقدان الذاكرة النفسي ؟

15th أبريل 2021 / Written by Harbor London

نُردد دائمًا أن النسيان من النّعم، ربما هو نعمة عندما نريد تجاوز الآلام والأحزان، ولكن مما لاشك فيه أننا نحتاج ذاكرتنا لنستطيع أن نعيش الحياة بتفاصيلها المختلفة. إلا البعض تغلبه صدمته النفسية فيتغلب النسيان على التذكّر، وهنا تُصبح الحالة مرضية وهو ما يُعرف بمرض فقدان الذاكرة النفسي، فما هي أهم أعراض وأسباب هذا المرض؟ وهل هناك من سبيلٍ لعودة تلك الذاكرة؟ وما هي استراتيجية العلاج المتاحة والمجربة؟

 ما المقصود بفقدان الذاكرة النفسي؟

يُصنف هذا المرض على أنه من الاضطرابات النفسية أو الاضطرابات الانشقاقية، كما يُعد من أنواع الأمراض العقلية، حيث ينتج عنه فقد المريض لذاكرته الخاصة حول هويته والبيئة المحيطة به، ويحدث ذلك نتيجة تعرضه لضغوط شديدة وصدمات نفسية لا يستطيع التأقلم معها، ولكي يستعيد المريض ذاكرته فقد تطول المدة أو تقصر، فمريض فقدان الذاكرة النفسي قد يفقد ذاكرته جزئيًا أو كليًا لمدة قد تتراوح بين ساعاتٍ وشهور.

ما هي أعراض فقدان الذاكرة النفسي؟

يتبين لنا أن هذا المرض ينقسم إلى أنواعٍ ثلاثة، ولكل نوع منهم أعراضه الخاصة وهم كالتالي:-

  1. فقدان الذاكرة الموضعي (أو الجزئي): ما يميز هذا النوع أن المريض يفقد ذاكرته حول فترة زمنية معينة، وفي الغالب تكون هذه الفترة هي التي عايش فيها الصدمة النفسية المسببة لفقدان الذاكرة، فقد تكون مثلًا فترة المراهقة التي تعرض أثناءها لاعتداءٍ معين، وقد يتذكر المريض أنه تعرض لاعتداء ولكنه قد لا يتذكر التفاصيل حول الحدث.
  1. فقدان الذاكرة العام: وهو أكثر الأنواع نُدرة، حيث يفقد المريض في هذا النوع ذاكرته بالكامل وكل ما يخص نفسه والآخرين من حوله، فهو لا يستطيع التعرف على اسمه أو عائلته ولا يعلم شيئًا عن مهنته.
  1. الشرود: بجانب أن المريض في هذه الحالة يفقد ذاكرته كليًا، إلا أنه أيضا قد يتبنى هويةً جديدة لنفسه بعد رحيله عن بيئته الأصلية، أي أنه يُنشيء لنفسه حياة جديدة بتفاصيلٍ جديدة.

الفرق بين فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية وفقدان الذاكرة بسبب طبي:

  1. وهناك فرق بين الحالتين، حيث ينتج فقدان الذاكرة النفسي نتيجة التعرض لصدمة نفسية، والتي قد تكون فقد عزيز أو حالة اعتداء جسدي أو جنسي أو غيرها من الأحداث التي تترك أثرًا سلبيًا على نفسية الإنسان، وهنا لا يستطيع المريض التأقلم مع الضغط الشديد الواقع عليه، فيحدث النسيان أو فقد الذاكرة كرد فعل لما تعرّض له، أما فقدان الذاكرة لسبب طبي فهو نتيجة إصابة الدماغ بجروح أو أمراض أو سكتات وجلطات تؤدي إلى فقد المريض لذاكرته.
  1. تتفاوت الحالتين من حيث المدة الزمنية التي يستغرقها المريض لكي يستعيد ذاكرته مرةً أخرى، فبينما تتراوح المدة في حالة فقدان الذاكرة النفسي بين ساعاتٍ وشهور، نجد أنها قد تطول لتصل لسنوات في حالة فقدان الذاكرة بسبب طبي.
  1. في حالة فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية فإن المريض قد يشفى وتعود إليه ذاكرته بشكل فجائي وسريع بينما في حالة فقدان الذاكرة بسبب طبي فإن رحلة العلاج قد تطول وتتسم بالتدرج، ومن المؤسف أن المريض قد لا يسترجع ذاكرته أحيانًا.
  1. من الملفت للنظر أن فقدان الذاكرة بسبب طبي يصاحبه عادةً الشعور بالقلق والاكتئاب لدى المريض، بينما لا يحدث ذلك غالبًا مع مريض فقدان الذاكرة النفسي، حيث أنه في كثيرٍ من الأحيان قد يتعايش مع حالته الجديدة دون إحساسٍ بالقلق أو التوتر.

ما هي أسباب فقدان الذاكرة النفسي؟

تتعدد الأسباب والأحداث المؤلمة التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة النفسي، وإليك سردًا لبعضها:

  • تعرض المصاب للاعتداء جسديًا، أو نفسيًا، مثل حالات الاغتصاب والحوادث.
  • ما يعانيه من خوف وقلق أو فقد أثناء الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين.
  • ما يراه ويعيشه من دمارٍ وقتل أثناء الحروب.
  • أن يكون المريض ضحيةً لجريمةٍ ما أو شاهدًا عليها أو مشاركًا فيها.
  • إذا فقد المصاب عزيزًا عليه، أو تعرض لأزمة شديدة في عمله أو ممتلكاته.
  • حالات الانفصال والطلاق هي أيضًا من أسباب فقدان الذاكرة النفسي.
  • أثبتت بعض الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين مرض فقدان الذاكرة والعامل الوراثي لدى عائلة المريض.

ما هي استراتيجية العلاج المتاحة والمُجربة؟

يستهدف العلاج مساعدة المريض في تقبل مشاعره وعدم رفضها فالتقبل هو أُولى درجات التأقلم ومن ثمّ العلاج، كما يسعى الطبيب النفسي ذو الخبرة في إعادة التواصل بين المريض وبيئته المحيطة، ومن المفيد لتحسين نفسية المريض ورفع معنوياته أن يجد المعاونة من أحبابه في التوصل إلى أنشطة ومهارات تُشبع رغباته وتربطه بالمجتمع.

عادةً ما ينقسم العلاج إلى نفسي ودوائي، وقد يحتاج المريض أحدهما أو كلاهما معًا:-

المعالجة النفسية: فقد يحتاج المريض إلى جلسات للتحدث مع طبيبه النفسي، وتطبيق العلاج المعرفي السلوكي رغبةً في  تحقيق أهداف العلاج السابق ذكرها في الفقرة السابقة.

العلاجات الدوائية: لا يوجد علاج يشفي من فقدان الذاكرة النفسي، ولكن تلك العقاقير يصفها الطبيب النفسي عادة لعلاج اضطرابات نفسية أخرى قد تصاحب فقدان الذاكرة النفسي، من ضمنها القلق والاكتئاب.

بعد أن تناولنا كل تلك النقاط الهامة حول فقدان الذاكرة النفسي، دعنا نطمئنك أنك ستجد خير معين لك في مركز هاربور حيث يتبع المركز سياسة العلاج الفردي، وما يصاحبه من تحديد استراتيجيات نفسية وعلاجية تناسب كل مريض على حده، كما يلتزم مركز هاربور بتوفير السرية التامة حول المعلومات الخاصة بهوية المريض وتاريخه المرضي، هذا بالإضافة إلى ما يقدمه المركز من خدمات إضافية فيما يخص الإقامة والتي تتميز بالرقى والرفاهية.