كيف تفرق بين الإجهاد المرضي والإجهاد الطبيعي؟

11th مارس 2021 / Written by شهيرة كمال

يشكو البعض من استمرار شعورهم بالإجهاد والتعب طوال الوقت وليس فقط في أيام محددة ولا بعد عودتهم من العمل، وهنا يمكننا وصف أنهم يعانون من إجهاد مرضي أو تعب مزمن وليس مجرد إرهاق عادي، وهي حالة لازالت محدودة الانتشار لذا لازال العلماي في حيرة من أسبابها.

ما هي أعراض الإجهاد المرضي وما أشهر أسبابه؟، وكيف يمكن علاج الإجهاد المرضي بوسيلة فعالة؟

 

ما هو الإجهاد المرضي؟

يعتبر الإجهاد المرضي أو كما يطلق عليه المتخصصون “متلازمة التعب المزمن” بمثابة اضطراب معقد، حيث يُعرف بالتعب الشديد الذي لا يمكن تفسيره بأي حالة طبية كامنة والذي عادةً لا يقل بعد الراحة أو تى النوم لفترة طويلة، وإنما يزداد في حالة ممارسة أي نشاط بدني أو رياضي، وتعرف هذه الحالة كذلك بمرض عدم تحمل الجهد أو التهاب الدماغ والنخاع المُصاحب لألم العضلات.
لا يوجد حتى الآن أي اختبار أو تحليل قاطع يجريه الشخص لتأكيد تشخيص الإصابة بمتلازمة الإرهاق المزمن، حيث أن الأمر يتطلب إجراء العديد من الاختبارات الطبية المختلفة لاستبعاد مشكلات صحية أخرى معروفة تتسم بالأعراض ذاتها. 

 

أعراض الإجهاد المرضي

تتضمن أعراض الإجهاد المرضي ما يلي:

  • الشعور بالإرهاق دائماً.
  • آلام العضلات أو المفاصل غير المبررة.
  • استمرار الشعور بالصداع.
  • عدم تحسن الحالة العامة بعد النوم أو الراحة.
  • التهاب الحلق.
  • انخفاض في نبرة الصوت.
  • تغير في لون البراز.
  • وجود لمفاويةً متضخمة في العنق أو الإبطين.
  • فقد الذاكرة أو التركيز.
  • انخفاض مستويات خلايا الدم البيضاء وقلة الخلايا اللمفية.
  • استمرار الإرهاق لأكثر من 24 ساعة بعد التمرين البدني أو الذهني.

الإجهاد المرضي

أسباب الإصابة بالإجهاد المرضي:

لم يتم التوصل بشكل قاطع إلى سبب الإصابة بمتلازمة التعب المزمن، حيث أن  هذا المرض جديد نسبياً وعُرف لأول مرة كمرض من حيث الوعي الطبي فقط عام 1990، وفي السنوات الأخيرة اتضحت مصادره وطرق التعامل معه.

يذكر أنه على الرغم من وجود العديد من النظريات التي تتراوح ما بين العدوى الفيروسية والإجهاد أو التوتر أو المشاكل النفسية، يعتقد الخبراء أن متلازمة التعب المزمن قد تسببها العديد من العوامل مجتمعة مع بعضها البعض والتي تأتي العوامل النفسية منها بالطبع، إلا أنه يمكننا الوقوف عند بعض المحفزات المحتملة لأسباب الإصابة بالإجهاد المرضي، ومنها:

  • حالات العدوى الفيروسية، حيث قد يُصاب بعض الأشخاص بمتلازمة التعب المزمن بعد التعرض لعدوى فيروسية، وحالياً تشمل الفيروسات المثيرة للشك فيروس “ابشتاين بار” وكذلك فيروس “الهربس البشري 6 ” وفيروسات “لوكيميا الفأر”، ورغم ذلك لم يتوصل الطب بعد إلى علاقة قاطعة حتى الآن بتلك الأسباب.
  • مشكلات الجهاز المناعي، حيث عادة ما تكون الأجهزة المناعية لدى المصابين بمتلازمة التعب المزمن ضعيفة إلى حد ما.
  • الاختلالات الهرمونية، فقد أثبتت الأبحاث أن كثير من المصابين بالإجهاد المرضي يعانون من اختلالات هرمونية تؤثر بالتبعية في جهازهم المناعي وفي إحساسهم بالإرهاق.

جدير بالذكر أن هناك عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالإجهاد المرضي، منها العمر، فرغم أنه مرض يصيب الأفراد في أي عمر إلا أن كبار السن أكثر عُرضة للإصابة به من الشباب.

أما عن الجنس، كما هو متوقع يتم تشخيص إصابة النساء بمتلازمة الإرهاق المزمن أكثر من الرجال، وربما يعود ذلك إلى أسباب نفسية أو أسباب هرمونية، أو بسبب الضغط النفسي الذي يزيد من احتمالية الإصابة بالإجهاد المرضي.

 

المضاعفات المحتملة لمشكلة الإرهاق المرضي:

  • الإصابة بمرض الاكتئاب.
  • العزلة الاجتماعية.
  • زيادة التغيب عن العمل.
  • فقر الدم.
  • عدم القدرة على بذل أي مجهود ولو بسيط.
  • تقييدات نمط الحياة بسبب التعب الدائم وعدم القدرة على بذل أي مجهود.

أساليب علاج الإجهاد المرضي

توصلت الأبحاث الطبية إلى بعض أساليب علاج الإجهاد المرضي إلا أنه يعتبر علاج شمولي لأنه يتعامل مع كل واحد من الأعراض المختلفة على حدى، فعلى سبيل المثال:

يتم إعطاء المريض التروكسين لموازنة نشاط الغدة الدرقية، وكذلك يتم إعطاؤه حبوب الحديد لمعالجة مشكلة فقر الدم مع إضافة الفيتامينات في حالة النقص الحاد، وبالطبع الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج الاكتئاب الذي يشعر به، وهكذا.

ثبت أنه من أهم طرق علاج الإجهاد المرضي  العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioural Theraphy) الذي يساعد المرضى في التعبير عما يشعرون به وتخطي أعراضه.

كما أن المعالجة المثلية في حالة علاج التعب المزمن تبدأ بمحادثة بين المعالج والمريض لمحاولة فهم مشكلته ومحاولة تغيير نظرته للحياة، وبعد ذلك يتم تعليمه الاسترخاء بواسطة تقنيات مختلفة، مثل التأمل، اليوغا أو التاي تشي. 

كما يعالج علاج المنعكسات Reflexology وأزهار باخ الإرهاق المرضي، حيث يبدأ علاج المنعكسات باستجواب واسع للمريض ثم جلسة التدليك الذي هو مزيج من التدليك التايلندي مع علاج المنعكسات، بواسطة كريم التدليك والزيوت المهدئة والمنشطة، حيث أن التدليك يسمح للجسم بإنتاج الطاقة ويعالج الجهاز المناعي والجهاز الهضمي والكبد. 

كما أن الاستعانة بمصحة متخصصة في العلاج النفسي بكل مشكلاته تساعدك في الحصول على أفضل برنامج علاج الإجهاد المرضي لأنه يتم العمل على أكثر من محور وعلى علاج أكثر من عرض في وقت واحد، ومن أهم خطوات العلاج هي توزيع الطاقة المتبقية لدى المريض بشكل متوازن والحفاظ على فترات الراحة بالإضافة إلى التدرب على التعامل مع حالات الإجهاد بشكل أفضل.