الاضطرابات النفسية بعد الولادة: طرق العلاج والدعم اللازم

17th أكتوبر 2024 / راجعه شهيرة كمال

يصيب اكتئاب بعد الولادة سيدة واحدة من ضمن 10 سيدات  أصبحوا أمهات للمرة الأولى. فما المقصود باكتئاب ما بعد الولادة؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الاضطرابات النفسية بعد الولادة؟ وما هي الأعراض الاكتئابية التي تظهر على الأم بعد إنجابها للطفل؟ نستعرض الإجابة على كل ما سبق من تساؤلات من خلال السطور القادمة، هذا بالإضافة إلى تقديم المعلومات الكافية حول طرق علاج اكتئاب ما بعد الولادة بالطرق الطبية الموثوق بها.

ما هي الاضطرابات النفسية بعد الولادة التي يمكن أن تصيب الأم؟

تتعرض نفسية المرأة بعد الولادة لكثير من التغييرات التي تشمل حدوث تغييرات كيميائية واجتماعية تتعرض لها المرأة التي أنجبت حديثاً، تشمل التغييرات الكيميائية انخفاضاً في معدل هرمون الأستروجين وهرمون البروجيسترون خلال الأيام الأولى من الولادة، مع العلم أن تلك الهرمونات تكون معدلاتها مرتفعة بشدة أثناء فترة الحمل، وترتبط تلك التغييرات الهرمونية بتغير المزاج لدى الأم الجديدة؛ لتظهر عليها علامات الاكتئاب التي نوردها في الفقرة التالية.

وتختلف الاضطرابات النفسية للمرأة بعد الولادة في شدتها من امرأة لأخرى، فقد تبدو أعراض الاكتئاب بسيطة وخفيفة لدى البعض، حتى أن تلك الأعراض قد تزول تدريجياً وتختفي تماماً في وقت قصير، بينما تشتد الحالة سوءً عند بعض النساء بعد الإنجاب؛ فتطول مدة الاكتئاب إلى مدة ليست بالقليلة، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بمرض ذهان ما بعد الولادة.

أعراض الاضطرابات النفسية بعد الولادة

أعراض الاكتئاب الخفيفة والشائعة بعد الإنجاب

  1. تغيرات في المزاج.
  2. اضطرابات في النوم.
  3. تغير في الشهية.
  4. قلة الرغبة الجنسية.

أعراض أكثر شدة الاكتئاب بعد الولادة

  1. نوبات من البكاء غير المبرر.
  2. عدم الاهتمام بالطفل، وقلة الشعور برابط معه.
  3. أفكار انتحارية.
  4. نوبات من الغضب والهياج.
  5. الرغبة في إيذاء الآخرين.
  6. الشعور باليأس والإحباط.
  7. قلة التركيز وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.
  8. الشعور بالحزن والكآبة.

ويمكن أن تشتد أعراض اكتئاب بعد الولادة عند بعض النساء فتحاول إيذاء نفسها أو طفلها؛  لذلك كان من المفيد تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأم في هذه المرحلة الجديدة.

أسباب الاضطرابات النفسية بعد الولادة

  1. العامل الوراثي: يؤثر التاريخ العائلي في الإصابة بالاكتئاب على تعرض الأم الجديدة لاضطرابات ما بعد الولادة، حيث أن مرض الاكتئاب أكثر شيوعاً وانتشاراً عندما يتعلق الأمر بالجينات الوراثية والانتقال من الآباء للأبناء.
  2. التغيرات الهرمونية: تشهد فترة الحمل ارتفاعاً في الهرمونات التناسلية، يعقبها انخفاضاً في معدلها بعد الولادة؛ يسبب هذا الانخفاض تغيرات في الحالة المزاجية للأم المنجبة، ويعد الخلل الهرموني سبباً رئيسياً لتغيير نفسية المرأة بعد الولادة عند الكثير من الأطباء والمتخصصين.
  3. خلل هرمونات الغدة الدرقية: الغدة الدرقية يعود إليه تنظيم الكثير من وظائف الجسم الحيوية، ويعد أي خلل في هرموناتها بالزيادة أو بالنقص سبباً كافياً ليعاني الإنسان من المشاكل الصحية، ويعتبر قصور الغدة الدرقية أو خمولها (بالإنجليزية: Hypothyroidism) هو أحد الأسباب الهامة للإصابة بالاضطرابات النفسية التي تعاني منها المرأة بعد الولادة.

ما هي عوامل الخطر للإصابة باكتئاب بعد الولادة؟

توجد بعض العوامل التي تزيد من نسبة الإصابة بالاضطرابات النفسية بعد الولادة، نذكر منها على سبيل المثال:

  1. وجود مشاكل نفسية سابقة: بطبيعة الحال ستزيد نسبة الإصابة باكتئاب بعد الولادة لدى الأم المصابة أو التي سبق لها الإصابة بأحد المشاكل أو الاضطرابات النفسية أو العقلية، مثل اكتئاب الحمل.
  2. التعرض إلى ضغوط نفسية خارجية: قد تتعرض السيدة المنجبة حديثاً لضغوط نفسية من البيئة المحيطة بها، مثل عدم وجود دعم ومساندة من الزوج أو الأسرة، أو وجود مشاكل مع الزوج، أو فقد أحد أفراد الأسرة.
  3. الإصابة بمرض أو عدوى بعد الولادة: تعاني بعض النساء بعد الولادة من انتقال عدوى إليها؛ ومن الطبيعي أن أعراض المرض ستسبب الإزعاج والتوتر للأم الجديدة، في بعض الحالات تصاب الأم بداء السكري، وقد تكون قد عانت بالفعل من السكري أثناء الحمل.
  4. حدوث مضاعفات أثناء فترة الحمل: إن تعرض الأم للتعقيدات الصحية أثناء فترة الحمل هي من ضمن الأسباب المنطقية لزيادة نسبة إصابتها باضطرابات نفسية بعد إنجاب الطفل، ومنها حدوث إجهاض أو ولادة مبكرة، او الحمل بتوأم، أو إصابة الطفل بعيوب خلقية تسبب له مشاكل صحية.
  5. ممارسة الأم لعادات تضر بالصحة: قد تكون الأم مدخنة أو من المتعاطين للكحول أو المخدرات، وفي هذه الحالة تصبح نسبة الإصابة بالأعراض الاكتئابية بعد الإنجاب عالية.
  6. وجود مشاكل في الرضاعة: تعاني بعض الأمهات الجدد من حدوث مشاكل في الرضاعة الطبيعية لسبب ما، فقد تكون المشاكل تتعلق بقلة إدرار اللبن، أو عدم قدرة الرضيع على الرضاعة لوجود عيب خلقي لديه، وقد تكون المشكلة في إصابة حلمة الثدي لدى الأم أو وجود عيوب خلقية بالحلمة تمنع الطفل من الرضاعة.

كم تبلغ مدة اكتئاب ما بعد الولادة؟

  1. تبدأ الأعراض الاكتئابية في الظهور على الأم الجديدة خلال الأسبوع الأول من الولادة تقريباً، وإن كان يصعب ملاحظتها في البداية نظراً لما تعانيه السيدة من مشاعر طبيعية بالتعب والإرهاق بعد الإنجاب، وفي بعض الحالات تظهر الأعراض الاكتئابية خلال العام الأول من إنجاب الطفل وليس الأسبوع الأول.
  2. تستمر أعراض الاضطرابات النفسية بعد إنجاب الطفل لمدة 3-6 شهور، وكما نوهنا سابقاً فقد تطول فترة المعاناة من تلك الأعراض المزعجة لعام أو أكثر في حالة إهمال العلاج.
  3. أظهرت بعض الدراسات أن اكتئاب ما بعد الولادة قد استمر بالفعل عند بعض الأزواج حتى 3 سنوات بعد الإنجاب.
  4. يعاني كلا الوالدين وليس المرأة فقط من أعراض اكتئاب بعد الولادة وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة.

هل تؤثر الاضطرابات النفسية بعد الولادة على الطفل؟

من المهم المبادرة بعلاج اكتئاب بعد الولادة في أقرب وقت ممكن، وبمجرد ظهور الأعراض، حيث إن تأخير العلاج قد يعرض الأم وطفلها للتالي من المخاطر:

  1. عدم حدوث الرابط النفسي المطلوب بين الأم ورضيعها.
  2. عدم القدرة الأم على مد الطفل بالرضاعة الطبيعية، بعض السيدات ممن يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة أو اكتئاب حمى النفاس يرفضن إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية بالرغم من أهميتها لصحة الطفل ونموه.
  3. افتقار الرضيع إلى الاهتمام اللازم من قبل الأم تجاه المشاكل الصحية أو الأعراض الغريبة التي قد تظهر على رضيعها في هذه المرحلة الحساسة.
  4. إهمال الرعاية الصحية الروتينية  للطفل؛ مثل الانتباه إلى مواعيد التطعيم والكشف الدوري عند طبيب الأطفال.

كيف تتخلصين من الاضطرابات النفسية بعد الولادة؟

هناك العديد من الاستراتيجيات العلاجية التي يمكن اللجوء إليها لعلاج اكتئاب بعد الولادة، وقد يلجأ الطبيب النفسي ذو الكفاءة والخبرة إلى اتباع طريقة واحدة للعلاج، أو الجمع بين عدة طرق علاجية في ذات الوقت، ومن أمثلة تلك الطرق:

  1. العلاج الدوائي باستخدام مضادات الاكتئاب: من المهم إخبار الطبيب المختص إذا كنت مرضعة لطفلك رضاعة طبيعية أم لا، وبناء عليه سيتم اختيار العلاج والجرعة المناسبة، وجدير بالذكر أنه يوجد العديد من عقاقير مجموعة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائي (بالإنجليزية: SSRI) والتي تكون مناسبة لعلاج حالة الاكتئاب لدى الأم المرضعة.
  2. العلاج الجماعي: لتحقيق المزيد من الاطمئنان والراحة للأم الجديدة، يلجأ الطبيب إلى إلحاقها بأحد المجموعات التي تتكون من الآباء والأمهات ممن عانوا من الاضطراب النفسي بعد الولادة، حيث توفر تلك المجموعات جو علاجي يشمل المحادثات والاستشارات والاستفادة من التجارب السابقة للآخرين.
  3. توعية الأسرة لأهمية الدعم النفسي: يقدم الطبيب المحترف ذو البصيرة لأفراد الأسرة النصائح اللازمة لإظهار مدى دعمهم وتعاونهم مع الأم.

قد يستهين البعض بالاضطرابات النفسية بعد الولادة التي يواجهها الوالدين، لكن كما وضحنا أن الأعراض الاكتئابية في هذه الحالة قد تكون خطيرة بالفعل وقد تتسبب في حدوث الأذى للطفل أو أحد الوالدين.

لذلك كان من الهام اختيار المركز العلاجي المناسب للتخلص من اكتئاب بعد الولادة، على أن يتميز فريق العمل بالمركز الطبي الذي ستختاره بالقدرة على التفاهم والخبرة الطبية في ذات الوقت.

يوفر مركز هاربور بوسط لندن فريقاً طبياً مميزاً لعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة وعلاج الإدمان بأنواعه، حيث يمكنك الاعتماد عليه لعلاج الاضطرابات النفسية بعد الولادة، وذلك من خلال برامج مصممة لتلبية كافة الاحتياجات في بيئة داعمة ومريحة لتعزيز الشفاء والعافية.

يقدم مركز هاربور خدمة العلاج المنزلي لمن يصعب عليه الٌإقامة في أحد المساكن الاستثنائية التي يقدمها مركز هاربور في مدينة لندن، وتتميز تلك الخدمة الفريدة بالسرية والجودة العالية.

أبدأ المحادثة مع فريق هاربور لندن
مرحبًا 👋 كيف يمكننا مساعدتك؟ برجاء العلم أن العلاج يتم في أحد منشأتنا الفاخرة في لندن.