كيف نحمي المتعافي من الإدمان من الانتكاسة

23rd أكتوبر 2024 / Written by شهيرة كمال

 مصطلح أو لفظ “انتكاس” يقصد به عودة المرض عقب الشفاء منه ورغم أن يستخدم على نطاق واسع مع مختلف الأزمات والمشكلات الصحية إلا أنه يرتبط بصورة أكبر بمختلف أنواع الإدمان، يُعني الانتكاس بعد التعافي من الإدمان عودة المريض لتعاطي المخدرات مجدداً عقب إتمام العلاج وإعادة التأهيل، فترى ما هي مراحل انتكاس المدمن؟ وكيف يحدث؟ وكيف يمكن مساعدته على تفاديه؟

هل المتعافي من الإدمان يرجع شخصاً طبيعياً؟ 

 يعد هذا التساؤل الأكثر شيوعاً بين الأسر التي تخشى تعرض مريضها إلى الانتكاس بعد التعافي من الإدمان إلا أن إجابته ليست باليسيرة؛ إذ لا يمكن أن تكون بالإيجاب الكامل أو النفي التام، فبالتأكيد علاج الإدمان بالشكل الصحيح وبمركز متخصص مثل مركز هاربور يُحسن حالة المريض بدرجة كبيرة، لكن يجب العلم بأن الإدمان بمثابة مرض مزمن وبالتالي فإن مغادرة المركز العلاجي ليس نهاية المطاف.

يحتاج الشخص المتعافي من الإدمان إلى متابعة مستمرة ورعاية خاصة ودعم المحيطين به لحمايته من خطر الانتكاس،  لذلك فإننا في مركز هاربور نولي اهتماماً بتثقيف وتأهيل ذوي المريض بالأسلوب الأمثل للتعامل معه للحفاظ على نتائج المُحققة من خلال البرنامج العلاجي

 

مراحل الانتكاس بعد التعافي من الإدمان

لا يحدث الانتكاس بعد التعافي من الإدمان بشكل مفاجيء، إنما يأتي انتكاس مرضى إدمان الكحول أو إدمان المخدرات بشكل تدريجي، وكي يتمكن الشخص المُقرّب من حماية المتعافي عليه معرفة مراحل الانتكاس التي تنقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية على النحو الآتي:

الانتكاس العاطفي

يمثل أولى مراحل انهيار المتعافي من الإدمان وتتولد لديه خلالها رغبة شديدة ومُلحة في تعاطي المواد المخدرة مجدداً، وأبرز الأعراض التي تصاحب هذه المرحلة هي:

الانتكاس النفسي

تكمن خطورة هذه المرحلة في بدء انهيار الحاجز النفسي الحائل دون الانتكاس بعد التعافي من الإدمان نتيجة تصاعد وتيرة الصراع الداخلي بين الاستمساك بمسار التعافي وبين نشوة الماضي التي كان يحصل عليها عند معاقرة الكحوليات أو تعاطي المخدرات، من أبرز دلالات هذه المرحلة من الانتكاس:

  • تنامي مشاعر القلق والتوتر. 
  • اختلاف ملحوظ في الوزن بالزيادة أو النقصان. 
  • عدم الانتظام في تناول الأدوية الموصى بها. 
  • قد يُظهر المريض سلوكا عنيفاً أو عدوانياً. 
  • الميل إلى العزلة عن الآخرين.

الانتكاس الفعلي

يبدأ المتعافي من الإدمان بتلك المرحلة في الخروج عن السيطرة ويرفض كل محاولات النصح والإرشاد، بذلك يكون قد استسلم لرغبته في الحصول على نشوة المخدر، وقد يسعى للتواصل مع رفقاء الماضي أو الحصول على المخدر بأي وسيلة.

تحديات الشخص المتعافي من الإدمان

يجد المحيطين بمريض الإدمان المتعافي بعض الصعوبة في التعامل وفهم متطلباته في تلك الفترة الحرجة التي تعتبر جزء لا يتجزأ من عملية إعادة التأهيل، كي يستطيعوا حمايته من الانتكاس بعد التعافي من الإدمان لابد من أن يتفهموا أبرز التحديات التي يواجهها ليتمكنوا من دعمه ومساعدته على تخطيها بسهولة وأمان، ويمكن إيجاز تحديات المتعافي من الإدمان بحياته الجديدة في الآتي:

  1.   نمط الحياة الجديدة: يجد المتعافي من الإدمان نفسه مضطراً على اتباع نمط حياة جديد كلياً، حيث تتبدل علاقاته الاجتماعية بالمقام الأول ويصبح عليه التقرب من شخصيات الجدد بدلاً من رفقاء الماضي وهم غالباً من المدمنين، كذا قد يتجه إلى تغيير مكان أو طبيعة عمله، والتأقلم مع هذه التغيرات العديدة والجذرية بطبيعة الحال ليس بالأمر اليسير.
  2.   الصراع النفسي: يُعد تجاوز الصراع الداخلي شرطاً أساسياً لضمان عدم الانتكاس بعد التعافي من الإدمان فعادة ما تسيطر على المريض بتلك المرحلة العديد من المشاعر السلبية، قد تتملكه مشاعر الغضب وجلد الذات ولومها على ما مضى، لذا يجب أن يلقى دعماً معنوياً من المحيطين به ليتمكن من اجتياز هذه المرحلة.
  3.   الحياة الرتيبة: يمكن القول بأن الفراغ هو أحد أخطر العقبات التي قد تعيق مسار التعافي، فقد يكون الملل أحياناً هو مُسبب الانتكاس بعد التعافي من الإدمان حيث يدفع المريض للعودة لحياته الماضية، بناء على ذلك لابد من مساعدة المتعافي على شغل هذا الفراغ بتشجيعه على ممارسة بعض الأنشطة الجديدة والمفيدة.
  4.   العقبة المادية: قد يواجه المتعافي من الإدمان ضائقة مالية عقب العلاج نتيجة خسارته المادية أو فقدانه لمصدر دخله بسبب الإدمان، لذا على المحيطين مساعدته مادياً بتلك المرحلة ويفضل أن يكون ذلك عن طريق توفير فرصة عمل مناسبة له لإشعاره بقيمته. 
  5.   مواجهة المشاكل: يُقدم معظم المرضى على إدمان الأدوية أو المخدرات وغيرها في الغالب نتيجة التعرض للعديد من المشاكل والضغوط أو الصدمات النفسية، وهي ذات المشاكل التي سوف يكون عليهم مواجهتها -بدلاً من الهرب منها بتعاطي المخدر- عقب إتمام العلاج، هذا أحد أخطر وأصعب التحديات التي يجب أن يلقى المريض دعماً كاملاً من المحيطين به ليستطيع تخطيها.

اقرأ أيضاً: برنامج التعافي من الادمان

الحماية من الانتكاسة

نصائح لحماية المتعافي من خطر الانتكاس 

بجانب مساعدة المتعافي من الإدمان في مواجهة التحديات السالف ذكرها هناك عامل آخر بالغ الأهمية في هذا الصدد وهو التعامل النفسي معه، فلابد من احتواء المتعافي خلال هذه المرحلة وعدم إشعاره بأنه شخص منبوذ أو توجيه اللوم له على أفعاله بالماضي، فقد أثبتت الدراسات أن العلاقات الاجتماعية قد تكون سبباً في الانتكاس بعد التعافي من الإدمان أو قد تكون وسيلة فعالة لتجنبه.

يضاف إلى ما سبق مساعدة المتعافي من الإدمان على جعل حياته أفضل وذلك عن طريق الآتي:

  • مساعدته على تغيير روتينه اليومي وتقديم الدعم النفسي.
  • حثه على الاهتمام بالجوانب الروحية.
  • مساعدته على تفريغ طاقاته الكامنة ببعض الأنشطة المفيدة.
  • إلزامه بالمداومة على زيارة الطبيب النفسي إن كان حالته تستدعي ذلك.
  • مساعدته على اتباع نمط حياة صحي.
  • توفير فرصة عمل مناسبة تشعره بقيمته وبأنه شخص فعال في مجتمعه.

 

التأهيل النفسي للمريض المتعافي من الإدمان

نعتمد في مركز هاربور الرائد في علاج الإدمان والتأهيل النفسي في لندن على نهج العلاج الفردي، حيث يقوم فريقنا الطبي بإعداد خطة علاجية ومسار تعافي لكل مريض بشكل منفرد بما يتناسب مع حالته واحتياجاته، على أن تكون الخطة العلاجية شاملة ومتكاملة ولا تقتصر فقط على تخليص الجسم من السموم، إنما نولي اهتماماً بعلاج كافة الأضرار النفسية والجسدية التي نتجت عن الإدمان، فضلاً عن التأهيل النفسي لحماية المريض من الانتكاس بعد التعافي من الإدمان وذلك بالتعرف على الأسباب التي قادته إليه من البداية ومساعدته على تخطيها وتأهيله للانخراط في المجتمع مجدداً.

يستقبل مر كز هاربور المرضى من منطقة الوطن العربي والشرق الأوسط، يقدم لهم أعلى مستويات الرعاية الصحية على مدار الساعة مع التعامل مع كل مريض على حدة من خلال فريق متكامل بنسبة 15: 1، هذا إلى جانب توفير العديد من خيارات الإقامة الخاصة الفاخرة والعديد من المرافق المميزة بالإضافة إلى احترام خصوصية المرضى والالتزام بإخفاء هويتهم تماماً.