دور الطب الوظيفي في علاج الإدمان

25th ديسمبر 2024 / Written by Harbor London

الإدمان من الحالات السلوكية المرضية المعقدة التي تنتج لعدة أسباب جسدية ونفسية واجتماعية، وتتعدى كونها سوء سلوك أو ضعف في الشخصية أو نوع من الرعونة والاستهتار؛ كما هو الاعتقاد السائد عند أغلب الناس، وما يؤكد ذلك عدم اقتصار الإدمان على فئة معينة أو سن معين، فكثيراً من حالات الإدمان تكون لأشخاص ناضجين يتمتعون بقدر كبير من النجاح ولا يعانون من مشاكل ظاهرة، لذا يتطلب علاجها البحث في أسباب المشكلة الأصلية، وهنا كان دور الطب الوظيفي المؤثر في علاج الإدمان، فما هو الطب الوظيفي؟

الطب الوظيفي

الطب الوظيفي فرع من فروع الطب فكرته تقوم على البحث عن الأسباب الجذرية لحدوث المشكلة الصحية مثل مشكلة الإدمان وعلاجها مجتمعة بطريقة تكاملية ووضع خطة علاج شاملة وفردية حسب كل حالة ومتطلباتها، وعدم تشخيص كل عرض على حدة وعلاجه بشكل منفصل مما قد يؤدي في النهاية إلى فشل العلاج.

الطب الوظيفي والادمان

الإدمان هو عبارة عن نقص أو اضطراب في مستوى الناقلات الكيميائية مثل الدوبامين والسيروتونين (Serotonin) نتيجة لأسباب مختلفة ينتج عنها اختلال في كيمياء المخ، ومع تطور علوم الطب أصبح علاج الادمان بالطب الوظيفي من أنجح أساليب العلاج إن لم يكن أنجحها على الإطلاق؛ لأنه يبحث عميقاً في الأسباب المتداخلة التي ينتج عنها هذا الخلل ويقوم بتحليلها ووضع خطة مفصلة حسب كل حالة تجمع بين أساليب العلاج الدوائي والغذائي والنفسي والسلوكي.

كيف يحدث خلل كيمياء المخ الذي يؤدي إلى الإدمان

عندما يقوم الشخص بإدمان مادة معينة مثل الكحول أو العقاقير المخدرة، أو إدمان سلوك معين شاذ مثل ممارسة السادية أو مشاهدة الإباحية فإن مخه يقوم بإفراز الدوبامين – وهو ناقل عصبي مسؤول عن شعور السعادة في المخ – بمستويات عالية تصل إلى أضعاف المستوى الطبيعي لإفراز الدوبامين في المخ، و ينتج عن هذا نقطتين رئيسيتين تقود في النهاية إلى حدوث الإدمان وهي:

في البداية يحدث خلل في توازن كميات الناقلات العصبية ويؤدي هذا إلى بحث المخ الدائم عن مؤثرات خارجية تعيد هذا التوازن، والكميات العالية من الدوبامين التي تُفرز نتيجة لممارسة السلوك الإدماني، تجعل المخ يعتاد عليها ولا يستطيع الاكتفاء بالمثيرات اليومية العادية مثل الإنجاز في أمر ما أو تناول الطعام أو ممارسة الجنس، وبالتالي لا يستجيب إلى الكميات المحدودة من الدوبامين التي تفرز منها، مما يدفعه أيضاً وبشدة إلى ممارسة نفس السلوك الإدماني للوصول إلى هذه النسب المرتفعة من الدوبامين والتي تعزز شعوره بالسعادة والنشوة، لأن النقص الحاد والمفاجئ في مستوى الدوبامين يجعله يشعر بأحاسيس سلبية أقرب إلى الإكتئاب، مثل الرغبة في العزلة والإحساس بانعدام الذات، وصعوبة وعدم الرغبة في إنجاز المهام، واللامبالاة، وقد تصل إلى مشاعر اليأس والأفكار الانتحارية.

 وبالطبع تتشعب الأسباب المؤدية لهذا الخلل وتختلف باختلاف الشخص وتكوينه النفسي والجسماني وظروف نشأته والبيئة المحيطة به، وما يزيد هذه الأسباب تعقيداً وجود استعداد جيني في 30% من الأشخاص للإدمان نتيجة نقص الجين المكون لمستقبلات الدوبامين وبالتالي نقص استجابة الجسم له، ولكن تتداخل أسباب أخرى في هذه الحالات مع الأسباب الجينية تؤدي لحدوث الإدمان .

  وهذا هو ما جعل علاقة الطب الوظيفي والادمان وثيقة، حيث تتبنى فكرة علاج الادمان بالطب الوظيفي البحث عن الأسباب الأخرى غير الجينية التي يمكن التحكم بها وتساعد على علاج الإدمان جنباً إلى جنب مع العلاج الدوائي الطبي مثل 

  • البحث في وسائل وأساليب تعزز شعورك بالسعادة وتمنحك الحافز وإحساس المكافأة الذي تسعى لنيله عن طريق الإدمان، مثل امتهان عمل أو وظيفة ترضي طموحك وشغفك، وترى العائد المعنوي والمادي لها.
  • الانخراط في الأعمال الخيرية ومساعدة الآخرين، حيث ثبت بالتجربة أن العطاء من أهم مسببات السعادة عند كل من المانح والممنوح له.
  • الاهتمام بنمط الحياة الصحي من حيث الانتظام في النوم وممارسة الرياضة لما لهم من بالغ الأثر في تنظيم إفراز الهرمونات والناقلات العصبية، وتخفيف الشعور بالضغط والتوتر.
  • تنظيم الطعام والاهتمام به من حيث الكم والنوعية، لأنه يؤثر مباشرة في تركييب الناقلات العصبية ويؤثر على الحالة المزاجية، على سبيل المثال تناول طعام غني بالبروتينات يمنح الجسم المواد الأولية والأحماض الأمينية اللازمة لتكوين الناقلات العصبية، والأطعمة الغنية بالأوميجا 3 تعزز التوازن بين هذه الناقلات وتعمل على تثبيت الحالة المزاجية.

بالطبع يهتم الطب الوظيفي أيضاً ؛ إلى جانب ما ذكرناه سابقاً بمناقشة وتقييم الأسباب الاجتماعية والنفسية الأخرى الخاصة بكل مريض وضع خطة لعلاجها.

ماذا نقدم في هاربور لندن

نقدم في مركز هاربور لعلاج الإدمان في وسط لندن خدمات متميزة لعلاج ودعم عملائه، ليس محلياً فقط وإنما أيضاً عالمياً، لا سيما لعملائه من الشرق الأوسط، حيث يقدم خدماته بعدة لغات من بينها العربية، في علاج جميع أنواع الإدمان بما في ذلك إدمان الكحوليات والعقاقير والإدمان السلوكي وعلاج المشاكل النفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات التغذية، عن طريق قوائم علاجية متنوعة تحوي تغيير سلوكي شامل وتدريبات لياقة بدنية وفصول تأمل وممارسة اليوجا إلى جانب العلاج الدوائي، على أيدي متخصصين مدربين وذوي خبرة وفي أماكن مجهزة على أعلى مستوى من الرفاهية بوسط العاصمة لندن، وعدد كبير من مقدمي الرعاية والخدمات اليومية المعيشية الخاصون بك.

تواصل معنا الآن لتبدأ رحلتك نحو التعافي المستدام.

أبدأ المحادثة مع فريق هاربور لندن
مرحبًا 👋 كيف يمكننا مساعدتك؟ برجاء العلم أن العلاج يتم في أحد منشأتنا الفاخرة في لندن.