الصدمات النفسية: الأعراض وطرق العلاج
25th ديسمبر 2024 / Written by Harbor London
تتعدد أشكال الصدمات النفسية والعاطفية ما بين خسارة شخص عزيز أو التعرُّض لحادث أليم أو محاولة اعتداء أو حتى الإصابة بمرض خطير، ورغم اختلاف أسباب الصدمات النفسية وتداعياتها من شخص لآخر، إلا أن الطب النفسي أثبت إمكانية علاج الصدمة النفسيه عند الخضوع لبرنامج مُعد خصيصاً لتلك الحالات.
ما أعراض الصدمة النفسيه وما أفضل طريقة للتعامل معها من قبل الشخص أو من حوله؟ و متى لابد أن تسعى لطلب الاستشارة النفسية من المتخصصين؟ كل تلك الأسئلة نجيب عنها خلال المقال التالي.
ما أعراض الصدمات النفسية؟ ومتى تحتاج اللجوء لطبيب نفسي مختص؟
تختلف درجة حدة الصدمات النفسية وردود أفعالنا تجاهها، إلا أن العامل المشترك ما بينها عادةً ما يتمثل في القلق، التوتر، الخوف، قلة النوم، قلة التركيز، استرجاع أحداث وذكريات مؤلمة، عدم الرغبة في إتمام أعمال او نشاطات جديدة.
إلا أنه في النهاية تعد كل تلك الأعراض طبيعية ويمكن التغلب عليها بمرور الوقت وببعض الدعم النفسي، ولكن في حالة مرور شهور على الشعور بتلك الأعراض هذا يعد مؤشراً واضحاً على كِبر حجم المعاناة واحتياجك لطبيب نفسي متخصص قبل أن يتفاقم الأمر أكثر من ذلك إن واجهت أي من تلك الأعراض:
- المعاناة من الخوف الشديد أو القلق الشديد أو الاكتئاب بشكل مستمر.
- وجود هواجس مستمرة وعدم القدرة على التأقلم أو العيش في منزلك أو مكان عملك.
- المعاناة من ذكريات مرعبة أو كوابيس أو ذكريات مر عليها فترة طويلة.
- العزلة والانفصال عن الآخرين عاطفياً، حتى من هم غير متداخلين مع الأزمة الأصلية.
- الاضطرار لتناول المشروبات الكحولية أو المخدرات للشعور بالتحسن.
كيف يتعافى الشخص من الصدمات النفسية؟
تستمر أعراض الصدمات النفسية والعاطفية ما بين عدة أيام إلى بضعة أشهر في بعض الأحيان، وتقل آثارها تدريجياً بمرور الوقت ومع التأقلم مع الحدث المسبب لها وإن كانت تخلّف وراءها عادةً بعض الذكريات أو مشاعر مؤلمة خصوصا اذا تعرضت لشيء أو محفز يذكرك بها كمكان الصدمة أو الشخص المتسبب فيها.
يجب الإشارة كذلك إلى أن هناك درجة ما من المعاناة يطلق عليها اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، فخلالها يتوقف جهازك العصبي عن التعامل بشكل طبيعي مع مجريات الأمور ويبقى في حالة صدمة نفسية دون القدرة على استيعاب ما حدث أو التعامل مع مشاعرك تجاهه.
خطوات تساعدك في تخطي الصدمات النفسية والعاطفية
من أجل التأقلم مع تبعات الصدمات النفسية والعاطفية بشكل أسرع عليك باتباع بعض النصائح لتساعدك على ذلك، أهمها:
تجنّب العزلة
كلما كنت تعاني من الوحدة والفراغ، كلما كان هذا مدخلاً للذكريات والآلام كي تتكالب عليك، بل الأفضل أن تكن دائماً محاطاً بمهام عمل أو لقاءات الأصدقاء والأقارب، كي لا تسقط فريسة للوحدة وتشعر أسرع بالأمان والسكينة.
تمنح المساندة من قبل الأصدقاء والأحباء دعماً نفسياً لا يستهان به، كما أنها تحمي من الشعور بالوحدة وما يتبعه من تأثيرات سلبية، علاوة على أنها تعطي إحساساً بالأمان، الذي بدوره يخفف من وقع الصدمة.
لا تتردد في طلب الدعم
لا يوجد مشكلة في أن تطلب المساندة من أصدقاء أو أقارب أو طبيب متخصص لتعبر له عن مشاعرك ومخاوفك بعد الصدمة أو الحادث، ولكن يجب أن يكون الدعم هذا من شخص تثق به، لينصت لك بتركيز بدون أن يحكم على ردود أفعالك أو يظهر تعاطف كاذب.
الإقرار بالمشاعر
لا مهرب من الموقف الذي تعرضت له وسبب لك صدمة، لذا لا يوجد أدنى مشكلة في التحدث عن ما يقلقك أو يشغل تفكيرك، حيث أن الإقرار بالمشاعر السلبية يعد الخطوة الأولى في علاج الصدمة العاطفية، بعكس ما يعتقده البعض بأن تجاهل هذه المشاعر سيؤدي إلى نسيانها، بل على العكس هذا التجاهل وتعمد عدم الحديث عنها يؤدي إلى دفنها مؤقتاً وليس الخلاص منها. لكن هذا لا يعني أن الحديث عن الأزمة أمر إلزامي لابد أن يحدث بشكل مستمر، فإن شعرت أنك تميل إلى الصمت لفترة من الوقت لا مشكلة في ذلك.
التمسًك بالأمل
يجب أن تتمسك بالأمل في تخطي المحنة وتجاوز الصدمة النفسية أياً كانت شدتها، بل يجب أن تدرب نفسك على توقع الأفضل وعودة الحياة لصورة أفضل مما كانت عليه، وتذكر عدد المحن التي سبق ومريت بها أو مر بها من حولك ورغم ذلك استطاعوا تخطيها.
تقنيات علاج الصدمة النفسية بعد الحادث
في حالة الإصابة بتداعيات الصدمة النفسية بعد الحادث أو كما يطلق عليه المتخصصون “اضطراب ما بعد الصدمة” يفضل الاستعانة فوراً بإحدى المراكز المتخصصة في العلاج النفسي والتي تكون الأنسب في توفير برنامج علاجي لهذا النوع من الصدمات النفسية، حيث تنقسم تقنيات علاج اضطراب ما بعد الصدمة إلى:
العلاج السلوكي المعرفي
يتم خلال مرحلة العلاج السلوكي المعرفي مواجهة المريض بالحادث الذي تعرض له أو شهده مع منحه فرصة كاملة لتعبير عن كل مشاعره تجاهه، حيث أن تلك المواجهة تساعد عادةً على إزالة الحساسية للصدمة وتقليل الأعراض الناجمة عنها.
العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي أهم مراحل علاج الصدمة النفسية بعد الحادث حيث يكون هو الجزء الأهم في مساعدة المريض على اجتياز أعراض الصدمة وعلاج القلق، كما يقوم الطبيب المختص خلال تلك المرحلة بتحديد محفزات الأعراض وبالتالي مواجهة الشخص لمخاوفه والتغلب عليها تدريجياً.
العلاجات الدوائية
تساعد بعض العلاجات الدوائية المريض في منحه الاسترخاء ومساعدته على النوم وربما تكون جدواها الأهم خلال أول فترة ما بعد الصدمة النفسيه، ومنها مضادات الاكتئاب، الأدوية المضادة للقلق وإن كانت تقنيات العلاج الأخرى والتي تدوم لفترة أطول هي المجدية في تلك الحالة أكثر من العلاجات الدوائية.