منشطات الذهن “العقاقير الذكية” .. الاستخدام والمخاطر والإدمان
18th نوفمبر 2021 / Written by Harbor London
“العقاقير الذكية” أو المخدرات الذكية أو حبوب التركيز، التي يشار إليها بشكل أكثر دقة باسم منشطات الذهن، هي سوق عالمية متنامية. بحلول عام 2017، قُدر سوق منشطات الذهن العالمي بحوالي 1,234 مليون دولار أمريكي، وفقًا لتقرير نشرته شركة أبحاث سوق زيون.
مع تزايد شعبية هذه الأدوية، من الضروري أن نفهم بالضبط ما هي وما مخاطرها. من المغري أن تصدق تمامًا أن هناك قرص عجيب، شيء يجعلك أكثر ذكاءً وتفكيرًا ويمكنك من تحسين الذكاء والذاكرة دون أي آثار سلبية. إلا أن كما هو الحال مع جميع الأدوية، هناك آثار جانبية وعواقب لسوء الاستخدام.
أسباب اللجوء إلى منشطات الذهن
عندما تكون متطلبات العمل عالية، وليس لدينا التركيز أو الطاقة لإنجاز كل شيء، فقد يكون من المغري استخدام المواد للمساعدة. يستخدم غالبية الأشخاص بالفعل مُحسِّنًا للأداء دون التفكير كثيرًا في الأمر – الكافيين. ومع ذلك، فإننا نعلم بوجوب استخدام الكافيين باعتدال، وأن الإفراط في استخدامه يمكن أن يُشعرنا بالقلق والتوتر بلا داع، مما يعيق قدرتنا على الأداء كما نرغب.
يعمل بعضنا في وظائف تتطلب تركيزًا عاليًا كل يوم. وغالبًا ما يحتاج كل من المهنيين والطلاب الأكاديميين إلى تلبية المطالب العالية حيث يكون الوقت عاملًا جوهريًا. للمساعدة، يستخدم بعض الأشخاص عقاقير محسنة للأداء أو تحسين الإدراك مثل مودافينيل أو ريتالين أو بيراسيتام. يتم وصف هذه الأدوية لمساعدة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الانتباه أو الذاكرة أو الاضطرابات المعرفية الأخرى حتى يتم تقليل شدة أعراضهم.
وقد أشار البعض إلى إمكانية امتلاك هذه الأدوية لقدرات على تعزيز الإدراك لدى الأفراد الأصحاء. ومع ذلك، لا يزال هناك نقص واضح في الأدلة لدعم استخدامها الآمن. وللأسف، إساءة استخدام هذه المواد آخذ في التصاعد، حيث يستخدمها المهنيون والطلاب في جميع أنحاء العالم لتحسين أدائهم وإنجاز المزيد من العمل.
لماذا سميت بـ “الأدوية الذكية”؟
يشار إلى هذه الأدوية عادةً باسم “العقاقير الذكية” بسبب الاعتقاد الخاطئ الشائع بأنها تجعلك أكثر ذكاءً. هذا مفهوم خاطئ لأن هذه الأدوية لا تعزز ذكاءك في الواقع. إنها تعمل عن طريق زيادة أو تحسين التركيز والذاكرة والانتباه وتقليل التعب، مما يسمح للمستخدمين بالحفاظ على تركيزهم لفترة أطول من المعتاد.
تكمن المشكلة في أن العديد من الأشخاص لا يفهمون تمامًا مخاطر استخدام منشط الذهن أو حبوب التركيز، كما يصفها البعض، خارج الأغراض الطبية المخصصة لهم.
تندرج بعض المكملات الغذائية والمركبات الاصطناعية تحت فئة “منشط الذهن” أو المعززات المعرفية. الفئة الثالثة من المنشطات الذهنية هي الأدوية الموصوفة.
هل منشطات الذهن مسببة للإدمان؟
هناك خطر حقيقي للإدمان عند إساءة استخدام هذه العقاقير المنشطة للذهن.
أولًا، الشخص الذي يسيء استخدام هذه الأدوية سيكون عرضة لخطر الاعتماد الدائم عليها، حيث نعتمد مع الوقت على استخدام الحبوب والأقراص لمساعدتنا على الشعور بأننا طبيعيون.
ثانيًا وأخبرًا، بعد الاعتماد، هناك فرصة كبيرة لتطوير الإدمان. يتميز إدمان منشطات الذهن بالحاجة القهرية لاستخدامها والمرور بأعراض الانسحاب الصعبة عند عدم استخدامها.
أنواع المنشطات الذهنية “حبوب التركيز”
تم تعريف المنشطات الذهنية في مجلة أبحاث “Journal Brain Research” على أنها “أي مادة قد تُغير أو تُحسن أو تزيد من الأداء المعرفي، بشكل أساسي من خلال تحفيز أو تثبيط بعض النواقل العصبية.”
هناك ثلاثة أنواع منشطات رئيسية أو “حبوب للتركيز” يشيع استخدامها بين المهنين لتحسين التركيز والذاكر وأدائهم ووظائفهم المعرفية المعززة. هذه الأنواع هي:
- المحفزات
- المنشطات
- الراسيتام
-
المحفزات
المحفزات مثل أديرال(Adderall) وريتالين (Ritalin) توصف لمن يعانون من اضطرابات الانتباه، مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD). هذه عقاقير من نوع الأمفيتامين، مما يعني أنها تعزز اليقظة وتحسن التركيز لدى المستخدم.
-
المنشطات
تستخدم المنشطات لتحفيز الجهاز العصبي المركزي. يعد مودافينيل (Modafinil) أكثر الأدوية المنشطة استخدامًا. عادة ما يصفهم الطبيب المختص لعلاج أو السيطرة على حالات النوم القهري (Narcolepsy). كما يتم وصفها للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
-
راسيتام
تستخدم الأدوية من فئة راسيتامس (Racetams)عادةً لمساعدة المرضى الذين يعانون من الصرع والنوبات. وهي تعمل من خلال تعزيز التواصل والتبادل الكيميائي بين الخلايا العصبية أو خلايا الدماغ. يتم وصف بيراسيتام وأوكسيراسيتام وأنيراسيتام بشكل شائع ويعتبروا الأكثر استخدامًا من فئة راسيتام (Racetam).
ما هي آثار الأدوية الذكية؟
كما هو الحال مع أي دواء، فإن الاستخدام المطول له آثار ضارة. على المدى القصير، سيشهد المستخدم عادةً نتائج إيجابية. وفقًا لمجلة ” Innovations in Clinical Neuroscience” تتضمن بعض التأثيرات المرغوبة لمنشطات الذهن ما يلي:
- زيادة التركيز.
- تحسين الذاكرة.
- زيادة الوظائف المعرفية.
لكن، على المدى الطويل، هناك العديد من الآثار السلبية. رغم لجوء المستخدمين إلى هذه الأدوية لتحسين التركيز والذاكرة والإدراك، فإن آثارها طويلة المدى يمكن أن تقلل في الواقع من قدرتنا على التركيز. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الصحية التي تضعف من قدرتنا على العمل بشكل طبيعي وصحي يومًا بعد يوم.
الآثار طويلة المدى لمنشط الذهن
يجب استخدام منشطات الذهن مثل ريتالين ومودافينيل وبيراسيتام فقط مع الالتزام الصارم بإرشادات الطبيب. عندما يستخدم الناس هذه الأدوية بعيدًا عما وصف الطبيب لتحسين التركيز وتعزيز قدراتهم المعرفية، يكون هناك احتمالية وخطر كبير لإساءة استخدامها. قد تبدو التأثيرات مفيدة في البداية، مما يسمح لنا بالمضي قدمًا في جدول عملنا أو الأداء بشكل أفضل في الامتحانات. لكن، مع مرور الوقت نزيد من الاعتماد على هذه الأدوية لتحقيق تلك النتائج.
عندما نُصبح معتمدين عليها، تصبح محاولة الأداء والعمل بدونها أكثر صعوبة. علاوة على ذلك، ما لم نستمر في تناول الأدوية وتغذية اعتمادنا، فمن المحتمل أن نشهد مجموعة من الأعراض الجسدية والعقلية، بما في ذلك:
- القلق.
- الإعياء.
- آلام المعدة.
- الاكتئاب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مشاكل النوم والأرق.
- الإدمان.
كيف تعمل منشطات الذهن؟
تعمل الأدوية “الذكية” على الجهاز العصبي المركزي (CNS) لإبقائنا مستيقظين وحيويين. تكمن المشكلة في دفعنا للجهاز العصبي المركزي للعمل بأكثر من قدرته الطبيعية عندما نتناول هذه المنشطات.
تعمل منشطات الذهن أيضًا على مستقبلات الدوبامين في دماغنا على غرار الكوكايين، وتمنع منشطات الذهن إعادة امتصاص الدوبامين في الدماغ. هذا يعني أن الدوبامين، وهو مادة كيميائية مكافئة لدماغنا، تبقى في التشابك العصبي لفترة أطول من المعتاد. وهذا ما يتسبب في التأثير المُرضي لهذه الأدوية.
إدمان منشطات الذهن
يعلم معظمنا أن الكوكايين، على سبيل المثال، ينطوي على احتمالية عالية للتعاطي والإدمان. ومن غير المعروف أن منشطات الذهن تشكل أيضًا خطر التعاطي ويمكن أن تؤدي إلى الإدمان. عندما نستخدم مودافينيل أو ريتالين أو أي دواء آخر لتحسين الأداء، فإن المخ والجسم يعتادان على وجود هذه المادة الكيميائية في النظام. كلما زاد استخدامنا، زادت احتمالية اعتمادنا على الدواء لتأدية مهامنا. نظرًا لأن هذه الأدوية تتسبب في إغراق المخ بكمية كبيرة بشكل غير طبيعي من الدوبامين، سسيصبح إنتاجنا الطبيعي للدوبامين غير كافيًا لإشعارنا بالسعادة والتحفيز.
مع نظام مكافأة الدوبامين المخترق، نميل إلى البحث عن وسائل خارجية تُشعرنا بتحسن. قد يكون هذا باستخدام المزيد من منشطات الذهن، بجرعات أكبر ووتيرة أعلى، أو باستخدام أدوية أخرى أقوى لتحقيق التأثيرات التي نسعى إليها.
الأفراد الذين يطورون اعتمادًا على منشط الذهن قد يلجأوا إلى منشطات أقوى لتحقيق التأثيرات المرجوة. يمكن لهذا أن يؤدي إلى نمط خطير من إساءة استخدام المواد، وفي النهاية، إلى الإدمان.