مرض الذهان الاكتئابي
10th أغسطس 2024 / Reviewed by Harbor London
في ظل التسارع الملحوظ الذي يشهدهُ العصر الحديث، تزايدت وتيرة الإصابة بالأمراض النفسية بين شريحةٍ واسعة من الأشخاص، مما يدفع الكثيرون نحو طلب المُساعدة من قبل المُختصين، والتعرف على طبيعة المرض النفسي بدقّة، من أجل التعامل معهُ بصورةٍ سليمة.
ويأتي مرض الذهان الاكتئابي كواحدٍ من الاضطرابات النفسية الرائجة، التي تُعيق الإنسان عن مُمارسة شؤون حياته بشكلٍ طبيعي، لكن العبئ الأكبر يقع على التشخيص الصحيح لهذه الحالة، من خلال مجموعة من الأعراض التي تتسم بها، قبل البدء في اتباع البروتوكولات الدقيقة لعلاج الذهان.
نبذة عن مرض الذهان الاكتئابي
مرض الذهان الاكتئابي أو الاكتئاب الذُهاني أو (Psychotic Depression) هُو واحدُ من الاضطرابات النفسية التي تندرج تحت بند الاضطرابات المزاجية، وتُعد الهلاوس المُصاحبة لحالة الحُزن التي يشعُر بها من يعاني من الاكتئاب هي السمة الأبرز في هذا الاضطراب المزاجيّ.
وفي مُجتمعنا العربي، يُعد مرض الذهان الاكتئابي من الاضطرابات التي لا تحظى باهتمامٍ كبير من قبل الهيئات التثقيفية والتوعوية، الأمر الذي يؤخر كثيرًا من الوصول اكتشاف الإصابة بالمرض، إذ يُوصف المرضى عادةً بأنهم أشخاصٌ ذوي حساسيةٍ شديدة فقط، دون الشكّ في إصابتهم المرضيّة.
ما أعراض مرض الذهان الاكتئابي؟
على الرغم من أن أعراض مرض الذهان الاكتئابي عادةً ما تكون كثيرةً ومُتداخلة، إلا أن هُناك العديد من الأعراض المُتكررة التي من شأنها أن تُعين الطبيب على التشخيص الدقيق، وعلى رأسها:
- القلق والتوتر: يُعد اضطراب القلق العام من أبرز تطورات مرض الذهان الاكتئابي، إذ يُمكن أن يتسبب القلق في إعاقة القيام بالمهام اليومية البسيطة، ويُعزز الخوف تجاه اتخاذ القرارات.
- الحُزن البالغ: لا شك بأن الشعور بالحُزن هو سمةٌ مُشتركةٌ بين مُختلف الاضطرابات المزاجية، ويمتاز الذهان الاكتئابي بظهور أعراض الحُزن لفتراتٍ طويلة على الشخص.
- الرغبات الانتحارية: في حالات الإصابة الشديدة قد يتسبب مرض الذهان الاكتئابي في دفع الفرد نحو الأفكار الانتحارية المؤذية.
- اضطرابات النوم: تُعد اضطرابات النوم عرضًا واضحًا من أعراض مرض الذهان، إذ يميل الشخص للنوم لفتراتٍ طويلة، أو قد يُعاني من الأرق وفقدان الرغبة في النوم لأيامٍ عديدة.
- اضطرابات الأكل: يُعاني مرضى الذهان الاكتئابي من اضطرابات الطعام التي تتراوح ما بين النهم الشديد لتناول الطعام أو ما يُطلق عليه اضطراب نهم الطعام (Binge eating disorder)، أو فقدان الشهية تجاه تناول الطعام، وبالتالي خسارة الوزن.
- التشتت وفقدان التركيز: يميل الأشخاص المصابين بالذهان الاكتئابي بفقدان التركيز في أبسط الأمور اليومية، مثل مهام العمل، والدراسة، ورعاية الأطفال، مما يُسبب للشخص الكثير من المتاعب.
من الأكثر عُرضة للإصابة بمرض الذهان الاكتئابي؟
كعادة الاضطرابات النفسية، يُمكن أن يُصيب اضطراب الذُهان الاكتئابي الأشخاص من مُختلف الأعمار والأعراق، ولكن توجد بعض الحالات التي تزيد بها مُعدلات الإصابة دونًا عن غيرها:
- السيدات: يميل السيدات للإصابة بالمرض مُقارنةً بالرجال.
- كبار السن: تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العُمر.
- أصحاب الاضطرابات الهرمونية: تلعب الاضطرابات الهرمونية دورًا ملحوظًا في الإصابة بمرض الذُهان الاكتئابي، وخاصةً لدى السيدات.
- الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الجينية والوراثية: عادةً ما تزداد احتمالية الإصابة باضطراب الذُهان الاكتئابي في ظل وجودٍ أسبابٍ جينيةٍ، أو تاريخٍ عائليٍ سابقٍ للإصابة بالمرض.
كيف يُشخَّصُ الذهان الاكتئابي؟
من المُتعارف عليه أنه في حال البحث عن تشخيص الإصابة بالاضطرابات النفسية، فإنه لا يُمكن للطبيب التأكد من التشخيص الصحيح للحالة إلا من خلال مُلاحظة الأعراض، ومُراجعة التاريخ المرضيّ، بالإضافة إلى إجراء الاختبارات المُتعددة، من أجل استبعاد الحالات المرضية الأخرى المُشابهة.
ما علاج الذهان الاكتئابي؟
توجد العديد من بروتوكولات علاج الذهان الاكتئابي، والتي يُمكن للطبيب ترتيبها وفقًا لاحتياج الشخص وحالته، وتشمل أهم العلاجات المُتاحة:
أولًا – العلاج الدوائي:
يُعد العلاج الدوائي، المتمثل في استخدام أدوية علاج الإدمان، أساسيًا في العديد من حالات الذُهان الاكتئابي، والذي يعتمد غالبًا على مُضادات الاكتئاب بمُختلف تصنيفاتها، والتي تستوجب من الشخص الخضوع لرعايةٍ طبيةٍ دقيقة، ومُتابعةٍ لمراحل العلاج وتأثيراتها على الجسم، من أجل تحديد أفضل البروتوكولات العلاجيّة.
وعادةً ما تحتاج مُضادات الاكتئاب فترةً تتراوح ما بين 4 أسابيع وحتى 6 أسابيع تقريبًا من أجل ظهور نتائج العلاج، وفي المُقابل يحتاج التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب إلى فترةٍ انسحابيةٍ كافية، تتراوح مُدتها ما بين 6 أسابيع وحتى 8 أسابيعٍ تقريبًا.
ويجب التنويه أن مضادات الاكتئاب والأدوية عمومًا لا يجب تناولها دون استشارة طبيب، لذا يحذر على أي شخص يعتقد أنه مصاب بالاكتئاب، أو مصاب به بالفعل أن تناول أي دواء دون أن يقره الطبيب.
ثانيًا – العلاج السلوكي المعرفي:
أصبح العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو العلاج بالكلام محورًا أساسيًا في علاج الاضطرابات النفسية والسلوكية، ويعتمد العلاج السلوكي المعرفي على مُناقشة أفكار الفرد، وردات فعله تجاه المواقف المُختلفة، والعمل على استبدال الأفكار الخاطئة والسلبية بالأفكار البناءة، والسلوكيات الحميدة، والنظر إلى الأمور بإيجابية.
ويعمل العلاج السلوكي جنبُا إلى جنب مع العلاجات الأخرى للذُّهان الاكتئابي، مثل العلاج الدوائي، وعادةً ما تتراوح مدة علاج الذهان الاكتئابي باستخدام العلاج السلوكي المعرفي ما بين شهر ونصف وحتى 6 أشهر تقريبًا، من أجل تحقيق النتائج العلاجيّة المرجوّة.
ثالثًا – العلاج بالكهرباء:
يُعد واحدًا من علاجات الذهان الاكتئابي، تعمل جلسات الصدمات الكهربائية (ECT) على تحفيزِ مراكز مُعينة في الدماغ، والتي تُسهم بدورها في التخفيف من الأعراض التي يواجهها من يعاني من الذُهان الاكتئابي، وهو من الخطوط العلاجية الأخيرة في بروتوكول علاج الاكتئاب، وقد يلجأ إليه الطبيب الكثير من الحالات المُتقدمة.
ما سُبل الوقاية من الذُهان الاكتئابي؟
توجد العديد من النصائح الوقائية، والأساليب العلاجية المنزلية التي من شأنها أن تُسهم في الوقاية من اضطراب الذُهان الاكتئابي، وعلى رأسها نورد لكم ما يلي:
- الحصول على نومٍ جيد: يلعب النوم الجيد دورًا هامًا في الوقاية من الاضطرابات النفسية، وعلى رأسها الاكتئاب الذُهاني، لذا يُنصح بالحصول على ما لا يقل عن 8 ساعات من النوم يوميًا.
- آداء التمارين الرياضية: تُسهم التمارين الرياضية في التقليل من الضغوط التي تقع على عائق الإنسان، كما أنها تُحسن من حالته المزاجية، وخاصةً تمارين الركض، والسباحة، والتأمل.
- الانخراط في المُجتمع: يلعب التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وبناء علاقاتٍ جيدةً معهم دورًا كبيرًا في الوقاية من اضطرابات المزاج.
- التغذية السليمة: يُعد النظام الغذائي الصحي من العوامل التي من شأنها أن تُسهم في الوقاية من الاكتئاب واضطراب الذُهان الاكتئابي.
كيف يُمكن لهاربور مُساعدتك؟
تجتذب هاربور، بفضل موقعها المُميز في مدينة لندن وخدماتها عالية الجودة، آلاف الزوار سنويًا من شتّى أنحاء العالم، للحصول على أرقى خدمات الدعم النفسي.
حيث يحصلُ العملاء على خدمةٍ علاجيةٍ فريدة، من خلال طاقمٍ طبيّ لكلِ شخص، يضمن هذا الطاقم للمرضى أجواءً من الاهتمام والرعاية المُتناهية، طوال الوقت وحتى الوصول إلى برّ الأمان.
ويحرص الطاقم الطبي في هاربور على اتباع أحدث البروتوكولات العلاجية.