نصائح لتحسين الصحة النفسية أثناء جائحة كورونا
11th مارس 2021 / Written by Harbor London
توجد صلة وطيدة بين الصحة النفسية وجائحة كورونا التي فرضت ضعوطاً نفسية وعصبية على الجميع دون استثناء وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة، فالانعزال في حد ذاته يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً بجانب تنامي مشاعر القلق المرتبطة باحتمالات الإصابة أو فقدان المقربين، بينما كانت الأمور أسوأ بالنسبة لمن تم تشخيصهم فعلياً بالإصابة بعدوى كوفيد 19 أو تم إيداعهم داخل مستشفيات العزل، والأشد خطورة هو أن أثر الخلل النفسي يدوم لفترات طويلة وقد يمتد لما بعد انقضاء الوباء نفسه.
يؤكد الأطباء على وجوب الاهتمام بدرجة أكبر بالصحة النفسية في ظل الفترات العصبية، التي تسيطر خلالها مشاعر الخوف وتتسبب في انتشار الذعر بين الناس، وقد أوضح الأطباء تأثير كورونا على الصحة النفسية متمثلاً في مجموعة الاضطرابات النفسية المرتبطة بالجائحة، بجانب تقديم مجموعة من النصائح والتدابير الإيجابية التي قد تساهم في العناية بالصحة النفسية للأفراد.
تأثير كورونا على الصحة النفسية
أشار العديد من الأطباء إلى أن تأثير كورونا على الصحة النفسية لا يقل خطورة عن الإصابة الفعلية به، إذ أن الجائحة العالمية وما صاحبها من أحداث وما ترتب عليها من نتائج ضاعف احتمالات الإصابة بالعديد من الاضطرابات، من أمثلة ذلك ما يلي:
اضطراب القلق
تنقسم اضطرابات القلق إلى عدة أنواع تتفاوت من حيث مستوى الشدة، وجميعها تشمل تنامي الإحساس بالقلق والتوتر والشعور الدائم بالخطر الوشيك، بجانب العديد من الأعراض الجسدية والنفسية الأخرى، وكان من الطبيعي أن يزداد انتشار هذا الاضطراب النفسي بالآونة الأخيرة جراء القلق من كورونا على عدة أصعدة، مثل قلق الشخص الدائم من تعرضه للإصابة بالعدوى أو القلق من فقدان أحد المقربين.
نوبات الاكتئاب
يمكن القول بأن تأثير كورونا على الصحة النفسية الأكثر شيوعاً هو نوبات الاكتئاب، حيث صاحبت الأزمة العالمية العديد من العوامل المسببة لهذا الاكتئاب، ابتداءً من الإجراءات الوقائية التي ألزمت الجميع بالانعزال والبقاء بالمنزل لفترات طويلة، وكذلك التعرض المتواصل للضغوط النفسية والعصبية بسبب الأجواء العامة، كما لا يجب إغفال التبعات الاقتصادية للجائحة والتي تسببت في خسارة الكثيرين لمصادر الدخل وهو ما انعكس بصورة سلبية على حياتهم الشخصية.
متلازمة الكوخ
يرى الأطباء أن العلاقة بين الصحة النفسية وجائحة كورونا قد تمتد لما بعد انتهاء الأزمة، ذلك نتيجة الأثر النفسي طويل الأمد للجائحة ومنه ما يُعرف بمسمى “متلازمة الكوخ”، وهي اضطراب نفسي ينتج في الأساس عن العزلة الاجتماعية لفترة طويلة، ويواجه المصاب به صعوبة في الانخراط بمحيطهم بصورة طبيعية فيما بعد.
اضطراب ما بعد الصدمة
يأتي اضطراب ما بعد الصدمة بين المشاكل النفسية التي أشيعت بالفترة الأخيرة نتيجة الجائحة، فقد أفادت نتائج دراسة بحثية حديثة أجريت بجامعة كوبنهاجن بالدنمارك أن نحو 96% من مصابي فيروس كورونا قد عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الكرب، ذلك نتيجة الضغوط الشديدة التي تعرضوا لها خلال الفترة التي قضوها داخل مستشفيات العزل.
الإدمان السلوكي
عند التطرق للحديث عن الصحة النفسية وجائحة كورونا لا يمكن إغفال الإدمان السلوكي، فقد أدت حالة الانعزال إلى إقدام البعض على ممارسة سلوكيات إدمانية قد يظهر تأثيرها السلبي على المدى البعيد أو بعد انقضاء الجائحة، من أبرز مظاهر تأثير كورونا على الصحة النفسية في هذا الصدد إدمان الإنترنت وما يتصل به من أنشطة وممارسات مثل إدمان الألعاب الإلكترونية.
خطر الإدمان
حظر بعض الأطباء من أن الأجواء العامة الحالية متمثلة في اضطرابات الصحة النفسية وجائحة كورونا قد تقود للإدمان، حيث أن الضغوط النفسية والاكتئاب بالإضافة إلى التبعات الاقتصادية والاجتماعية للوباء، كلها عوامل قد تؤدي لإقدام البعض على إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات، كما أنها تمثل تهديداً جسيماً على المتعافين وتجعلهم عرضة أكثر للانتكاس، لذلك ينصحون بضرورة البقاء على اتصال بالطبيب النفسي لتلقي الدعم وإرشادهم لسبل تفادي هذا الخطر.
الصحة النفسية وجائحة كورونا
يُضاف لكل ما سبق ضرورة التواصل مع الطبيب النفسي المختص حال تزايد حِدة الأعراض الدالة على أي اضطراب نفسي، وذلك لتلقي الرعاية اللازمة وتفادي تفاقم الوضع، أما من يعاني من اعتلال نفسي فعلياً أو يخضع لأحد البرامج العلاجية فيوصى بالآتي:
- الحرص التام على مواصلة الخطة العلاجية والالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
- ابق على تواصل مع أخصائي الصحية النفسية المشرف على حالتك.
- إن كنت تعالج من أحد أنماط الإدمان السلوكي فاطلب من القائم على رعايتك تعريفك بأفضل سبل الالتزام بالبرنامج العلاجي خلال فترة العزل.
- إذا كنت تعالج من إدمان الكحول أو المخدرات فاحرص على إيجاد وسيلة لإمدادك بأدويتك بصفة منتظمة.
- احرص على تلقي الدعم المعنوي من أفراد العائلة والمقربين، وذلك لتجنب خطر الانتكاس الذي يزداد في ظل تنامي مشاعر الخوف والقلق.
نصائح للحفاظ على الصحة النفسية في ظل الجائحة
أصبح ذكر الصحة النفسية وجائحة كورونا مترابطين بدرجة كبيرة، حيث أثبتت نتائج الدراسات بصورة قاطعة أن جهاز المناعة لدى الإنسان يتأثر تأثراً مباشراً بحالته النفسية، بناء على ذلك فإن الاستسلام لأي من اضطرابات القلق أو نوبات التوتر وغيرهما يزيد الأمور سوءاً وتضاعف خطورة فيروس كورونا حال وقوع الإصابة به.
بناء على سبق فإن الحفاظ على استقرار الحالة المزاجية والنفسية أمر بالغ الأهمية لحين انقضاء الجائحة، ويمكن تحقيقه عن طريق اتباع مجموعة النصائح التي قدمها الخبراء للحد من تأثير كورونا على الصحة النفسية والتي يتمثل أهمها فيما يلي:
- تجنب متابعة الأخبار الخاصة بالجائحة مثل معدلات الإصابات والوفيات بصفة مستمرة، والاكتفاء بالاطلاع عليها لمرة واحدة يومياً لمدة لا تتخطى بضعة دقائق تفادياً للقلق.
- خلق روتين يومي جديد يتماشى مع إجراءات العزل المنزلي، مثل استغلال الوقت في التعلم عن بعد أو إنجاز المهام المؤجلة منزلياً إن أمكن هذا.
- خصص أوقات محددة لاستخدام الإنترنت ومطالعة حسابات التواصل الاجتماعي.
- الحرص على التواصل مع الأشخاص المقربين لتلقي الدعم النفسي من خلالهم، حتى إن كان ذلك من خلال التواصل عن بعد.
- تحدث عن القلق من كورونا وعبر عن مشاعرك، حيث أن كبت المشاعر أحد المسببات الرئيسية للاضطراب النفسي.
- التوقف عن متابعة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تتسبب في بث الذعر من خلال محتواها عن أزمة كورونا.
- الحرص على الانتظام في ممارسة أي نشاط مُفضل لديك سواء فنياً أو رياضياً أو غير ذلك، مع الحرص على اتخاذ كافة التدابير الاحترازية اللازمة لمكافحة انتقال العدوى.
- جلسات الاسترخاء وتمارين التأمل يمكن أن تسيطر على القلق من كورونا وتحسن الحالة النفسية عموماً.
مركز هاربور لخدمات الصحة النفسية في لندن
يوفر مركز هاربور مجموعة من البرامج العلاجية التي تشمل كافة الاضطرابات النفسية المُحتمل التعرض لها جراء تبعات أزمة كورونا العالمية، وفي مقدمتها نوبات الاكتئاب الحاد أو اضطراب ما بعد الصدمة واضطراب القلق وغيرهم، بجانب برامج الحماية من الانتكاس بعد التعافي من الإدمان والذي تزداد احتمالاته في ظل الأزمات والتعرض للضغوط العصبية.
نعتمد في مركز هاربور بصورة كاملة على نهج العلاج الفردي القائم على إعداد خطط علاجية فردية تتماشى مع حالة واحتياجات كل مريض على حدى، كما يتم الإشراف على البرنامج العلاجي من قبل طاقم متكامل من الخبراء بمختلف التخصصات بمعدل 15: 1، مما يضمن تحقيق أقصى استفادة والوصول لأفضل نتائج بأقل وقت.
يفتح مركز هاربور أبوابه لاستقبال المرضى من المنطقة العربية ومختلف دول العالم، حيث يوفر لهم أعلى مستويات الرعاية الطبية ضمن بيئة علاجية فريدة، مع الالتزام التام بالحفاظ على خصوصية المرضى وعدم الكشف عن هوياتهم تحت أي ظرف أو لأي سبب.