فهم مخاطر الادوية الموصوفة

15th ديسمبر 2021 / Written by harborAdmin

تختلف نظرة الناس للأدوية بشكل عام سواء الادوية الموصوفة أو التي لا تتطلب وصفة طبية. فكثيرون يتناولونها يوميًا وآخرون يحاولون تجنبها قدر المستطاع والبعض يخشى تناولها بالأساس. والدواء هو ببساطة مادة يمكن أن “تؤثر على أي تركيب أو أي وظيفة في الجسم”. من الشائع أن يفكر الناس في الأدوية من منظور أبيض وأسود. إما أنه دواء وآمن، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، أو غير قانوني وخطير، مثل الهيروين أو الكوكايين.

ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن معظم الأدوية، حتى الهيروين والكوكايين المذكورين أعلاه، يمكن أن يصفها الطبيب للاستخدام الطبي. هذا لا يعني أن جميع الأدوية الموصوفة من قبل طبيب آمنة تمامًا. فلا يوجد شخصان متماثلان، ويمكن أن تُسبب المواد الكيميائية المختلفة تأثيرات مختلفة في الأشخاص. وسنشرح في هذه المقالة بعض المخاطر التي تنطوي عليها الأدوية الموصوفة، لكل من الأشخاص القلقين بشأن الإدمان أو المتعافين منه.

يتناول الملايين الادوية الموصوفة ويعاني حوالي 35 مليون شخص حول العالم من سوء استخدام الادوية الموصوفة، مما يعني أنه عند التوقف عن تناول الدواء يمكن أن يعاني المستخدم من أعراض الانسحاب. وتشمل هذه الادوية لـ:

  1. مضادات الاكتئاب مثل بروزاك أو سيتالوبرام.
  2. “عقاقير ز”مثل زولبيديم و زوبيكلون،المستخدمة في الأساس للنوم.
  3. المواد الأفيونية والأدوية الأفيونية مثل كودين وأورامورف، المستخدمة لتسكين الآلام.
  4. البنزوديازيبين مثل الفاليوم وزانكس، شائعة الاستخدام لتخفيف القلق.
  5. جابابنتينويد مثل بريجابالين وجابابنتين، المستخدمة لألم الأعصاب والقلق.
  6. المنشطات مثل ريتالين واديرال، المستخدمة لمرض قصور الانتباه وفرط الحركة.

بالتأكيد، غالبية الأشخاص الذين يتم وصف الدواء لهم ويستخدمونه بشكل مسؤول، لا يطوروا أي نوع من المشاكل بسببه؛ وعندما يحين الوقت للتوقف عن أخذه، يمكنهم إنقاص الجرعة التي يتناولوها تدريجيًا بشكل مسؤول. إلا ان هناك نسبة صغيرة من السكان تمثل هذه العقاقير خطورة عليهم مماثلة لنظرائه غير القانونية.

الادوية الموصفة

 

أسباب اساءة استخدام العقاقير

رغم مناقشات أسباب الإدمان بين العلماء، فمن المتفق عليه إلى بشكل كبير، أن أنظمة الدوبامين للمدمنين غير منتظمة. يرتبط هذا بالسلوك الاندفاعي وعدم التنظيم العاطفي والسعي القهري للمواد المخدرة أو السلوكيات. بالنسبة للأشخاص ممن لديهم ميول إدمانية، يمكن أن تكون العقاقير الطبية مسببة للإدمان مثل العقاقير غير المشروعة.

لا تميز أدمغتنا وفقًا لشرعية الدواء عندما يتعلق الأمر بالمواد التي تغير العقل؛ تنشط الأدوية مستقبلات الدماغ وتؤثر على الجسم. من الصحيح أيضًا أن العديد من الأدوية الموصوفة تنشط مسارات مكافأة مماثلة للأجوية المماثلة وغير القانونية؛ يعد الكودايين والهيروين أمثلة على ذلك.

يمكن أن يؤثر سوء استخدام الأدوية الموصوفة على جميع مجالات المجتمع، ولكن يكون معدل حدوثه أعلى في مجموعة لا ترتبط عادةً بتعاطي المخدرات من قبل عامة الناس. فيكون عادةً، الأشخاص الذين يقومون باساءة استخدام العقاقير الموصوفة متزوجين حاليا أو كانوا في السابق، وأن يكونوا حاصلين على تعليم جامعي على الأقل ولديه وظيفة. في هذه الدراسة، كان أكثر الأدوية شيوعًا من حيث التعاطي هو الكودايين.

من الضروري أن ندرك أن مجرد إمكانية وصف الطبيب لدواء ما، لا يعني انه يتم الحصول على هذا الدواء دائمًا بوصفة طبيب. غالبًا ما يتم تغيير مسار الإمدادات الصيدلانية، ويقوم العديد من مدمني العقاقير الطبية بشرائها من هذه السوق السوداء. في كثير من الأحيان، يفترض الناس في هذه الحالة أنه طالما يصف الأطباء هذا الدواء، فهو بشكل ما أكثر أمانًا من المخدرات التي يمكن الحصول عليها  من الشوارع.

على نحو متزايد، تم العثور على “العقاقير التي تستلزم وصفة طبية” أيضًا في مختبرات السوق السوداء. كان هذا شائعًا أثر مع البنزوديازيبين مثل زانكس وفاليوم، والتي تكتسب شعبية  كدواء ينتشر إساءة استخدامه بواسطة المراهقين وقد تم ربطها بعدد من الوفيات. هذا أمر خطير بشكل خاص، لأن الطبيعة السرية للإنتاج تعني استحالة التأكد من قوة الأقراص.

ما الذي يمكن عمله إذا كان الشخص مدمنًا على العقاقير التي تستلزم وصفة طبية؟

يُنصح بإزالة السموم من الجسم تحت الإشراف الطبي لأولئك الذين يتعاطون العقاقير التي تسبب الإدمان جسديًا.

يمكن التعافي من الإدمان إذا حصلت على الدعم المناسب. في كثير من الأحيان، يؤدي القيام بذلك في بيئة خاضعة للرقابة بتوجيه من المتخصصين المدربين إلى الحصول على أفضل النتائج. يمكّن هذا المدمن من اكتشاف السبب الجذري لإدمانه، كما يتعلم تجنب المحفزات التي قد تطلق السلوكيات الإدمانية.

بالنسبة لأولئك الذين يتعافون بالفعل، هذا لا يعني أن على المرء أن يظل بدون علاج لبقية حياته. لا يُنصح بحرمان شخص ما من دواء يحتاجه حقًا؛ ومع ذلك، فمن الملائم أيضًا أن يدرك الشخص المتعافي كيفية استخدامه. هذا يعني الاستخدام بدقة كما يصفه الطبيب، وإجراء حوار صادق ومسئول مع الطبيب وشبكة الدعم.

قد تبدو هذه المساءلة بغيضة للمدمنين ممن كانوا “ذوي أداء عالٍ” ويعتمدون على أنفسهم، حتى من خلال فترة تعاطيهم للمخدرات. غير أن هذه الخطوات ضرورية من أجل السماح للشخص الذي يتعافى بأن يعيش أفضل نوعية حياة ممكنة له.