كيف تتعامل مع الصدمة النفسية ؟
19th ديسمبر 2024 / Written by Harbor London
يتعرض الكثيرين إلى الصدمة النفسية نتيجة مواجهة أو مشاهدة بعض المواقف المفجعة بالحياة، أحياناً يتمكن المرء بعد فترة من تجاوز الأمر وتخطي حزنه وخوفه ومواصلة الحياة من جديد، بينما في أحيان أخرى تتحول إلى صدمة أو هاجس يلاحقه ويعيقه عن ممارسة أنشطه المعتادة، وفي تلك الحالة يكون الشخص قد أصيب بما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الكرب (PTSD)، ويكون السبيل الوحيد للتعامل مع الصدمات النفسية في تلك الحالة هو تلقي رعاية طبية متخصصة لتفادي ما قد يترتب عليها من مضاعفات خطيرة.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة
ينتج اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الكرب عن التعرض إلى صدمة نفسية مفجعة يصعب على العقل تجاوزها، مثل مواجهة كارثة طبيعية أو التعرض لاعتداء جسدي أو جنسي أو أي حدث يُمثل تهديداً على الحياة وغير ذلك من الفواجع، وتخلف تلك الصدمة إحساساً دائماً بالخطر مما يساهم في تنامي مشاعر الخوف والتوتر.
تتمثل أبرز أعراض الصدمة النفسية والدليل القاطع على الإصابة بهذا الاضطراب في تكرار تذكره بصورة مستمرة، قد يكون ذلك في صورة كوابيس تراود المُصاب خلال ساعات نومه، أو في هيئة ذكريات تطفلية لهذا الموقف لا تتوقف عن مراودة المصاب بصورة متكررة وقد تتسبب له في نوبات هلع لإحساسه بأن الموقف الصادم يُعيد نفسه مراراً وتكراراً.
ما هي مراحل الصدمة النفسية
يمكن القول بأن الصدمة النفسية من الإصابات التي تتسم بشيء من التعقيد، حيث أنها الآثار المترتبة عليها تظهر بصورة تدريجية مع توالي مراحل الصدمة النفسية التي يُقسمها الأطباء إلى ثلاث مراحل رئيسية وذلك على النحو الآتي:
رد الفعل الأول تجاه الصدمة
تتمثل في أعراض الصدمة النفسية المباشرة أو رد الفعل الأول تجاه الصدمة والذي قد يأخذ أشكال عِدة باختلاف طبيعة الصدمة التي تم التعرض لها ومستوى شدتها بالإضافة إلى طبيعة الشخص نفسه، لذا فإن ردود الفعل تجاه الصدمة النفسية تتفاوت بدرجة كبيرة ابتداءً من ردود الفعل النفسية مثل البكاء أو نوبات الصراخ وحتى الأعراض الجسدية مثل نوبات التشنج أو فقدان الوعي.
المرحلة المتوسطة
تحدث ثاني مراحل الصدمة النفسية بعد مرور بعض الوقت على التعرض لها، رغم أن أعراض الصدمة النفسية بتلك المرحلة قد تكون أقل حِدة إلا أنها قد تكون ناقوساً يُنذر بالخطر، وتشمل الأعراض الانعزال التام أو الجزئي عن المحيطين به وفقدان الرغبة في مزاولة أي نشاط، تتنامى بداخله المشاعر السلبية مثل الخوف والقلق المفرط، وفي بعض الحالات قد يمارس المريض حياته بصورة شبه طبيعية ولكنه يبقى مصابة بدرجة من درجات الاكتئاب التي تستوجب تلقي رعاية متخصصة منعاً لتفاقم الأمر.
مرحلة ما بعد الصدمة
تصبح الأعراض خلال هذه المرحلة من مراحل الصدمة النفسية أقل وضوحاً وقد يعاود المريض ممارسة حياته بصورة طبيعية تماماً لدرجة تدفع المحيطين للاعتقاد بأنه قد شُفي تماماً من أثرها، لكن الحقيقة تكون على النقيض تماماً من ذلك ويظل واقعاً تحت وطأ الصدمة النفسية التي تعرض لها مما يصيبه بحالة من التوجس وعدم الاطمئان فضلاً عن اضطرابات النوم نتيجة الكوابيس المتكررة.
أعراض الصدمة النفسية
حدد الأطباء مجموعة من الأعراض النفسية والسلوكية التي يمكن من خلالها الاستدلال على أن الشخص لا يزال يعاني من تبعات الصدمة النفسية التي تعرض لها، وبالتالي يُعد مصاباً باضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الكرب الذي يستوجب تلقي الرعاية الطبية المتخصصة لتجنب ما قد ينتج عنه من مضاعفات وخيمة.
وتتمثل أبرز أعراض الصدمة النفسية فيما يلي:
- استعادة ذكريات الحدث الأليم مراراً
- كوابيس متكرر حول الحدث المُسبب للصدمة
- حالة من اللامبالاة العاطفية
- الرغبة في الوحدة والانعزال
- صعوبة التركيز
- إحساس بالوهن والخدر
- نوبات غضب غير مبررة
- اضطرابات النوم ونوبات الأرق
- جلد الذات والإحساس بالذنب
- فقدان الاهتمام بكافة الأنشطة الحياتية
يُضاف إلى ما سبق أن الصدمة النفسية غالباً ما تتسبب في الإصابة بالاكتئاب أو التعرض إلى نوبات الهلع، كما قد تكون سبباً في سقوط المريض في فخ إدمان الكحول، كما يُضاف إلى أعراض الصدمة النفسية السابقة بعض الأعراض الجسدية المُحتمل ظهورها من آن لآخر وهي تشمل “الدوار، الإغماء، تسارع ضربات القلب، الصداع الشديد”.
طرق علاج الصدمة النفسية
يتم الاعتماد في علاج الصدمة النفسية بصورة رئيسية على جلسات العلاج النفسي وبالأخص العلاج السلوكي الإدراكي (CBT)، فبالتأكيد لا يمكن محو ذكريات الماضي الأليمة من العقل، ولكن هذه الجلسات العلاجية تهدف إلى تمكين المريض من السيطرة على مشاعره تجاه هذه الذكريات وتقبل الواقع وتخطي الحادث المؤسف -أيا كان- والتمكن من مواصلة حياته مرة أخرى.
ندرك في مركز هاربور -الرائد في تقديم خدمات الصحة النفسية وإعادة التأهيل بوسط لندن- أن احتياجات المرضى تختلف، لهذا فإننا لا نتبع نهجاً ثابتاً في علاج الصدمة النفسية إنما يعمل خبراؤنا على إعداد برنامج علاجي ورسم مسار تعافي خاص بكل مريض بشكل منفرد، بما يضمن أن يكون أكثر توافقاً مع حالته ومُلبياً لاحتياجاته، هذا يكون من خلال برنامج شامل يهدف إلى علاج الآثار النفسية والجسدية المترتبة على المُعاناة النفسية الناتجة عن التعرض للصدمة وكذا إعادة تأهيل المريض وتمكينه من استعادة زمام حياته والانخراط في محيطه من جديد.
يستقبل مركز هاربور لندن المرضى من الوطن العربي ويقدم لهم خدمات فائقة الجودة ضمن بيئة علاجية مثالية، هذا إلى جانب الاهتمام بإتاحة العديد من خيارات الإقامة الفاخرة وتوفير كافة سبل الراحة طوال فترة تلقي العلاج فضلاً عن الالتزام المهني والأخلاقي بالحفاظ على خصوصية المريض وإخفاء هويته بصورة تامة.
تواصل معنا الآن إذا كنت في حاجة للمساعدة.