أنواع اضطرابات الأكل
14th ديسمبر 2024 / راجعه شهيرة كمال
تصنف أنواع اضطرابات الأكل بأنها اضطرابات نفسية تسبب علاقة ضارة وغير طبيعية بين الشخص والطعام، وتتضمن أيضاً نظرة هذا الشخص إلى صورة جسمه هل هي إيجابية أم لا؟
لكن هل اضطراب الأكل حقاً حالة صحية تستحق الاهتمام والعلاج؟ والإجابة نعم بالتأكيد، حيث أن بعض أنواع اضطرابات الأكل لا تهدد الصحة الجسدية والنفسية فقط، بل تهدد حياة المصاب بها أيضاَ.
ما هو اضطراب الأكل؟
اضطراب الأكل لا يعني فقط وجود مشكلة في طريقة تناول الطعام، لكنه اضطراب نفسي يستحق تدخلات طبية مختلفة، وذلك لما له من آثار سلبية على المصاب وأفراد عائلته والمحيطين به.
يرتبط اضطراب الأكل بسلوكيات خاطئة، مثل الإفراط في تناول الطعام، أو التركيز على أكلات معينة دون غيرها، أو تناول الأكل ومن ثمّ تقيؤه؛ مما ينتج عنه عدم حصول الجسم على التغذية الصحيحة؛ وبالتالي يحدث تدهور شديد في الصحة الجسدية للشخص المصاب.
من الممكن أن تحدث اضطرابات الأكل في أي مرحلة عمرية، وهي تصيب كلا الجنسين.
أنواع اضطرابات الأكل الأكثر شيوعاً
توجد 6 أنواع من اضطرابات الأكل الأكثر شيوعاً وشهرة، وهي كالتالي:
فقدان الشهية العصبي
يطلق علي فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa) أيضاً التجويع الذاتي، وهو يرتبط بتقييد تناول الطعام و/أو السعرات الحرارية، ويرافق ذلك الخوف الشديد من حدوث زيادة في الوزن مع حرص مبالغ فيه حول صورة الجسم وشكله.
قد يصاحب اضطراب فقدان الشهية العصبي ظهور أعراض اضطراب الوسواس القهري، حيث يميل المصاب إلى جمع وصفات الطعام وتخزينه بقلق شديد.
ومن مضاعفات اضطراب فقدان الشهية العصبي الإصابة بهشاشة العظام وفقدان الشعر والأظافر، هذا بالإضافة إلى الضرر الذي يلحق ببعض الأعضاء مثل القلب والمخ والذي يصل إلى حد تلف تلك الأعضاء وفشلها.
الشره المرضي العصبي
يسمى اضطراب الشره المرضي العصبي (Bulimia nervosa) بالنهم، وهو يعني أن الشخص يتناول كميات كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة حتى يشعر بامتلاء المعدة والذي قد يصاحبه حدوث ألم او عدم ارتياح بها، ومن ثمّ يتخلص المصاب مما تناوله عن طريق إجبار نفسه على التقيؤ، أو استخدام العقاقير الملينة أو الحقن الشرجية، وقد يمارس التمارين الرياضية بشكل مفرط لكي يحرق ما تناوله من سعرات حرارية، وتسمى تلك الطريقة للتخلص من الطعام بعملية التطهير.
اضطراب الأكل القهري
يتناول المصاب باضطراب الأكل القهري (Binge Eating Disorder) أو ما يطلق عليه متلازمة الشّره القهري كمية كبيرة من الطعام بشكل سريع وفي فترة قصيرة وبدون الشعور بالجوع، يرافق ذلك الشعور بالندم والإحساس بالذنب والاكتئاب بعد نوبة الشراهة التي لا يمكن السيطرة عليها، وفي الغالب تكون نوعية الطعام التي يتم تناولها غير صحية، كما يكثر استهلاكه للوجبات السريعة.
وجدير بالذكر أن اضطراب الأكل القهري يتشابه مع اضطراب الشره المرضي العصبي في أعراضه، إلا أنه لا يصاحبه عملية التطهير أو التخلص من الطعام أو السعرات الحرارية التي تم تحصيلها؛ وبالتالي تزيد فرصة الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكتات الدماغية بالإضافة إلى مرض السكري.
البيكا
قد يكون اضطراب البيكا (Pica) قاتلاَ للمصابين به، فهو يتضمن ابتلاع المواد غير الغذائية بشكل قسري، مثل: الطباشير، والأوساخ، والطلاء، والجليد، والصوف، و الحصى، والأتربة، والشعر، والورق، ومنظفات الغسيل، والجلود وغيرها.
ونلفت الانتباه أنه لا يعد الشخص مصاباً باضطراب البيكا إذا كان ما يتناوله متضمناً في ثقافته أو شعائره الدينية.
ويسبب اضطراب البيكا الإصابة بالتسمم، والتهابات الجهاز الهضمي، وسوء التغذية.
اضطراب الاجترار
اضطراب الاجترار (Rumination disorder) هو ترجيع الطعام غير المهضوم إلى فم الشخص بعد مضغه وابتلاعه، ومن ثمّ يتم إعادة مضغه أو بلعه أو بصقه مرة أخرى، ويحدث ذلك خلال 30 دقيقة من تناول الوجبة.
يصيب اضطراب الاجترار الرضع أيضاَ بين 3-12 شهراً، لكنه قد يختفي مع الوقت، وفي حالة استمراره يصاب الرضيع بسوء التغذية ونقص الوزن.
اضطراب تناول الطعام المتجنب / المقيد
يصاحب هذا الاضطراب عدم الرغبة في تناول الطعام، والنفور من بعض الروائح والأذواق، والألوان، ودرجات الحرارة الخاصة بالطعام، وتشمل الأعراض التي تظهر على من يعاني من اضطراب تناول الطعام المتجنب:
- الحد من كمية أو أنواع طعام معينة؛ وبالتالي يتعرض الجسم للحرمان من عناصر غذائية هامة وسعرات حرارية هو في حاجة إليها.
- خسارة الوزن أو الطول المناسب مقارنة بالمرحلة العمرية للشخص.
- اكتساب عادات طعام لا تتناسب مع الطبيعة المهنية للمصاب، فعلى سبيل المثال فهو يتجنب تناول الطعام بشكل جماعي بينما قد يكون ذلك من مقتضيات مهنته.
ونلفت الانتباه أنه لا يعد الشخص مصاباً باضطراب تناول الطعام المقيد، إذا كانت عاداته الغذائية نابعة من معتقد ثقافي أو ديني يؤمن به، أضف إلى ذلك أن عزوف بعض الأطفال عن وجبات معينة أو صغر وجبة كبار السن لا يصنف كونه اضطراب تناول الطعام المقيد.
اضطرابات الأكل الأقل شيوعاً
- اضطراب التطهير (Purging disorder): لا يسرف المصابون بهذا الاضطراب في تناول الطعام، وبالرغم من ذلك هم يتخلصون مما يتناولونه من طعام أو سعرات حرارية عن طريق القيء أو الملينات أو ممارسة الرياضة بشكل مبالغ فيه، مستهدفين اكتساب وزن وشكل معين.
- متلازمة الأكل الليلي (Night eating syndrome) : يفرط الأشخاص المصابون بمتلازمة الأكل الليلي في تناول الطعام عند استيقاظهم من النوم ليلًا على وجه الخصوص.
أعراض اضطرابات الأكل النفسية
ليس من السهل الحكم على شخص ما بمجرد النظر أنه يعاني من أحد اضطرابات الأكل، كما أن علامات وأعراض اضطرابات الأكل النفسية تختلف تبعًا لنوع اضطراب الأكل الذي يعاني منه الفرد، وهي تتضمن ما يلي:
- تقلبات في المزاج.
- تغيرات في الوزن غير مبررة.
- الشعور بالتعب.
- ترقق الشعر وسقوط الأظافر.
- القيء القسري.
- تخزين الطعام أو التخلص منه.
- النفور من تناول الطعام أو التقيد بأنواع معينة منه.
- ممارسة الرياضة بشكل مبالغ فيه بعد تناول الوجبات.
- دخول الحمام بشكل متكرر بعد تناول الطعام.
- تجنب الحياة الإجتماعية.
- تناول الطعام في الخفاء.
أسباب الإصابة باضطرابات الأكل النفسية
لا توجد أسباب قطعية للإصابة بأحد أنواع اضطرابات الأكل النفسية، لكن توجد عدة عوامل تحفز الإصابة بهذه الاضطرابات، ومنها نذكر التالي:
- العامل الوراثي: هناك أنواع من اضطراب الأكل تتناقل بين أفراد العائلة، مثل اضطراب الأكل القهري، واضطراب فقدان الشهية العصبي، والشره العصبي.
- كيمياء المخ: يزيد إفراز بعض النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين لدى الشخص المصاب باضطراب الأكل النفسي؛ مسببة له الشعور بالمتعة والسعادة.
- التأثر بالثقافة البيئية والاجتماعية المحيطة: التأثر بما تبثه وسائل الإعلام والاتصال عن معايير الجمال يمثل عامل ضغط على الأشخاص لانتهاج سلوكيات معينة نحو الطعام لتحقيق ما يرونه من أهداف زائفة في الإعلام.
- وجود مرض نفسي أو عقلي: يساعد عدم الاتزان النفسي أو العقلي على تبني سلوكيات خاطئة نحو الطعام، وذلك من باب تفريغ الضغط النفسي الذي يعاني منه الشخص.
علاج اضطرابات الأكل النفسية
يتوقف علاج اضطرابات الأكل النفسية على نوع الاضطراب نفسه، فهناك العديد من التدخلات العلاجية التي يستطيع المركز العلاجي المؤهل مثل مركز هاربور للصحة النفسية أن يقدمها لعملائه، ونذكر منها:
- العلاج السلوكي المعرفي: يدعم الفريق الطبي في مركز هاربور العلاج السلوكي المعرفي، هذا بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي للعميل بصورة فردية أو من خلال مشاركته في المجموعات العلاجية، أو من خلال أسرة العميل.
- تدخلات علاجية أخرى: تهدف تلك التدخلات الطبية إلى علاج الحالات الصحية الأخرى المصاحبة لاضطراب الأكل، فقد يكون العميل يعاني من القلق أو الاكتئاب أو أمراض جسدية أخرى نتجت كمضاعفات عن اضطراب الأكل .
- الاستشارات التغذوية: يقدم أخصائي التغذية المدرب على علاج اضطرابات الأكل النفسية خطة تغذية معينة تختلف من شخص لآخر تبعا لنوع اضطراب الأكل الذي يعاني منه.
نحن في مركز هاربور للصحة النفسية نوفر لعملائنا فريقاً طبياً مدرباً على أعلى مستوى للتعامل مع حالات اضطراب الأكل النفسية، حيث يقوم أعضاء فريقنا بتصميم خطة مخصصة بكل عميل على حدى، على أن تكون تلك الخطة العلاجية شاملة للتخلص من الأعراض الجسدية والعقلية والسلوكية المصاحبة لاضطراب الأكل النفسي.
كما يحرص مركز هاربور للصحة النفسية على تقديم خدماته العلاجية لعملائه سواء في منشآته الفاخرة أو عن طريق العلاج المنزلي، وهو أحد الخيارات العلاجية المتميزة لدى مركز هاربور، كما يمكن تقديم الخدمات العلاجية ذات جودة عالية من خلال الإنترنت أيضاً.