دور العلاج المعرفي السلوكي في علاج القلق
19th ديسمبر 2020 / Written by شهيرة كمال
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو أحد أساليب العلاج النفسي التي تساعد المريض على إدراك أنماط التفكير السلبية أو غير الصحيحة مما يُمكنه من التأقلم مع المواقف الصعبة التي تعرض لها والتعامل معها بصورة أكثر فعالية، يتم الاعتماد على هذا النهج العلاجي بمفرده أو ضمن مجموعة من العلاجات الأخرى في السيطرة على عدد غير محدود من الاضطرابات النفسية والعقلية في مقدمتها القلق المفرط ونوبات الاكتئاب وغير ذلك.
استخدامات العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يعد علاج المعرفي السلوكي من بين الأنماط العلاجية الشائعة في مجال الطب النفسي، يعود ذلك إلى عدة أسباب في مقدمتها إسهامه الفعال في علاج عدد كبير من الاضطرابات النفسية والعقلية، التي أثبتت الأبحاث والدراسات وكذا التجارب العملية أنها تتحسن بصورة كبيرة من خلال جلسات العلاج المعرفي السلوكي (CBT) وأهمها الآتي:
- اضطراب القلق
- الاكتئاب
- مرض الرهاب
- اضطرابات النوم
- اضطراب الطعام
- الوسواس القهري (OCD)
- الاضطراب ثنائي القطب
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
- فصام الشخصية
- إساءة استعمال العقاقير
خطوات العلاج المعرفي السلوكي للقلق
إن العلاج المعرفي السلوكي للقلق أو نوبات الاكتئاب لا يمحي المواقف القاسية أو الصدمات التي قادت لتلك الحالة من ذاكرة المريض، إنما الهدف الأساسي منه هو تمكين المريض من تجاوز أثرها النفسي ومساعدته على التكيف معها بالطريقة الصحيحة مما يشعره بالتحسن ويواصل حياته بسلام.
يبلغ العلاج المعرفي السلوكي (CBT) تلك الغاية من خلال مجموعة من الخطوات المتتالية التي تتحقق بشكل تدريجي على مدار الجلسات العلاجية وهي كالآتي:
- تحديد المواقف المزعجة في حياة المريض التي قادته لهذا الاضطراب والتي قد تكون مشكلة صحية أو مواجهة موقف عصيب مثل فقدان شخص مقرب أو الطلاق أو التعرض لإحدى الصدمات وغير ذلك.
- عقب تحديد المشكلات يبدأ المعالج في حث المريض على مشاركة أفكاره ومعتقداته الخاصة حولها، وقد يُطلب منه بتلك المرحلة تدوين تلك الأفكار وما يُخبر به نفسه حول تلك الذكريات الأليمة.
- المساعدة في تعريف المريض بأنماط التفكير وكذا الأنماط السلوكية التي قد تتسبب في تفاقم مشكلته، مع مراقبة ردود الفعل العاطفية والسلوكية تجاه المواقف المختلفة.
- يتم خلالها تعديل الأفكار السلبية وتوجيه المريض للنظر للأمور بصورة أكثر موضوعية إذا كان تصوراته عنها غير دقيقة، تعد هذه الخطوة هي الأصعب والأكثر تعقيداً خاصة أن المريض عادة ما تكون لديه أفكار راسخة عن نفسه وعن حياته.
دور العلاج المعرفي السلوكي في علاج القلق
يمثل العلاج المعرفي السلوكي للقلق أحد أوجه العلاج النفسي بالغة الفاعلية لهذا الاضطراب، كما أنه في تقدير الكثيرين من الأطباء الأفضل والأكثر فعالية مُقارنة بالعلاجات الدوائية (مضادات القلق)، نظراً لأن أغلب تلك الأدوية تعمل على الحد من شدة القلق النفسي والأعراض المزعجة المُصاحبة له ولكنها لا تُعالج لب المشكلة، كما أن قد تنتج العديد من المشاكل الصحية عن استعمالها على المدى الطويل خاصة إذا كان ذلك دون إشراف طبي متخصص أو في حالة تجاوز الجرعات المقررة.
بينما العلاج المعرفي السلوكي (CBT) هو أحد أشكال ما يُطلق عليه (العلاج بالكلام) ويعتمد عليه المُعالج النفسي في البحث عن جذور المشكلة المُسببة للاضطراب ومن ثم العمل على معالجتها، فضلاً عن أنه علاج قصير المدى ويحقق نتائج فعالة سواء بمفرده أو بمشاركته مع علاجات أخرى وهذا أمر يختلف من حالة لأخرى، لكن إجمالاً فإن برامج العلاج السلوكي المعرفي يهدف إلى تغيير نمط تفكير المريض وإكسابه المهارات التي يمكنه من خلالها العودة تدريجياً لحياته الطبيعية وممارسة الأنشطة التي كان يتجنبها طويلاً بسبب شعوره بالقلق حيالها.
المدة الزمنية المقدرة للعلاج السلوكي المعرفي
إحدى أبرز مزايا العلاج المعرفي السلوكي للقلق والاضطرابات النفسية هو أنه لا يستغرق وقتاً طويلاً مقارنة ببعض الأنماط العلاجية الأخرى، إذ جرت العادة على أن يتراوح عدد جلسات علاج المعرفي السلوكي ما بين 5 : 20 جلسة تقريباً وفق ما يحدده الطبيب في ضوء العديد من العوامل التي يتمثل أهمها في الآتي:
- طبيعة الاضطراب الذي يعاني منه المريض.
- مدى شدة الأعراض المصاحبة له.
- مستوى الضغط النفسي الذي يشعر به المريض.
- معدلات التقدم الذي يحرزه المريض أثناء العلاج.
- تاريخ ظهور الأعراض وطول مدة المعاناة من ذلك الاضطراب.
العلاج المعرفي السلوكي (CBT) في هاربور
يمثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) أحد ركائز العملية العلاجية لدى مركز هاربور، تعقد جلسات العلاج النفسي المعرفي السلوكي بهدف معاونة المرضى على تخطي أزماتهم والتحرر من قيود الذكريات وآلام الماضي ومن ثم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة زمام حياتهم، كما يتم تعزيز دور علاج المعرفي السلوكي من خلال بعض الأنشطة التي لها دور بالغ الفعالية في تحسين الحالة النفسية والمزاجية مثل العلاج بالموسيقى وجلسات الاسترخاء وممارسة اليوجا وغير ذلك.
يفتح مركز هاربور -الرائد في التأهيل النفسي بوسط لندن- أبوابه لاستقبال المرضى من الشرق الأوسط والبلاد العربية، يقدم لهم أفضل وأرقى الخدمات الطبية المتكاملة ضمن بيئة علاجية فريدة تساهم بصورة فعالة في الارتقاء بالنتائج المحققة، هذا إلى جانب الالتزام المهني والأخلاقي بإخفاء هوية المرضى تماماً حفاظاً على خصوصيتهم.