الأسباب الأكثر شيوعًا لاضطرابات الشهية عند النساء
10th أكتوبر 2024 / Written by شهيرة كمال
تعاني النساء من اضطراب الشهية للأكل بمعدلات أكبر من الرجال بكثير، حيث تصل نسب الإصابة باضطرابات الشهية إلى 85% من النساء مقابل 15% فقط من الرجال، كما تشير الإحصاءات إلى أن اضطرابات الشهية عند النساء مرتفعة لدرجة أنه من بين 0,5 و 3,7 % من النساء تعانين من فقدان الشهية العصابي (Anorexia nervosa) في مرحلة ما من مراحل حياتهن.
ما هو اضطراب الشهية العصبي؟
يعد اضطراب فقدان الشهية العصبي النوع الأول من اضطرابات التغذية وأكثرها شيوعاً، وهو مرض خطير إن لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، وتكون أهم أعراضه أن يقوم الشخص بتجويع نفسه عن عمد من أجل إنقاص الوزن بشكل مبالغ فيه والإبقاء على أكثر درجة ممكنة من النحافة.
يعد اضطراب الشهية العصبي منتشراً عند النساء أكثر منه من الرجال، نظراً لحرص العديد من النساء على الحصول على قوام ممشوق ومثالي والخوف الدائم من كسب الوزن الزائد إلا أن استمرار وجود هذا الإحساس بشكل متفاقم يحوّل المرأة من الرشاقة إلى النحافة الزائدة ويضر بالعديد من وظائف الجسم.
أعراض اضطرابات الشهية عند النساء
- يشعر المصابون بفقدان الشهية العصابي بأنهم يعانون من السمنة التي تشوه مظهرهم لذا يكونوا شديدي الرغبة في فقدان الوزن.
- تكتفي الحالة بتناول وجبات طعام صغيرة جدا.
- رفض تناول الطعام في وجود الآخرين.
- إصابة الحالة بالتعب والوهن العام مع فقدان الشعر نتيجة التغذية القليلة.
- محاولة ممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فيه ولا داعي له.
- الشكوى المستمرة من عدم رضاهم عن أجسامهم أو أشكالهم.
- تناول المسهلات والملينات.
- الكذب والتمويه بأنها تأكل ولكن في الحقيقة أنها فقط تتظاهر بذلك.
- المبالغة في تجميل الأكل عند تقديمه للآخرين، دون المشاركة في الأكل.
الأعراض الجسدية لمشكلة اضطراب الشهية للأكل
يسبب قلة الطعام بمختلف أنواعه العديد من المشاكل في الجسد أهمها:
- الشعور بالصداع.
- الإمساك.
- الشعور الدائم بالبرودة.
- الآم في البطن.
- الشعور بالخمول والتعب.
- جفاف الجلد وتساقط الشعر.
- إيجاد صعوبة في النوم.
- تكسر وضعف الأظافر.
- تغير وتفتيح في لون اليدين والرجلين بسبب ضعف الدورة الدموية.
اقرأ أيضاً: أعراض اضطرابات الأكل النفسية
أسباب اضطرابات الأكل فقدان الشهية لدى النساء
تتعدد أسباب اضطرابات الشهية عند النساء ولكنها عادةً ما تعود إلى أسباب نفسية واجتماعية، وأشهرها:
1- العوامل الاجتماعية
كثيراً ما يتسبب ضغط المجتمع الخارجي في تقييد الفرد لذاته وفرض مقاييس جمال أو كمال محددة لا يمكن الخروج عنها ومقتصرة على الرشاقة، وهذا الضغط الاجتماعي هو أكثر ما يشجع السلوك السلبي ويزيد من حدة اضطرابات الأكل.
تزيد تلك الحالة لدى النساء بحكم تصدير فكرة أن الرشاقة دائماً هي الأفضل ومحاولة كل سيدة مقارنة شكلها وجسمها بأجساد المشاهير وعارضات الأزياء التي يصعب محاكاتها على الطبيعة، وهو ما يجعل المصابات باضطرابات الأكل يفقدون الثقة في أنفسهن ورضاهم عن مظهر أجسادهن.
2- أسباب عائلية
قد يؤدي إصابة أحد أفراد العائلة باضطراب فقدان الشهية العصبي في أن تنتقل نفس الحالة إلى شخص آخر من نفس العائلة.
ومن الأسباب الأخرى المرتبطة بالعائلة إذا نشأت الفتاة وسط عائلة تزرع فيها من الصغر أهمية المظاهر وجمال الأجسام كأولوية ملحة أو شرط أساسي للجمال والجاذبية، أو التنشئة وسط العائلات التي تتبع حمية قاسية، أو تنتقد أجسام أطفالهم بكثرة.
3- العوامل البيولوجية
كثيراً ما تؤثر الجينات الوراثية أو الخلل في الهرمونات وطريقة توازن المكونات الكيميائية في الدماغ وفي الشهية، ويساعد ذلك في إصابة الفرد باضطراب فقدان الشهية العصبي. كما قد تشمل العوامل البيولوجية كذلك الميل الوراثي للاكتئاب والقلق بخلاف الشخصية الوسواسية القهرية.
كما أنه من الممكن أن تؤدي الإصابة ببعض الأمراض النفسية إلى حدوث اضطرابات الأكل والحديث هنا عن مرض الاكتئاب أو القلق بشكل خاص، أو الأمراض النفسية الناتجة عن إدمان الكحول والمخدرات.
4- الصدمات أو الأحداث المؤلمة
قد تقع بعض الأحداث الجسيمة والمؤلمة التي تتسبب في فقدان الشهية بدرجة كبيرة مثل الوفاة أو الاغتصاب أو أي صدمة أخرى، حتى أن تغيير مجال العمل لدى البعض قد يكون محفزا لفقدان الشهية الحاد أو الإصابة باضطراب الشهية للأكل.
5- السمات الشخصية
تزيد فرص الإصابة بمشكلة اضطراب الشهية العصبي لدى النساء اللاتي تعانين في الأصل من السعي الدائم إلى الشكل المثالي والضغط على النفس للوصول إلى الجسم النموذجي بغض النظر عن الطريقة والمعاناة.
كيفية علاج اضطرابات الأكل فقدان الشهية
يعد النهم العصابي من أهم أمراض اضطرابات الأكل فقدان الشهية الشائعة والتي تحتاج إلى تدخل طبي خاص لعلاجها لأنها تعتمد على أكثر من نمط لحين تحقيق العلاج الكامل للحالة مثل تصميم برنامج لتوعية المريضة طبيا وغذائياً بخلاف التأثير النفسي. لذا فالأفضل الاستعانة بمصحة نفسية تضم أطباء متخصصين في علاج مشاكل اضطرابات التغذية بنوعها لتحديد نمط العلاج الأنسب.
يظهر مرض اضطرابات الشهية عند النساء من عوامل جسدية ونفسية وبيولوجية مجتمعة كما سبق وذكرنا، لذا فإنه فمن المحتمل أن تتم المعالجة بالتعاون ما بين الطبيب النفسي واختصاصي النظم الغذائية (Dietitia) والمستشار النفسي في نفس الوقت، وهو الأمر الذي لن تجده متوفراً إلا في مركز للصحة النفسية معتمد مثل هاربور.
العلاج الدوائي
لا يتوفر علاج دوائي لمعالجة اضطرابات الأكل فقدان الشهية لكن قد يكون العلاج الدوائي مجدياً في حالة علاج مشاكل أخرى مثل الاكتئاب والقلق اللذان يصاحبان اضطرابات التغذية، بخلاف إمكانية إعطاء عقاقير طبية تساهم في إعادة زيادة وزن الحالة إن كانت تعاني من النحافة الشديدة وهناك خطورة عليها.
المحافظة على الوزن الصحي
يهدف أي برنامج علاجي لمشكلة اضطرابات التغذية إلى العودة إلى الوزن الصحي وتعلم أسس التغذية الصحية دون مغالاة، وهنا يساعد الأخصائي النفسي المريضة في تعلم سلوكيات صحية تساعدها في العودة إلى الوزن الصحي.
كما يساعد أخصائي التغذية في إعطاء المريضة برنامج غذائي صحي يحدد عدد الوجبات الغذائية وعدد السعرات الغذائية اللازمة لكل وجبة؛ لكي تستطيع المريضة من خلاله العودة إلى الوزن الصحي والمثالي بشكل تدريجي.
العلاج النفسي
هناك أنواع من العلاج النفسي الذي يعتمد عليه المتخصصون في علاج اضطرابات الشهية عند النساء، ومنها برنامج العلاج النفسي التحليلي الذي قد يحاول المحلل النفسي من خلاله فهم سبب رؤية المريضة نفسها بهذه الصورة ودوافعها لفقدان الوزن بهذا الشكل المبالغ فيه كما يحاول فهم المشاعر التي أدت لهذه الأعراض التي أوصلتها لهذا الإيهام رغم إدراكها لهذه الحقيقة.
كذلك يساهم برنامج العلاج السلوكي الإدراكي في مناقشة بعض السلوكيات والأفكار المرتبطة باضطراب الشهية، لأن الهدف الرئيس من ورائه هو موازنة نظام الأكل مع السلوك لدعم زيادة الوزن بدرجة محددة. كما يهدف كذلك هذا النمط العلاجي في تغيير طريقة تفكير المريضة بخصوص نظام الأكل القاسي الذي تتبعه من دون إعطاء أوامر أو تعليمات صريحة، ولكن بتوعيتها بالمشاكل الصحية التي سوف تحدث لها من جراء سوء التغذية.