الاضطراب العاطفي الموسمي – الأعراض وطرق التعامل مع التغيرات الموسمية
10th أكتوبر 2024 / راجعه شهيرة كمال
يزيد الشعور بالقلق لدى البعض مع بداية شهور الخريف مروراً بأشهر الشتاء، على أن تختفي لديهم أعراض هذا القلق و التغير المزاجي خلال فصول الربيع والصيف، يطلق على هذا النوع من التغيرات المزاجية المرتبطة بمواسم العام الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، وهو يعد أحد أنواع الاكتئاب التي تحتاج إلى علاج فعال يساعدك على تخطي أعراضه بأمان هذا العام وعند تكرار الإصابة به في أي من الأعوام المقبلة.
أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي
تظهر أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي بداية من مرحلة المراهقة، لتجد أن المصابين بهذا الاضطراب يزيد عددهم في النساء عن الرجال، وفي أغلب حالات الإصابة تبدأ الأعراض في الظهور مع بداية الخريف، وهذا ما جعل البعض يطلقون على هذه الحالة المزاجية المضطربة الاضطراب العاطفي الموسمي، ومن ثمّ تشتد الأعراض طوال موسمي الخريف والشتاء لتقل تدريجياً مع سطوع الشمس وبداية الربيع والصيف.
وجدير بالذكر أن بعض حالات هذا الاكتئاب الموسمي تبدأ بشكل عكسي مع بداية شهور الربيع والصيف لتنتهي بشكل تدريجي مع حلول موسمي الخريف والشتاء.
وعن أهم الأعراض التي تميز الاضطراب العاطفي الموسمي نذكر التالي:
- الشعور بالحزن والكآبة معظم اليوم، ويستمر هذا العرض معظم أيام موسم الخريف والشتاء.
- ضعف الرغبة في أداء الأنشطة البدنية حتى لوكانت أنشطة يومية وروتينية.
- الشعور بالتعب والإجهاد الدائمين.
- عدم الإقبال على المشاركة في الأنشطة الجماعية، بل والتهرب من حضور المناسبات والتجمعات المختلفة.
- الشعور بالقلق والتوتر.
- عدم القدرة على التركيز والانتباه.
- الإحساس بثقل في الأيدي والأرجل.
- ارتفاع مستوى الشعور بالذنب لدى الشخص المصاب.
- الإقبال على النوم عدد كبير من الساعات.
- الشعور باليأس الذي يدفع إلى الأفكار الانتحارية أحياناً.
- الإصابة بالسمنة والإقبال على تناول الحلوى والكربوهيدرات.
تظهر اعراض الاكتئاب الموسمي الصيفي على عكس بعض أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي السابقة، حيث يشعر المصاب بالاكتئاب الصيفي بالتهيج، وفقد الشهية، وخسارة الوزن، بالإضافة إلى قلة النوم (الأرق)، وقد يصل الأمر إلى إصابة بعض المصابين بنوبات من الغضب والعنف.
ما هي أسباب الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي؟
لم يحدد الباحثون حتى الآن سبباً قاطعاً للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي في الخريف، وإن كان بعضهم قد رجح بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة، وأهمها على الإطلاق:
قلة التعرض لأشعة الشمس
الأمر الذي يجعل البعض عرضة لنقص فيتامين D، ومن المعروف أن نقص هذا الفيتامين الهام يسبب ظهور أعراض الاكتئاب، والسبب في ذلك هو تأثير فيتامين D الإيجابي على مستوى السيروتونين (أحد النواقل العصبية في المخ) والذي يطلق عليه هرمون السعادة، وعندما يحدث النقص في فيتامين D؛ تكون النتيجة الحتمية هي انخفاض مستوى هرمون السيروتونين.
تغير الساعة البيولوجية
عندما تقل أشعة الشمس التي تتعرض لها أو بمعنى آخر عندما يقصر النهار، ولكي يكون الأمر أكثر وضوحاً، فإن ساعتك البيولوجية مسؤولة عن حالتك المزاجية، وعن تنظيم ساعات نومك، بل مسؤولة أيضاً عن تنظيم هرمونات الجسم، وعندما يحدث هذا التغيير في الساعة البيولوجية لديك؛ يحدث بالتبعية تغيراً ملحوظاً في ساعات نومك ونشاطك والحالة النفسية التي تكون عليها.
زيادة إنتاج الميلاتونين
وهو مادة كيميائية تفرز في المخ أيضاً، تتحكم تلك المادة في كم النوم وجودته، ويزيد إنتاج الميلاتونين مع نقص التعرض للضوء (أشعة الشمس)؛ وعند الإفراط في إفراز الميلاتونين يشعر الشخص بالخمول وتزيد لديه الرغبة في النوم.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي؟
هناك فئات أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي، نذكر منهم التالي:
- المصابون بأمراض نفسية أخرى، مثل الاضطراب الاكتئابي الشديد، أو مرض ثنائي القطب.
- القرابة لمن يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي، أو في حالة إصابة أحد الأقارب بالفصام أو أحد الأمراض النفسية أو الاضطرابات المزاجية، والشاهد هنا أن العامل الوراثي مأخوذ في الاعتبار لزيادة فرصة الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي.
- المقيمون في بلاد تبعد عن خط الاستواء سواء في أقصى الشمال أو أقصى الجنوب، أو من يعيشون في بلاد تكثر بها الغيوم وتقل بها الأيام المشمسة.
تشخيص الاضطراب العاطفي الموسمي
بالرغم من أن الاضطراب العاطفي الموسمي لا يعد من الأمراض الخطيرة التي يصعب إدارة أعراضها، إلا أنه لا يجوز أن تعتمد على نفسك في تشخيص أعراض الاكتئاب التي تعاني منها، فقد تكون أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي الظاهرة عليك ما هي إلا جزء من حالة صحية نفسية أكثر خطورة؛ مما يستوجب عرض حالتك على الطبيب النفسي الثقة والذي يتميز بالخبرة والقدرة على إدارة الأعراض لديك.
وجدير بالذكر أن الطبيب الذي يعمل بشكل احترافي سيطلب من الشخص الذي تظهر عليه أعراض اكتئاب الخريف أن يجري فحوصات تخص الغدة الدرقية وبعض الفحوصات الأخرى الخاصة بالفيتامينات، ليستوضح إذا كان أي من هذه التحاليل به خلل ما.
كيف يمكن علاج الاضطراب العاطفي الموسمي؟
هناك عدد من العلاجات التي يمكن أن تساعدك أثناء رحلة العلاج من الاضطراب العاطفي الموسمي، منها:
- العلاج الضوئي باستخدام مصباح خاص يصدر عنه ضوء ساطع (أكثر 20 مرة من السطوع الضوئي التقليدي داخل المنازل)، يستطيع هذا النوع من العلاج التغلب على أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي بفاعلية.
- العلاج السلوكي المعرفي هو أحد وسائل العلاج الدائم لهذا الاضطراب الموسمي، يعتمد هذا النوع من العلاج على الكلام مع المصاب وتنظيم التفكير والسلوكيات لديه للتغلب على أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي.
- تناول العقاقير المضادة للاكتئاب والتي يتم وصفها بدقة وبعد دراسة جيدة لحالة المريض الصحية والنفسية، بغرض استبعاد أي آثار جانبية قد تنجم من سوء اختيار العقار.
- تحفيز الشخص على الخروج نهاراً والتعرض لمزيد من أشعة الشمس في الأوقات المناسبة والبعيدة عن أشعة الشمس الضارة.
- تناول مكملات غذائية تحتوي على فيتامين D، ويقوم الفريق الطبي المختص بالتحاليل في هاربور بعمل فحص الدم اللازم لمعرفة مستوى فيتامين D بالجسم، وبناء عليه يتم تحديد الجرعة اللازمة للشخص.
كيف تستطيع حماية نفسك من الاضطراب العاطفي الموسمي؟
إذا كنت ممن تعاودهم الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي مع دخول موسمي الخريف والشتاء، يمكنك اتباع الإرشادات التالية لحماية نفسك مستقبلاًً من الإصابة:
- التعرض لضوء الشمس بشكل منتظم من خلال زيادة معدل خروجك في الهواء الطلق نهاراً.
- مارس الرياضة المحببة لديك والمناسبة لحالة جسمك الصحية.
- اصنع لنفسك شبكة علاقات اجتماعية تحميك من الشعور بالوحدة والاكتئاب.
- تناول الطعام الصحي المتنوع.
- حافظ على لقاءات دورية مع الطبيب النفسي التي يتسم بالاحترافية والخبرة.
وجدير بالذكر أن مركز هاربور بوسط لندن يقدم فريقاً معالجاً يتسم بالكفاءة لعلاج اكتئاب شهر سبتمبر، ولقد تناولنا بالشرح والتفصيل من خلال مقالنا هذا الاضطراب العاطفي الموسمي، وننوه بمصداقية أن الفريق الطبي بمركز هاربور يعمل بناء على أحدث خطط العلاج الطبي مع المحافظة على السرية التامة وخصوصية العميل.
اعرف المزيد عن برامج علاج الاضطراب العاطفي الموسمي في لندن، مع برامج مصممة لتلبية احتياجات المرضى في بيئة داعمة ومريحة لتعزيز الشفاء والعافية.