الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي

13th أكتوبر 2024 / كتب بواسطة شهيرة كمال

يعتقد البعض أن المرض العقلي والمرض النفسي مترادفان لنفس المعنى ولكن هذا الاعتقاد خاطئ جملة وتفصيلاً، حيث أن هناك فروق عديدة وشاسعة بين كلاهما، وقد تسبب هذا الخطأ الشائع في عدم تلقي العديد من المرضى النفسيين لعلاج الصحة العقلية أو النفسية المناسب خوفاً على سمعتهم بين المحيطين وخشية أن يوصموا بالجنون أو الخلل العقلي. فترى ما هو الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي وما أنواعهما وما مدى إمكانية علاجهما؟

 

ما الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي

يخلط الكثيرون كما أشرنا ولأسباب عِدة بين المرض العقلي والمرض النفسي لكن في الحقيقة أنهما مختلفان كلياً والفارق بينهما شاسع، حيث أن المرض النفسي ينشأ عن حالة من اختلال التفكير والتي تنعكس بطبيعة الحال على سلوك الفرد وتؤدي إلى تغيرات حادة في الحالة المزاجية الخاصة به، بينما المرض العقلي فإنه يأتي عادة متمثلاً في سيطرة بعض المعتقدات الوهمية على المريض أو تعرضه لنوبات من الهلاوس السمعية والبصرية التي قد تقود المريض في النهاية لحالة من الانهيار الذهاني، وفي كلا الحالتين يحتاج من يعاني من أي منهما أن يتلقى علاج الصحة العقلية أو النفسية المنسب لحالته.

 

تعريف المرض العقلي والمرض النفسي

تجمع بعض العوامل المشتركة بين كلا النوعين من الاضطرابات أبرزها التأثير المباشر لكلاهما على وظائف التفكير والحالة المزاجية، لكنهما في النهاية يظلا مرضين مختلفين ويمكن استيضاح ذلك من خلال تعريف المرض العقلي والمرض النفسي ومفهوم كل منهما.

 

مفهوم المرض النفسي

يشير مفهوم المرض النفسي إلى أنه خلل في الحالة العاطفية (الصحة النفسية) لشخص ما، تنتج الاضطرابات النفسية عن عدة أسباب أكثرها شيوعاً ازدياد حدة مشاعر القلق والتوتر والتعرض إلى الضغوط لفترات طويلة وبدرجة تفوق قدرة الشخص على التحمل، يتضح من ذلك أن الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي في كون الأخير -أي النفسي- مرض مَرحلي أي تظهر أعراضه بصورة تدريجية نتيجة المعاناة من أزمة ما أو مواجهة الضغوط لمدة معينة.

تمثل الأمراض النفسية على اختلافها وتعددها خطراً جسيماً حال استمرارها لفترة طويلة؛ فقد يُقدم المريض على إيذاء نفسه أو محاولة الانتحار كما أنها قد تكون سبباً في انجرافه إلى أحد أشكال الإدمان السلوكي أو أن تكون من أسباب إدمان المخدرات ومعاقرة الكحوليات، لذا يجب مراجعة الطبيب المختص فور ملاحظة تغيرات حادة ومستمرة في الحالة النفسية وسلوكيات الفرد.

من بين أنواع المرض النفسي ما يلي:

جلسة علاج نفسية

مفهوم المرض العقلي

يتم تعريف الاضطرابات العقلية بأنها حلقة مفرغة من المعتقدات والأفكار التي يدور بها المريض رغم كونها وهمية وكذا قد يتعرض المرضى لنوبات من الهلاوس حيث يرون أو يسمعون أشياءً لا وجود لها، يتمثل الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي في أن المريض بتلك الحالة ينفصل عن واقعه وقد يصل به الأمر لحالة من الانهيار الذهاني.

رغم اختلاف تعريف المرض العقلي والمرض النفسي إلا أن هناك ما يربط بينهما، إذ أن المرض العقلي في حد ذاته قد يكون امتداداً لإحدى حالات المرض النفسي التي تأخر علاجها، حيث تلاحظ أن حالات الذهان قد تنتج في الأساس عن الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية مثل نوبات الاكتئاب الحاد أو اضطراب القلق، وفي أية حال سوف يحتاج من يعاني من أحد هذه الأمراض إلى تلقي علاج الصحة العقلية.

من بين أنواع الأمراض العقلية الآتي:

  • اضطراب الفصام
  • الاضطرابات الذهنية
  • الاضطراب العقلي الناتج عن الإدمان
  • الذهان التخيلي (البارافرينيا)

اقرأ أيضاً: علاج الأمراض النفسية

الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي من حيث الأعراض

تتم عملية تشخيص المرض العقلي والمرض النفسي والتفرقة بينهم تبعاً لعدة معايير على رأسها الأعراض المصاحبة لكل منهما وفيما يلي نتعرف على أبرزها:

 

1- أعراض الأمراض النفسية

تقتصر أعراض أغلب الاضطرابات النفسية على ملاحظة تغيرات حادة في الحالة المزاجية والتي تنعكس بطبيعة الحال على سلوكياته ومن أمثلة ذلك ما يلي:

  •  الاكتئاب: حيث تتنامى لدى المريض النفسي شعوراً دائماً بالحزن واليأس قد يصاحبه إحساساً بالذنب.
  •  الخمول وفقدان الحافز: يفقد المريض النفسي شغفه بمختلف الأنشطة التي كان يفضلها بالسابق وكذلك ينخفض مستوى انتاجيته ومستوى تحصيله العلمي.
  •  المزاج المتقلب: تعد التقلبات المزاجية الحادة مثل الانتقال بين حالتي الهدوء والغضب بسرعة ودون مبرر أحد الأعراض الرئيسية الدالة على الاضطراب النفسي.
  • تغير العادات: يصاحب الاضطراب النفسي عادة تغيراً واضحاً في العادات اليومية مثل عادات الطعام والنوم وغيرهما.
  • العزلة الاجتماعية:  يميل المريض النفسي عادة إلى الانسحاب من المجتمع المحيط ويفضل الانعزال عن الآخرين، يعد ذلك أثراً لحالة الاكتئاب التي يمر بها فضلاً عن إحساسه الداخلي بالخجل من نفسه وتحقيرها.

يضاف إلى كل ما سبق مجموعة من الأعراض الجسدية التي قد تنتج عن الاضطرابات النفسية، مثل صداع الرأس أو آلام متفرقة بأنحاء الجسم وبالأخص منطقتي الظهر والعنق بالإضافة إلى الاضطرابات الهضمية والأمراض المعوية، إلا أن كل هذه المشاكل الصحية لا يعتد بها عرضاً للمرض النفسي إلا بعد توقيع الكشف الطبي والتأكد من عدم وجود أي سبب عضوي لها.

2- أعراض الأمراض العقلية

يأتي المرض العقلي مصحوباً بالعديد من الأعراض التي يتمثل أبرزها في نوبات الهلاوس والأوهام التي لا صلة لها بالواقع ومن أمثلة ذلك:

  • الهلاوس: يدعي المريض العقلي عادة سماع أو رؤية أشياء أو اشتمام روائح لا وجود لها بالواقع ولكن تكون لديه قناعة راسخة بحقيقتها.
  •  الأوهام: تتولد لدى المرضى اعتقادات وهمية لا صلة لها بالواقع مثل أن هناك من يراقبه أو يتربص به، أو أن يضخم المريض ذاته ويعتقد بأنه يمتلك قدرات خاصة أو يتفوق على الآخرين في  نواحي عديدة وغير ذلك.
  •  اضطراب الحديث: يعني إظهار المريض سلوكاً غريباً عند التحدث، مثل أن يكون حديثه سريعاً لدرجة غير مفهومة أو أن ينتقل بسرعة شديدة بين مواضيع مختلفة لا يوجد رابط بينهم أو استخدام الكلمات الخاطئة في التعبير والوصف.
  • التغيرات السلوكية: تطرأ العديد من التغيرات على السلوكيات نتيجة المرض العقلي مثل الزيادة المفرطة في النشاط أو العزلة الاجتماعية، أو التصرفات غير المبررة مثل الضيق دون سبب أو الدخول في نوبة ضحك بموقف غير ملائم.

 

علاج المرض العقلي والمرض النفسي

تبدأ مراحل علاج كل من المرض العقلي والمرض النفسي بالتشخيص الدقيق للحالة وتقييمها، نظراً لأن أعراض العديد من تلك الاضطرابات قد تتشابه وتتداخل مع بعضها البعض، وفي ضوء تلك النتائج يتم تحديد خطة العلاج المناسبة التي غالباً ما تقوم على جلسات العلاج النفسي والعلاج الدوائي بجانب بعض الأنماط العلاجية الأخرى مثل جلسات الاسترخاء.

يتمثل الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي في كون الأخير -أي المرض النفسي- قابل للعلاج بصورة نهائية إذا توفرت للمريض الرعاية الطبية اللازمة بالمراحل المبكرة من مرضه، بينما المرض العقلي فهو على النقيض وبناء عليه يكون الهدف من البرنامج العلاجي السيطرة على محفزات المرض والحد من الأعراض المصاحبة له والتي تهدد استقرار حياة المريض وتمنعه من ممارسة أبسط الأنشطة الحياتية الطبيعية.

نوفر في مركز هاربور مجموعة متنوعة وفريدة من البرامج العلاجية لمختلف أنماط المرض العقلي والمرض النفسي تتسم بالشمول والتكامل، ذلك اعتماداً على النهج الفردي بحيث يتم إعداد البرامج العلاجية -عقب إتمام عملية التشخيص والتقييم- بما يتناسب مع حالة كل مريض على حدة، تهدف هذه البرامج إلى علاج الأضرار الناجمة عن تعايش المريض مع الاضطراب لفترة قد لا تكون قصيرة، فضلاً عن إعادة تأهيله وتمكينه من استعادة زمام حياته والانخراط في محيطه مرة أخرى.

يستقبل مركز هاربور المرضى من المنطقة العربية والشرق الأوسط ومختلف دول العالم، حيث يوفر لهم أعلى مستويات خدمات الرعاية الطبية ضمن بيئة علاجية فريدة في لندن، فضلاً عن تقديمه للعديد من الخدمات الخاصة والإضافية التي تتعلق بسبل الإقامة، كما أننا نلتزم بحماية خصوصية المرضى وإخفاء هويتهم تماماً.