بمناسبة موسم الأعياد، هل تعاني من اكتئاب العيد؟
19th ديسمبر 2024 / راجعه شهيرة كمال
هل سبق وشعرت ببعض الكآبة عند اقتراب الكريسماس أو الأعياد عموماً؟ لا تقلق، فأنت لست وحدك؛ إذ يُعد اكتئاب الأعياد حالة شائعة يُعاني منها الكثيرون حول العالم، خاصة عند الكريسماس، حيث التجمعات العائلية والأجواء الحافلة، ولكن أليس غريباً أن تلك الأجواء تسبب الكآبة؟؟ في هذه المدونة سنتعرَّف أكثر على أسباب اكتئاب العيد وأعراضه وكيفية التغلب عليه.
ما هو اكتئاب العيد؟
اكتئاب العيد أو كآبة العيد، هو حالة من الحزن وانعدام الرغبة في العودة للروتين اليومي المُعتاد. يبدأ اكتئاب الأعياد عادةً أثناء أيام الأعياد ويستمر مدة تتراوح ما بين أسبوع أو أكثر. وقد لوحِظ انتشار هذه الحالة بين الكثيرين وانزعاجهم منها، مما دفع المختصين إلى دراسة تلك الحالات لمعرفة السبب الحقيقي وراء تلك المشاعر وكيفية التغلب عليها.
وقد وجد خبراء علم النفس أن أغلب حالات اكتئاب ما بعد العيد ليست حالات خطيرة تستدعي القلق؛ نظراً لكونها مؤقتة يسهل التغلب عليها باتباع بعض النصائح العامة، دون الحاجة إلى تدخل علاجي باستثناء القليل من الحالات التي قد تحتاج إلى تدخل أحد المختصين النفسيين.
أعراض اكتئاب العيد
تشمل أعراض اكتئاب الأعياد ما يلي:
- شعور شديد بالإحباط.
- انعدام الرغبة في العودة لروتين الحياة الطبيعية.
- اضطراب في الشهية للطعام؛ سواء بزيادة الشهية أو انعدامها.
- اضطرابات في النوم؛ يكون إما في صورة أرق شديد أو نوم لساعات طويلة.
- شعور بالإجهاد العام قد يكون مصحوباً باضطرابات في الجهاز الهضمي.
أسباب اكتئاب العيد
أرجع علماء الطب النفسي اكتئاب ما بعد العيد إلى عدة أسباب منها:
- شعور الفرد الدائم بأن شيئاً ما قد فاته، فيشُعر أنه قد أفرط في النوم على حساب الاستمتاع بالعيد، أو على العكس لم يأخذ احتياجه من النوم والراحة خلال تلك الأيام.
- قد تُسبب كثرة التجمعات خلال أيام العيد بعض المشاعر السلبية لدى البعض، خاصةً لدى أولئك الذين اعتادوا على الوحدة لفترات طويلة.
- تفتقد بعض الأسر واحداً أو أكثر من أفرادها، سواء بسبب الوفاة أو بسبب السفر بعيدًا، فتجد في الأعياد مقعداً فارغاً على الأقل، وهو ما قد يكون سبباً في اكتئاب الأعياد لدى البعض.
- في الأعياد، يتغير نمط الحياة في كثير من الأحيان، فيلجأ الكثيرون إلى السهر لساعات متأخرة من الليل، والإفراط في تناول السكريات والمعجنات وغيرها مما يؤثر سلباً على الصحة البدنية وكذلك الصحة النفسية للفرد.
- مع ما يمر به العالم من أحداث متلاحقة، أقر العديد من الأفراد، خاصةً أولئك الناجون من الحروب والأوبئة، أو الذين يُتابعون تطورها عن كثب ويتأثرون بأحداثها، أنهم يجدون حرجاً شديداً في الاحتفال بالأعياد، ويشعرون بالذنب حيال أولئك الذين يُعانون في مكانٍ آخر. ولا شكَّ أن أولئك الأفراد يُعانون من اكتئاب العيد إذا اضطروا إلى المشاركة في أي مظهرٍ من مظاهر البهجة خلال تلك الأيام.
التغلب على اكتئاب الأعياد
يُمكن التغلب بشكل سريع على اكتئاب ما بعد العيد وعدم السماح له بالتأثير سلباً على جودة حياتك باتباع النصائح التالية:
- كُن لطيفاً مع نفسك: تفهَّم حالتك جيداً واستوعب أن تلك المشاعر طبيعية إلى حد كبير، فلا تُكثر من اللوم على نفسك وتأنيبها. فأنت بذلك تمسك طرف الخيط للعبور من تلك الحالة بسلام.
- استعِد روتينك تدريجياً: فبعد أيام العطلة وتغيير نمط الحياة، قد تبدو العودة إلى الروتين المعتاد بشكل كامل دفعة واحدة أمراً شاقاً. لذا يُنصح باستعادة الروتين شيئاً فشيئاً، مما يُساعد على الخروج التدريجي من اكتئاب العيد.
- حدد هدفاً محفزاً: فلكي تستقبل أيام العمل التالية للعيد بشغف وحماس، ننصحك بتحديد هدفاً محفزاً ووضع خطة للوصول إليه. وهو ما سيجعلك متحمساً لاستعادة نشاطك ويقيك من الاستسلام لأي مشاعر سلبية.
- مارس الرياضة: فإن ممارسة الرياضة هنا لا تهدف إلى تحسين الصحة البدنية والمظهر العام فحسب، بل أنها وسيلة رائعة لتحسين الحالة النفسية والتخلص من الطاقة السلبية التي سيطرت على مشاعرك مع انتهاء العيد. ويُمكنك البدء برياضة المشي كواحدة من أسهل الرياضات وأكثرها فعالية.
- خلِّص جسمك من السموم: فقد ذكرنا أن أحد أهم أسباب اكتئاب العيد هو المأكولات والمشروبات غير الصحية التي يكثُر تناولها في هذه الأيام. لذا، ننصحك باتباع نظام غذائي صحي تستعيد به نضارتك وصحتك النفسية أيضاً. ولعلَّ من أشهر الأنظمة التي أثبتت فعاليتها في تنقية الجسم من السموم نظام الصيام المتقطع، ويكون عليك فيه الامتناع عن تناول الطعام لمدة تتراوح بين 12 إلى 16 ساعة، مع السماح بشرب الماء والمشروبات الخالية من السكر خلال فترة الصيام.
في قليل من الحالات، يكون اكتئاب ما بعد العيد شديداً وقاسياً بحيث لا تُجدي معه أيٌّ من النصائح سالفة الذكر نفعاً. وهنا ننصحك بطلب المساعدة من أحد المختصين الذي سيمد لك يد العون بمنتهى التفهم، ويقدم لك العلاج الملائم تماماً لحالتك.
تواصل معنا الآن في هاربور لندن إذا كنت تعاني من أحد المشاكل النفسية أو المتعلقة بالإدمان لنتمكن من تقديم المساعدة على الفور.