مدى تأثير الإدمان السلوكي على الحياة الاجتماعية للفرد

15th ديسمبر 2024 / Written by Harbor London

الإدمان السلوكي (Behavioral addiction) هو أحد أنواع أمراض الإدمان المعترف بها عالميًا، والتي تتضمن المشاركة القسرية في سلوك يعود على بشعور زائف بالسعادة، بطريقة مماثلة لنظام المكافأة الذي ينشط في المخ عند تناول المخدرات أو الكحوليات. ويستمر الفرد في ممارسة الإدمان السلوكي على الرغم من المخاطر التي يتعرض لها عند ممارسة هذا السلوك، وعلى الرغم من الأعراض التي يتعرض لها نتيجة له.

يعد دانييل باتريك الذي كان يبلغ من العمر 16 عامًا عام 2007 من أحد أشهر ضحايا الإدمان السلوكي عالميًا، حيث وصل به الأمر إلى إطلاق النار على والديه بعد حرمانه من لعبة الفيديو جيم التي تعرض إدمانها، وبالطبع لم يستوعب (هو ولا أسرته) تأثير الإدمان السلوكي الذي أودى به إلى تحطيم مستقبله تمامًا.

من أمثلة الإدمان السلوكي المنتشر في المجتمعات العربية

والعامل الأساسي المشترك في تشخيص تأثير الإدمان السلوكي، هو صعوبة سيطرة الشخص على سلوكه فيما يخص مسبب الإدمان، على الرغم من تعرضه لأضرار اجتماعية ونفسية ومالية ومهنية نتيجة إدمانه السلوكي.

أهم سمات الإدمان السلوكي

يتضح الإدمان السلوكي لدى المرضى في سمات معينة تتضمن ما يلي:

  • معاناة الشخص من مشاكل ذهنية واضطرابات نفسية نتيجة استمراره في ممارسة هذا السلوك وعدم رغبته في التخلص منه.
  • معاناة الشخص في متابعة علاقاته الاجتماعية والحفاظ عليها ما لم تكن مرتهنة بهذا السلوك.
  • المعاناة من خسائر اقتصادية ومالية وحياتية نتيجة استمرار السلوك الإدماني
  • افتقاد العقل والمنطقية فيما يخص مبررات السلوك الإدماني
  • عدم قدرة الشخص على التوقف عن ممارسة هذا النشاط عند رغبته في ذلك.

طرق علاج الإدمان السلوكي

قد يبدو علاج الإدمان السلوكي صعبًا نوعًا، نظرًا لأن السلوك الإدماني يتحول بمرور الوقت لصورة قسرية، يجاهد خلالها الشخص لإنكار تعرضه لمصاعب اجتماعية ونفسية وخسائر كثيرة بسبب هذا السلوك. ولحسن الحظ، يقدم هناك عدة طرق يمكن من خلالها التخلص من الإدمان السلوكي، وأهمها:

ويعد العلاج المعرفي السلوكي أحد أهم طرق العلاج، إذ يتضمن التعديل المعرفي لمفردات ووجهات نظر الفرد، بحيث يدرك أخطار التعرض للإدمان السلوكي ويعي آثاره على حياته، سواء من ناحية إعاقة تقدمه العملي والعلمي، أم من ناحية تعرض حياته الاجتماعية للاضطراب والارتباك.

وبالطبع لا يفضل اللجوء إلى العلاج الدوائي إلا في الحالات التي تستعصي على العلاج بالطرق النفسية والمعرفية المختلفة ومن خلال الدعم الشخصي. والجانب الأهم في علاج الإدمان السلوكي يتمثل في إعادة اكتشاف الفرد لذاته وقدراته. والحقيقة أن الخط الأول لعلاج الإدمان السلوكي يكمن في بناء البنية الإدراكية للمريض، والتي تسمح له بالتحكم في حياته وتخطيطها بحيث لا يقع فريسة لمختلف أنواع الإدمان السلوكي.

تأثير الإدمان السلوكي

مميزات العلاج المعرفي السلوكي CBT في علاج الإدمان السلوكي

يختلف الإدمان السلوكي عن إدمان المخدرات في عدم وجود مسبب يمكن إلقاء اللوم عليه من جانب المريض، مما يجعل المريض فريسة للإحساس بالذنب وتحقير الذات. ومن هنا تظهر مميزات العلاج السلوكي المعرفي، لأنه يساهم في بناء وتشكيل البنية المعرفية والإدراكية cognitive paradigm للمريض، بما يتيح له التحكم في تصرفاته وفهم دوافعه، ويزيد من ثقته بنفسه وقوة شخصيته وبالتالي يمكنه من التغلب على الإدمان.

ولا نهمل بالطبع الإشارة إلى دور مختصي العلاج السلوكي في دعم المريض وأسرته وتوجيه مسارهم لدعم المريض خلال فترة العلاج، والانتباه لوقايته من الانتكاس.

مصحة Harbor تقدم نظامًا علاجيًا فائق النجاح لعلاج الإدمان السلوكي، حيث نوفر رعاية فاخرة في المصحة، ومتابعة منزلية بعدها تساهم في تحقيق أفضل النتائج.