علاج إدمان الأدوية الموصوفة
31st يناير 2025 / راجعه شهيرة كمال
يعتقد البعض أن الإدمان يقتصر على تعاطي أنواع المخدرات المختلفة مثل الهيروين والمواد الأفيونية، أو حتى إدمان الكحول والنيكوتين، لكن لك أن تعلم أن الإدمان تخطى ذلك كله ليصل في الحقبة الأخيرة إلى إدمان الأدوية، حتى الأنواع القانونية منها والتي قد يصفها الطبيب نفسه.
إن إدمان الأدوية يغير كيمياء المخ، حتى يصبح الشخص المدمن عليها لا يتحكم في تصرفاته أو طريقة تفكيره، ومن هنا كانت خطورة هذا النوع من الإدمان على المتعاطي.
كيف يؤثر إدمان الأدوية على كيمياء المخ؟
يسبب سوء استخدام بعض الأدوية الموصوفة لعلاج الألم، أو حتى طول استخدامها تغيراً في كيمياء المخ بمعنى زيادة إفراز الدوبامين المسبب للشعور بالنشوة والسعادة.
ومع طول استخدام تلك الادوية -سواء كانت قانونية أو غير قانونية- يتعود المخ والجسم على هذا المقدار من مادة الدوبامين؛ وتصبح هناك حاجة ملحة لزيادة جرعة الدواء الذي يتعاطاه الشخص ليحصل على المزيد من الدوبامين؛ لتحصيل المزيد من النشوة والسعادة.
من هم الأكثر عرضة لإدمان الأدوية؟
يختلف استقبال جسم ومخ كل إنسان عن الآخر عند تعاطي الأدوية، قد يشعر البعض بالنشوة والارتياح عند تناول تلك العقاقير من الجرعة الأولى، وقد لا يرتاح البعض الآخر، بل ويشعر بشعور سيء يصرفه عن تناول مثل هذا الدواء مرة أخرى.
لكن يبقى الأمر دائماً في حيز الخطورة، حيث إن إدمان الأدوية الموصوفة أو حتى غير الموصوفة قد يحدث في حياة أي شخص في أي مرحلة عمرية أي كان جنسه.
تزداد فرصة إدمان العقاقير عند بعض الفئات عند توفر عوامل معينة نذكر منها:
- العامل الوراثي: تلعب الجينات الموروثة في هذه الحالة دوراً هاماُ، فوجود أحد أفراد الأسرة (احد الوالدين او الاخوة) يعاني من أحد أنواع الإدمان؛ سيزيد من فرصة إدمان الشخص ذاته للدواء أو غيره.
- الإصابة السابقة أو الحالية بالاضطرابات النفسية: يسبب الشعور بالقلق او الاكتئاب، أو الإصابة بالمشاكل النفسية الأخرى زيادة الإقبال على إدمان بعض الأدوية، أو المخدرات، أو المواقع الإباحية وغيره.
- التعرض للصدمات: يصعب تقبل بعض الأشخاص للصدمات في حياتهم؛ فيسهل عليهم اللجوء إلى إدمان الأدوية الموصوفة أوغير الموصوفة لصرف الانتباه عن التفكير في المشكلة أو المصاب لديهم.
- تجارب الإدمان المبكر: تزيد فرصة إدمان الشخص للأدوية إذا كان بالفعل تعرض لتجربة إدمان في طفولته (يكون المخ في طور النمو)؛ حيث تؤثر تجربة الإدمان السابقة على كيمياء المخ ويصبح أكثر قابلية لحدوث الإدمان عند كبره.
- المعاناة من المشاكل العائلية: سوء معاملة الوالدين أو أحد أطراف العلاقة الزوجية قد يكون دافع الإدمان على تعاطي الأدوية أو المخدرات، لتحقيق مساحة من الهروب والبعد عن مواجهة المشكلة وآثارها السيئة على حياته.
هل هناك أدوية تسبب الإدمان؟
هناك أنواع من الأدوية الموصوفة تسبب الإدمان عند سوء الاستخدام، أو طول مدة الاستخدام، ونذكر منها:
المواد الأفيونية
توصف هذه المواد لعلاج الألم، وهي تسبب الإحساس بالارتياح والهدوء، ويظهر إدمان أو إساءة استخدام المواد الأفيونية في صورة الشعور بالنشوة، والدوخة والنعاس، والارتباك، والغثيان والقيء، والإمساك، وصعوبة التنفس، والتغير في السلوكيات وطريقة التفكير، ومن أمثلتها:
- الأوكسيكودون: يغير عقار الأوكسيكودون طريقة استجابة الجهاز العصبي المركزي للشعور بالألم، ومن أمثلته التجارية في الأسواق دواء أوكسيكونتين (بالإنجليزية: OxyContin).
- الكوديين: يوصف لتخفيف الألم الخفيف والمتوسط، ويستخدم في تركيب العديد من أدوية الكحة وأدوية البرد، لكن يساء استخدام تلك الأدوية عند تناولها بكميات كبيرة من البعض فتعطيهم الإحساس بالهدوء والارتياح.
- ميبريدين: هو مادة أفيونية مصنعة تستخدم لتخفيف الألم المتوسط الشدة والشديد، وهي تعطي ذات التأثير بالنشوة لدى متعاطيها، يساء استخدامه منفردا او مخلوطاً مع مواد مخدرة أخرى مثل الكوكايين.
- الفنتانيل: هو أيضاً مادة أفيونية يتم تصنيعها، ويستخدم لتهدئة الألم الحاد والمزمن، مثل الألم المصاحب للأمراض السرطانية، فهو يمتلك قدرة على التسكين والتهدئة تصل إلى 50-100 مرة أكثر من المورفين.
مثبطات الجهاز العصبي المركزي
تمتلك تلك العقاقير تأثيراُ مهدئاً ومن أمثلتها الباربيتورات و البنزوديازيبينات، ومن علامات وأعراض سوء الاستخدام أو الإدمان لها الشعور بالخمول والنعاس، ضعف الذاكرة، والتهيج والانفعال، حدوث تغيرات في الكلام، التلعثم وعدم وضوح الكلمات، والتغير في الشخصية والسلوك، ومن أمثلتها:
ألبرازولام (زاناكس)
مادة ألبرازولام هي البنزوديازيبين، ويتوفر هذا العقار في الأسواق تحت اسم Xanax وهو عقار يتم وصفه لعلاج اضطرابات القلق والهلع، فهو يثبط الجهاز العصبي المركزي؛ وينتج عنه تأثير مهديء سريع؛ مما يجعل البعض يقبل على استخدامه بسهولة، دون إدراك منهم إلى خطورة إدمان الزاناكس، حيث أن الجرعات الزائدة منه تسبب الوفاة وخصوصاً عند خلطه مع المواد الأفيونية.
كلونازپام (كلونوبين) وديازيبام (فاليوم)
يستخدم كلونازيبام والديازيبام لعلاج اضطرابات القلق والذعر، بالإضافة إلى علاج النوبات. ويتم تداول كلونازيبام عادة تحت الاسم التجاري كلونوبين، بينما يتواجد عقار الديازيبام تحت الاسم التجاري الفاليوم.
تعطي تلك العقاقير تأثيراً يشبه تناول المشروبات الكحولية، فهو يسبب الاسترخاء والشعور بالسكر.
المنشطات
ينتج عن تناول المنشطات زيادة النشاط داخل المخ فيزيد الشعور باليقظة والطاقة لدى المتعاطي، ومن العلامات التي تظهر على من يسيء استخدامها جنون العظمة والعدوانية، والنشوة، تغيرات في الرؤية، وغثيان وقيء، وصداع، وتغيرات سلوكية، ومن أمثلة العقاقير المنشطة:
الأمفيتامين
وهو يتواجد تجارياً تحت اسم اديرال، وهو يستخدم كذلك لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وغالبا ما يساء استخدامه من قبل الأشخاص الذين يعملون أوقات إضافية أو يعملون بوظائف قيادية لاعتقادهم بأنه يمنحهم ساعات أطول من العمل.
ميثيلفينيديت
لعقار الميثيلفينيديت تأثيراً منبهاً للجهاز العصبي المركزي، ويوجد في الأسواق تحت اسم ريتالين. يزيد من مستويات الدوبامين في الدماغ، مما يساعد على تحسين الانتباه، يعالج ريتالين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والخدر، ومن الممكن اساءة استخدامه وادمانه أيضاً.
هل يمكن علاج إدمان الأدوية؟
يحتاج علاج إدمان أي عقار يساء استخدامه -مثل: الزاناكس أو ليريكا أو ليرولين، أو غيرها من الأدوية، إلى رقابة طبية صارمة، ويجب أن تتم إجراءات العلاج من خلال مركز للصحة النفسية وعلاج الإدمان يشتهر بالكفاءة والخبرة في علاج حالات الإدمان، بل ويجب أن يتميز مركز علاج الإدمان بقدرته وتميزه في تأهيل المدمن المتعافي، لضمان استمرارية الشفاء وعدم حدوث انتكاسة.
يقدم مركز هاربور بلندن برنامجاُ متميزاً وناجحاً لعلاج إدمان الأدوية ، وتتضمن خطوات العلاج مرحلتين أساسيتين، وهما:
المرحلة الأولى من علاج إدمان الأدوية
يهدف العلاج في هذه المرحلة إلى التوقف عن تناول الدواء الذي تم إدمانه وسحب تأثيره من الجسم، هذا بالإضافة إلى علاج الأعراض الانسحابية التالية:
- الصداع.
- التغيرات في المزاج.
- حدوث نوبات (تشنجات).
- التلهف على تناول الدواء والبحث عنه دائماً.
- الأعراض الاكتئابية.
- الشعور بالقلق والارتباك.
- زيادة معدل ضربات القلب (خفقان القلب).
- الأفكار انتحارية.
- الشعور بالغثيان.
- فرط التعرق.
- الإصابة بالإسهال
- مشاكل في النوم.
المرحلة الثانية من إدمان الأدوية
يعتمد مركز هاربور بلندن طريقة العلاج بتطبيق العلاج السلوكي المعرفي وذلك من خلال فريقه الطبي المدرب على أعلى مستوى في التعامل مع حالات التعافي من الإدمان. بالإضافة إلى ذلك، يتم تقديم الدعم النفسي المناسب للعميل، ويسبق ذلك كله قدرة الفريق الطبي المميز بمركز هاربور على تحديد الأسباب الرئيسية التي أودت بالعميل إلى الإدمان ووضع خطة شاملة لحلها، منعاً من انتكاس المتعافي عند عودته إلى بيئته الأصلية وتعرضه لنفس عوامل الخطر مرة اخرى.
كما يعمل الفريق الطبي خلال هذه المرحلة على إكساب المريض المهارات والأفكار اللازمة لضمان عدم التعرض للانتكاس.
كيف يمكننا مساعدتك في هاربور لندن؟
لدينا في هاربور لندن فريقاً معالجاً يتسم بالكفاءة والخبرة لعلاج حالات إدمان الأنواع المختلفة من العقاقير والمخدرات، مثل علاج إدمان الترامادول، وعلاج إدمان الزاناكس، وعلاج إدمان الأفيون، وعلاج إدمان الفاليوم والحشيش وغيرها.
ونعمل في مركز هاربور لعلاج الادمان بناء على أحدث خطط العلاج و أفضل الخطوات لتأهيل المدمن المتعافي، وذلك مع المحافظة على السرية التامة وخصوصية العميل.
اعرف المزيد عن علاج إدمان الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة في هاربور بلندن على يد فريق طبي متميز، ينفذ خطط علاجية مصممة لتلبية احتياجات عملائه في بيئة تتسم بالفخامة والرقي لضمان الشعور بالراحة و لتعزيز الشفاء والعافية.
تواصل معنا الآن لتبدأ رحلتك نحو التعافي المستدام لحياة أكثر صحة وسعادة.