كيف أثرت الكورونا على الحالة النفسية للشباب ؟
19th ديسمبر 2020 / Written by Harbor London
انعكس تفشي وباء فيروس كورونا المستجد “Covid 19” بصورة سلبية بالغة على الحالة النفسية للشباب بالأخص، فقد أقر الأطباء بأن القلق الشديد يعد استجابة طبيعية تماما في تلك الفترة نتيجة استشعار دنو الخطر، أما المشكلة الحقيقية فهي أن الأثر النفسي للجائحة لم يقف بالنسبة للكثيرين عند حد تنامي مشاعر القلق والتوتر، بل أنهم يشكل تهديدا بالعديد من الاضطرابات النفسية التي تنذر بعواقب وخيمة إن لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح وتحت إشراف طبي متخصص.
تأثر الحالة النفسية للشباب بعد كورونا
أوضحت نتائج العديد من الدراسات أن الحالة النفسية للشباب بعد كورونا تأثرت تأثرا بالغا بأشكال مختلفة ولأسباب متباينة، حيث سيطرت عليهم مشاعر القلق والخوف بفعل متابعة أخبار الجائحة، علاوة على تأثرهم بحالة الكساد الاقتصادي وقطاع كبير من الشباب فقدوا مصدر دخلهم مما أخل باستقرار حياتهم وعرضهم للإعسار المالي فعزز لديهم الإحساس بانعدام الأمان.
أشارت دراسة بحثة صادرة عن جامعة كوبنهاجن إلى إصابة ٩٦٪ ممن أصيبوا بالفيروس التاجي “COVID 19” وتم إيداعهم بمستشفيات العزل قد عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة جراء الضغط الذي تعرضوا له، هذا بخلاف عدة اضطرابات أخرى أثرت على الصحة النفسية للشباب بعد كورونا وفي مقدمتها:
- الاكتئاب
- اضطراب القلق
- العزلة الاجتماعية
تفشي وباء كورونا وخطر الإدمان
قد لا يرى البعض صلة واضحة بين تأثر الصحة النفسية للشباب بتفشي وباء كورونا وبين السقوط في فخ الإدمان، إلا أن فريق بحثي من جامعة غلاسكو أقر بوجود صلة -وإن كانت غير مباشرة- بين هذا وذاك، فحالة الانعزال الناتجة عن تفشي الوباء وما صاحبه من تنامي مشاعر التوتر والقلق قد تدفع بعض الأشخاص للإقدام على تعاطي المخدرات أو تناول الكحوليات، هذا إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة التي تعد في الأساس من مسببات الانجراف إلى الإدمان بمختلف أنواعه.
ذكرت بعض التقارير أن الحالة النفسية للشباب المتعافي من الإدمان تكون الأسهل والأسرع تأثرا بمثل هذه الأحداث العاصفة، ومشاعر الاكتئاب والإحباط التي تسبب بها العزلة الإجبارية قد تعرضهم للانتكاس ومعاودة إدمان الكحوليات أو المخدرات، لذا أوصى الخبراء بضرورة تقديم الدعم المعنوي لهم من قبل المحيطين بهم ومراقبة معدلات القلق والاكتئاب لديهم لحمايتهم من هذا الخطر.
الإدمان السلوكي في ظل تفشي الوباء
أدت تداعيات فيروس كورونا وبالأخص حالة الإغلاق الجزئي أو الكلي لخلق حالة من الفراغ، تلك الحالة بجانب تأثر الصحة النفسية للشباب بالأحداث الجارية ضاعفت من احتمالات الإصابة بأحد أنواع الإدمان السلوكي المتعددة.
كشفت بعض الدراسات المجراة مؤخرا عن أن الحالة النفسية للشباب -غير المستقرة- في ظل الانعزال دفعتهم لممارسة العديد من السلوكيات ذات الطابع الإدمان والتي قد تكون لها آثار وخيمة قد تمتد لما بعد الجائحة ومن مظاهر ذلك:
- إدمان ألعاب الفيديو: يعتبر إدمان ألعاب الفيديو من أشكال الإدمان السلوكي المتفشية بين فئة الشباب والمراهقين، وقد تزايدت معدلات خطر الإصابة به نتيجة حالة الانعزال والاعتماد على لتلك الألعاب لتمضية الوقت.
- إدمان الإنترنت: صار الجميع يقضون فترات طويلة في استخدام الإنترنت وبالأخص حسابات التواصل الاجتماعي، وهذا يحمل تهديدا مضاعفا على الحالة النفسية للشباب بجانب كونه إدمانا سلوكيا فهو يزيد من حدة الاكتئاب بسبب الأخبار والمنشورات السلبية المنتشرة بتلك الصفحات.
- إدمان القمار: تسببت حالة الفراغ والإحباط المسيطرة على الشباب نتيجة تفشي الوباء في إقدام البعض على ممارسة ألعاب القمار لشغل وقت الفراغ مما يهدد بتفاقم مشاكل الصحة النفسية للشباب إذ أن إدمان القمار أحد أنواع الإدمان السلوكي الأشد خطورة.
حماية الحالة النفسية للشباب في ظل الوباء
حين يتطرق للحديث إلى سبل الوقاية في ظل تفشي وباء فيروس كورونا فإن التركيز يكون على الإجراءات الاحترازية الخاصة بمنع انتقال العدوى، إلا أن العمل على استقرار الصحة النفسية للشباب بعد كورونا أيضا أمر بالغ الأهمية.
قد الخبراء مجموعة من النصائح السلوكية للحماية من اضطرابات الصحة النفسية للشباب في ظل تبعات الوباء المتفشي ويمكن إيجاز أهمها فيما يلي:
- حاول الحفاظ على عاداتك اليومية المألوفة قدر المستطاع.
- اكتسب عادات جديدة صحية تتوافق مع البقاء بالمنزل مثل القراءة وقضاء أوقات اطول مع الأسرة.
- مارس التمارين الرياضية لما لها من أثر في الحد من الضغط العصبي والنفسي.
- حدد أوقات بعينها لتصفح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ولا تتعداها.
- احرص على التواصل مع الأشخاص المقربين بصفة دورية.
- متابعة الأخبار من مصادر موثوقة وحللها بشكل موضوعي ولا تبالغ في القلق.
- فكر في حلول بديلة مناسبة مثل العمل بدوام جزئي أو العمل عن بعد.
إذا تتلقى في الأصل علاجا من أحد الاعتلالات النفسية فلابد من الالتزام التام بتناول الأدوية الموصوفة لتجنب تفاقم اضطرابات الحالة النفسية للشباب بتلك الفترة الحرجة، كما ينصح بالتواصل بصفة مستمرة مع أخصائي الصحة النفسية لتلقي الاستشارات والدعم.
هاربور يقدم خدمات الصحة النفسية للشباب بوسط لندن
تعد المراهقة والشباب من المراحل الأكثر حرجا في عمر الإنسان وما يخوضه وما يتعرض له خلالهما من تجارب قد يمتد أثره لفترات طويلة ومراحل متقدمة من العمر، نحن في مركز هاربور -الرائد في مجال التأهيل النفسي بوسط لندن- ندرك هذه الحقيقية ولهذا نوفر مجموعة من برامج الصحة النفسية للشباب التي تهدف إلى علاج كافة الاضطرابات والمشاكل الشائعة بتلك المرحلة والتي تزيد جائحة كورونا من احتمالات التعرض لها.
يستقبل مركز هاربور المرضى من دول الوطن العربي ويقدم لهم خدمات علاجية فائقة الجودة، من خلال برامج علاج فردية يتم إعدادها بما يتناسب مع حالة واحتياجات كل مريض على حدة، بجانب توفير العديد من خيارات الإقامة الفاخرة والخدمات الخاصة فضلا عن حماية خصوصية المرضى وإخفاء هويتهم.