هل أنت مصاب بالإرهاق المزمن ؟

11th أكتوبر 2020 / Written by Harbor London

يعد التعرض لنوبة من الإرهاق وانعدام القدرة على مزاولة الأنشطة المعتادة أمر طبيعي يتعرض له الجميع بلا استثناء نتيجة إجهاد العمل وضغوط الحياة، لكن حين تدوم تلك الحالة لفترات طويلة وتكون مرتفعة الشدة فإن هذا يُرجح تعرض الشخص للإصابة بمرض متلازمة الارهاق المزمن التي تمثل مشكلة صحية حقيقية، ولعل أخطر ما بالأمر هو أن معظم المصابون بهذه المتلازمة والمحيطين بهم لا يدركون حقيقة المرض إلا متأخراً مما يزيد من احتمالات تفاقم الحالة المرضية، فترى ما هي متلازمة التعب المزمن وما أعراضها وكيف يمكن علاجها؟

ما هي متلازمة الارهاق المزمن

يتم تعريف متلازمة الارهاق المزمن Chronic Fatigue Syndrome (CFS) بأنه أحد الاضطرابات المعقدة الذي يتسبب في شعور المريض بحالة من الخمول والتعب الشديدين يمنعاه من ممارسة أبسط الأنشطة اليومية المعتادة دون وجود أي سبب عضوي ظاهر يُمكن أن يُفسر هذه الحالة، وبطبيعة الحال تزداد حِدة التعب المزمن عند محاولة المريض القيام بأي نشاط بدني أو ذهني مهما كان بسيطاً، بينما على الجانب الآخر فإن الوضع لا يتحسن رغم الحصول على أقساط مناسبة من الراحة والنوم.

يمكن تمييز الإرهاق المزمن عن الإنهاك الطبيعي الناتج عن الإجهاد البدني أو النفسي بسهولة، ففي حالة متلازمة الارهاق المزمن يعاني المريض من تعب حاد لا يتناسب مع حجم المجهود المعتاد الذي يقوم ببذله، بينما الدليل الأبرز والقاطع على وقوع الإصابة بهذه المتلازمة هو أن حالة الإرهاق تدوم لفترات طويلة دون أي تحسُن يذكر، بل أن الأمر غالباً ما يتفاقم وتزداد حالة المريض تدهوراً بصورة تدريجية.

أسباب متلازمة التعب المزمن

انقسم الأطباء حول ماهية متلازمة الارهاق المزمن فالبعض افترض أنها من بين المضاعفات التي تترتب على الإصابة بأمراض أخرى؛ إذ تلاحظ أن هذه المشكلة الصحية غالباً ما تظهر في أعقاب الإصابة بمرض معين مثل مرض كثرة الوحيدات Infectious Mononucleosis أو الأنفلونزا الشديدة، بينما رأى البعض الآخر أن التعب المزمن عبارة عن حالة مرضية قائمة بذاتها خاصة أن الأبحاث لم تجد دليلاً قاطعاً على ارتباطه بأي مشاكل صحية أخرى، لكن في كلا الحالتين لم يتمكن العلم حتى اليوم من التوصل إلى الأسباب الحقيقة لوقوع الإصابة بتلك المتلازمة.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة التعب المزمن

لم تفلح الدراسات العلمية حتى اليوم -كما أشرنا- في الكشف عن العوامل المسببة لمرض الإرهاق المزمن ولكن أوضحت نتائجها الأشخاص الأكثر عرضة لهذه الإصابة، إذ تبيّن أن متلازمة الارهاق المزمن غالباً ما الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 : 45 عاماً بينما تصيب المراهقين بنسبة أقل وتعتبر نادرة جداً بالنسبة للأطفال، أما من ناحية الجنس فقد أوضحت الأبحاث أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال.

أظهرت نتائج الأبحاث أيضاً أن متلازمة الارهاق المزمن تصيب البالغين -أي الأشخاص ما بين 25 : 45 عاماً- دون سابق إنذار وتظهر لديهم بصورة مفاجئة دون أي أسباب، لكن حينما يُصاب بها الشباب في عمر المراهقة -وبالأخص الفتيات- فإن ذلك غالباً يكون في أعقاب تعرضهم لمشكلة صحية أخرى.

الإرهاق المزمن

أعراض الإصابة بمتلازمة الإرهاق المزمن

تُثار العديد من الأسئلة حول التعب المزمن وعلاجه والمضاعفات المحتملة له، لكن لعل السؤال الأكثر إلحاحاً هو كيف يمكن الاستدلال على وقوع الإصابة بهذا المرض أو بمعنى آخر كيف تعرف إن كانت أصابتك متلازمة الارهاق المزمن أم أنك فقط تتعرض لنوبة إجهاد حاد عابرة؟

يمكن الاستدلال على حدوث الإصابة بمرض الإرهاق المزمن عن طريق مراقبة الأعراض التي تصاحبه عادة والتي تشمل ما يلي:

  • الإحساس بحالة من التعب والإرهاق الشديد دون وجود أي مشاكل صحية ظاهرة.
  • تستمر حالة الإرهاق لفترات طويلة ومتواصلة تمتد لعدة أشهر.
  • المعاناة من نوبات الأرق وصعوبات النوم.
  • عدم القدرة على ممارسة الأنشطة المعتادة التي لم تكن تسبب أدنى مشكلة بالسابق.
  • آلام الرأس والعضلات والحنجرة مع زيادة حساسية الغدد بمنطقة العنق.
  • تراجع مستوى القدرات الذهنية وإيجاد صعوبة في التفكير والتذكر.
  •  الإحساس بالتعب الشديد فور الاستيقاظ رغم النوم لفترات كافية.

مخاطر ومضاعفات الإرهاق المزمن

تنطوي متلازمة الارهاق المزمن على مخاطر عديدة فهي تتسبب في انهيار حياة المريض وتهديد مستقبله على مختلف الأصعدة، حيث يؤدي التعب المزمن إلى ضعف التحصيل الدراسي وانخفاض الانتاجية وربما يصل الأمر إلى الانقطاع التام عن العمل، أما المضاعفات الأخطر لتلك المتلازمة فتتمثل في مشاكل الصحة النفسية التي قد تنتج عنها حيث يميل المريض عادة إلى الوحدة والانعزال وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بنوبة من الاكتئاب الحاد والتي قد تقود بدورها إلى عواقب وخيمة، لهذا فإن اكتشاف التعب المزمن وعلاجه المبكر بالغ الضرورة لتفادي هذه المضاعفات.

التعب المزمن وعلاجه

لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى وسيلة فعالة ومؤكدة لتشخيص الإصابة بمرض الإرهاق المزمن وإنما يتم ذلك من خلال توقيع فحص طبي شامل لاستبعاد كافة المشاكل الصحية الأخرى التي قد تأتي مصحوبة بنفس الأعراض. أما عملية العلاج ذاتها فتختلف من حالة لأخرى وفقاً لنوع وشدة الأعراض المصاحبة للمرض، هذا إلى جانب برامج التأهيل النفسي التي تهدف إلى علاج المضاعفات المترتبة على المعاناة من متلازمة الارهاق المزمن ومنع تفاقمها وبالأخص اضطرب الاكتئاب الذي يعد الأخطر بين المضاعفات المحتملة لهذا المرض.

يوفر مركز هاربور لإعادة التأهيل برامج رعاية شاملة لمرضى الإرهاق المزمن تعينهم على تجاوز أزمتهم واستعادة السيطرة على حياتهم مرة أخرى، ذلك من خلال مسارات تعافي يتم إعدادها بما يتناسب مع كل حالة مرضية على حِدة، يتم إعداد وتطبيق البرامج العلاجية تحت إشراف نخبة من أفضل المتخصصين وداخل بيئة استشفائية مثالية بما يضمن تحقيق أفضل النتائج في أقل وقت ممكن.

يستقبل مركز هاربور الرائد في مجال علاج الإدمان وإعادة التأهيل المرضى من منطقة الشرق الأوسط ومختلف دول العالم، حيث يمكنهم تلقي أعلى مستويات الرعاية الطبية ضمن بيئة علاجية مثالية في وسط لندن، مع إتاحة أماكن إقامة خاصة فاخرة تتوفر بها كافة الكماليات وسبل الراحة، فضلاً عن الالتزام التام بالحفاظ على خصوصية المريض وإخفاء هويته تماماً.

تواصل معنا الآن لتبدأ رحلتك نحو التعافي المستدام.