إدمان الاباحية: أخطر أنواع الإدمان السلوكي
11th أكتوبر 2024 / كتب بواسطة شهيرة كمال
أصبح ادمان مشاهدة الأفلام الإباحية أمراً شائعاً خلال السنوات الماضية بسبب شيوع الإنترنت والذي جعل عملية الوصول إلى هذه المواد المرئية أكثر سهولة مقارنة بالماضي، وتكمن خطورة هذا السلوك الإدماني في أن أغلب المصابون به يرفضون الإقرار بأنه مُسبب للإدمان من الأساس، بينما البعض الآخر -الذي يُدرك الحقيقة- يخجل من الاعتراف بمشكلته.
أفادت العديد من الدراسات والإحصائيات أن نسبة مشاهدي المواد الإباحية حول العالم في حالة تزايد مستمر، وفي ظل تحول هذا الخطر إلى ظاهرة شائعة هناك عِدة أسئلة لابد من طرحها في مقدمتها ماذا يكون هذا النمط من الإدمان وما مخاطره وكيف يمكن علاج إدمان الأفلام الإباحية والتخلص منه نهائياً.
ما هو ادمان مشاهدة الأفلام الإباحية
يُعرف إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية أو الإدمان على الإباحية المصورّة (Pornography addiction) بأنه أحد أنماط الإدمان السلوكي الذي تسيطر على المُصاب به رغبة مُلحة في مشاهدة المواد المرئية المُثيرة للغرائز بكافة أشكالها، قد تزايدت معدلات الإصابة بهذا النوع من أنواع الإدمان بالسنوات الأخيرة -خاصة بين الشباب والمراهقين- نتيجة انتشار الإنترنت وغياب الرقابة، لكن هذا لا يعني اقتصاره على تلك الشريحة العمرية فقط بل أن نسبة كبيرة من البالغين يعانون من ذات الأمر.
بطبيعة الحال ليس كل شخص يمارس هذا الفعل يُصنف كمدمن إنما يحدث هذا حين تطرأ عليه بعض التغيرات السلوكية الدالة على إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية والتي تظهر عادة بصورة متدرجة، ابتداءً من قضاء ساعات طويلة ومتواصلة في مشاهدة هذا النوع من المحتوى مع فقدان القدرة على الامتناع عنها رغم تكرار المحاولة، وحتى الميل إلى الانعزال أو العنف الجنسي وغير ذلك من المضاعفات الجسيمة الناتجة عن تأثير ادمان الاباحية على الدماغ.
أسباب إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية
أظهرت نتائج الدراسة المُجراة من قبل معهد كينزي في 2002 أن نسبة 9% على الأقل من مشاهدي المقاطع الإباحية يتحولون لمدمنين ويعجزون عن الامتناع عنها، لكن رغم ذلك لم يتم التعرف على أسباب ادمان الاباحية بصورة دقيقة حتى الآن، إلا أن بعض الدراسات ربطت بينها وبين عدد من الاعتلالات النفسية مثل إصابات الاكتئاب أو القلق المفرط أو التعرض للصدمات العصبية، كما ربطت دراسات أخرى إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية بأنماط أخرى من الإدمان السلوكي وبالأخص إدمان الإنترنت.
مخاطر ادمان الاباحية
أثبتت نتائج الدراسات العلمية بصورة قاطعة أن إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية أحد أشد أنواع الإدمان السلوكي خطورة، وذلك يرجع الأضرار الناتجة عنه والتي تمتد لتشمل الجوانب الجسمانية والنفسية والسلوكية وحتى الاجتماعية، يمكن إيجاز أخطر المضاعفات التي من المحتمل أن تترتب على إدمان الاباحية فيما يلي:
- مشاكل الصحة الجنسية: تعد القدرة الجنسية -لدى الرجال بالأخص- أول متضرر من إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية حيث تم الربط بين هذا السلوك الإدماني وبين المشاكل الجنسية، مثل ضعف الرغبة الجنسية نتيجة الاعتماد على تلك الأفلام في إشباع الشهوة، كما أن ادمان الاباحية يسبب حالة من التوتر النفسي يؤدي لمشاكل أكثر خطورة مثل ضعف الانتصاب أو سرعة القذف.
- الميل إلى العدوانية: غالباً ما يحاول مدمن المواد الإباحية تقليد ما يشاهده بها وهذا قد يدفعه للجنوح إلى العنف والسلوك العدواني أثناء العلاقة الحميمة وهو الأمر الذي قد يقود لعواقب وخيمة.
- نوبات الاكتئاب: يقود إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية لعدة اضطرابات نفسية في مقدمتها الاكتئاب الحاد الناجم عن الإحساس الدائم بالذنب وجلد الذات والصراع الداخلي بين رغبة المدمن في مشاهدة هذه الأفلام وبين رفضه الأخلاقي لهذا السلوك.
- فقدان الثقة بالذات: يعتمد محتوى الأفلام الإباحية على المبالغة في مظهر وقدرات ممثليها، وقد أوضحت بعض الدراسات أن ادمان الاباحية يدفع المدمن لعقد مقارنة بينه وبين ما يشاهده على الشاشات مما يولد لديه شعوراً بالنقص واحتقار الذات ويؤثر سلباً على ثقته بنفسه.
- الطلاق: يقود إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية إلى انهيار الحياة الزوجية وإنهائها بالطلاق لعدة أسباب، أهمها عدم الرضا عن العلاقة الجنسية للأسباب السابق ذكرها أو ميل أحد طرفيها للسلوكيات الشاذة أو العنيفة تقليداً لما يشاهده.
ادمان الاباحية وانهيار الحياة الخاصة
هناك اعتقاد خاطئ بأن مشاهدة المقاطع الإباحية هو مجرد عادة مقيتة وسلوك صبياني مشين، إلا أن الحقيقة أن الإدمان السلوكي ومنه إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية أحد أخطر أنواع الإدمان ويتشابه نسبياً مع إدمان المخدرات أو إدمان الكحول فيما له من تأثير سلبي على الحياة الشخصية للمدمن، حيث أن الانشغال بهذا السلوك يؤدي مباشرة إلى انخفاض إنتاجية الفرد وقد يقود إلى تدني مستويات التحصيل العلمي بالنسبة للمراهقين وقد يتسبب في الفصل من العمل وفقدان مصدر الدخل بالنسبة للبالغين، وإذا كان المدمن متزوجاً فغالباً ما ينتهي الأمر بالطلاق لعجزه عن الوفاء بالتزاماته الأسرية بجانب الدوافع الجنسية للطلاق المُشار إليها سلفاً.
كيفية علاج إدمان الإباحية
تبدأ مراحل علاج إدمان الأفلام الإباحية بتشخيص وتقييم الحالة وعادة ما يتم ذلك اعتماداً على الدليل التشخيصي الإحصائي (DSM)، بينما عملية العلاج الفعلي من هذا الإدمان فإنها ترتكز على محورين أساسيين، أولهما العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، بينما المحور الثاني فيتمثل في العلاج الدوائي الذي يتم اللجوء إليه بهدف علاج الادمان على الاباحية عن طريق البدء بعلاج الاضطرابات التي أدت للإدمان من البداية أو التي كانت من بين مضاعفاته مثل الاكتئاب أو الوسواس القهري.
ندرك في مركز هاربور أن احتياجات المرضى تختلف ولذلك فإننا نعتمد في علاج إدمان الأفلام الإباحية -وكافة أنواع الإدمان الأخرى- على نهج العلاج الفردي، حيث يعمل خبراؤنا على إعداد برنامج علاج إدمان الإباحية شامل لكل شخص على حدة يتناسب مع حالته واحتياجاته والدوافع التي قادته للإدمان، يهدف ذلك البرنامج إلى علاج الادمان على الاباحية من جذور المشكلة وإعادة تأهيل المريض ومساعدته على تجاوز أزمته والاندماج في مجتمعه مجدداً والحد من احتمالات التعرض لأي انتكاسة لاحقاً، هذا كله يتم ضمن بيئة علاجية فريدة وتحت إشراف نخبة من الخبراء في مختلف التخصصات.
يستقبل مركز هاربور، مركز علاج إدمان الإباحية، الرائد في خدمات علاج الإدمان على المواد وأيضاً علاج الإدمان السلوكي مثل علاج الادمان على الاباحية وعلاج إدمان العادة السرية وإدمان ألعاب الفيديو وإعادة التأهيل المرضى من منطقة الشرق الأوسط، حيث يوفر لهم عدة خيارات للإقامة الفاخرة مع توفير كافة سبل الراحة والرفاهية، مع الالتزام التام بالحفاظ على خصوصية المرضى.