اضطراب الكرب التالي للصدمة – ما هو وكيف يمكن علاجه
10th أغسطس 2024 / Written by Harbor London
اضطراب الكرب التالي للصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder or PTSD)
هو اضطراب نفسي يحدث عندما يعاني الشخص من تجربة صدمة مؤلمة أو مروعة، قد تشمل هذه التجارب الصدمات الناجمة عن حوادث سيارات، أو أعمال عنف، أو التعرض للإساءة الجنسية، أو المعاناة في الحروب، أو الكوارث الطبيعية، أو فقدان شخص عزيز بالموت أو الانفصال، أو أي حدث آخر يشكل خطراً على سلامة الفرد أو حياته.
لكن يجب معرفة أن المرور بحدث صادم لا يعني بالضرورة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، حيث أن له معايير تشخيصية محددة، وقد يتطلب التعرض لحدث صادم أو صعب في حد ذاته بعض العلاج أو الرعاية الذاتية للمضي قدمًا في حياتك.
أعراض اضطراب الكرب
يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الكرب التالي للصدمة من تأثيرات طويلة الأمد للصدمة التي تعرضوا لها، يمكن أن تتضمن الأعراض الشائعة لهذا الاضطراب ما يلي:
1- إعادة التجربة العاطفية: يمكن للأشخاص أن يعيشوا لحظات متكررة من إعادة التجربة للصدمة، سواء في أحلامهم، أو ذكرياتهم المؤلمة المتكررة، أو فلاشباكات غير متوقعة أثناء اليقظة.
2- تجنب المؤشرات المرتبطة بالصدمة: يمكن أن يحاول المصابون بـ PTSD تجنب الأماكن أو الأشخاص أو الأنشطة التي تذكرهم بالصدمة، وذلك لتجنب إثارة ذكريات مؤلمة لديهم.
3- التغيرات في المزاج والاضطرابات العاطفية: قد يعاني المرضى من صعوبة في التركيز، والشعور بالقلق والانزعاج الزائد، والشعور بالاكتئاب والحزن العميق، وتغيرات مفاجئة في المزاج.
4- زيادة التوتر والقلق: يعيش الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية في حالة من التوتر المفرط والقلق المستمر، ويكونون عرضة للارتباك والخوف المستمر.
5- التغييرات البدنية: يمكن أن يعاني المرضى من مجموعة متنوعة من الأعراض البدنية مثل الصداع المزمن، والتعب الشديد، والمشاكل الهضمية، وآلام العضلات والمفاصل.
أسباب اضطراب الكرب التالي للصدمة
اضطراب الكرب التالي للصدمة المعقد هو حالة مرضية شائعة تحدث بعد تعرض الشخص لصدمة، وتصيب حوالي 7-8% من السكان في جميع أنحاء العالم، وتتأثر النساء بشكل أكبر من الرجال بهذا الاضطراب، ويمكن أن يحدث أيضًا بسبب قلق الشخص على أشخاص محبوبين يتعرضون للخطر أو المرض.
هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالاضطراب بعد الصدمة، وتشمل:
- الجنس: على الرغم من أن الرجال يتعرضون لمزيد من العنف والصدمات، إلا أن النساء يعانين من هذا الاضطراب بشكل أكبر.
- الاستجابة للتوتر: عند تعرض الشخص لصدمة أو حادث أو مشكلة في حياته، يفرز الجسم هرمونات مختلفة، وتختلف مستويات هذه الهرمونات من شخص لآخر.
- بنية المخ: تشير بعض الدراسات إلى أن هيكل المخ يختلف لدى الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات في حياتهم، ويشارك هذا الجزء من الدماغ في العواطف والذكريات؛ مما يؤثر على احتمالية ظهور ذكريات الماضي.
- العوامل العائلية: يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة في العائلة خطر أكبر للإصابة به.
- وجود سابق إصابات بأمراض صحة عقلية: يزداد خطر الإصابة بالاضطراب لدى الأشخاص الذين سبق لهم أن أصيبوا بأمراض صحة عقلية في السابق.
تشخيص اضطراب الكرب التالي للصدمة
1- تبدأ عملية تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة من قبل الطبيب من خلال إجراء فحص جسدي للفرد، بهدف اكتشاف الحالات المرضية التي يمكن أن تسبب هذا الاضطراب.
2- يتم أيضاً إجراء تقييم نفسي يشمل مناقشة الأعراض والعلامات والأحداث التي قد تكون سبباً في ظهور هذه الأعراض.
3- يتبع الطبيب معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية وفقاً للمنشورات التي نشرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
4- يمكن للشخص أن يعاني من هذا الاضطراب إذا استمرت المشاكل التي يواجهها بعد تعرضه لصدمة لمدة تتجاوز الشهر؛ مما قد يؤدي إلى مشاكل أكبر في القدرة على التكيف في البيئة المحيطة والتواصل الاجتماعي.
علاج اضطراب الكرب التالي للصدمة
العلاج النفسي
في العلاج النفسي، يمكن المعالج استخدام طرق للعلاج النفسي المختلفة حسب الاحتياج.
تشمل أنواع العلاج النفسي التالية:
- العلاج المعرفي السلوكي: يتم عن طريق العلاج المعرفي السلوكي العمل على تغيير أنماط التفكير السلبية والمعتقدات الخاطئة للفرد المصاب، يتم تحديد وتعديل الأفكار السلبية التي تؤثر على السلوك والمشاعر، ويتم تعليم المهارات الإيجابية للتعامل مع المشاكل والتحديات.
- العلاج بالتعرض المطول: يهدف هذا النوع من العلاج إلى تعريض المريض للمواقف والذكريات المرتبطة بالصدمة بشكل متكرر ومنتظم، يهدف ذلك إلى مساعدة المصاب على فهم هذه الذكريات والتأقلم معها بشكل أفضل، يكون هذا العلاج مفيداً عندما يعاني المريض من ذكريات مؤلمة وكوابيس متكررة.
العلاج الدوائي
- تُستخدَم الأدوية المضادة للقلق لتخفيف القلق الشديد الناجم عن صدمات مماثلة لتلك التي تعرض لها الشخص.
- توصف مضادات الاكتئاب، فتساهم في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق الشديد، ويمكن أن تساعد في تحسين اضطرابات النوم والتركيز. تعمل هذه الأدوية عن طريق تثبيط استرداد السيروتونين الانتقائي.
- أدوية تستخدم للتحكم في الكوابيس لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الكرب التالي للصدمة، ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن هذه الأدوية قد لا تكون فعالة في القضاء على الكوابيس لدى بعض المرضى.
ونلفت الانتباه أن الطبيب المعالج والمريض يحددان معاً طرق العلاج المناسبة والتي تتميز بأقل الآثار الجانبية.
كيفية إدارة اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية
للأمراض النفسية والاضطرابات العقلية طرق تعامل خاصة تميزها عن الحالات المرضية الأخرى، يمكن اتباع الخطوات التالية لإدارة هذا الاضطراب:
- الالتزام بالعلاج: يجب الإلتزام بالعلاج الموصوف من قبل الفريق العلاجي؛ يعتبر الالتزام الكامل بالعلاج أحد العوامل الأساسية لتسريع عملية الشفاء والتكيف مع الحالة المرضية. قد يستغرق الانتعاش من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة وقتًا طويلاً، لكن الالتزام بالخطة العلاجية ضروري لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة. فمن المهم تشجيع الشخص الالتزام بالخطة
- التعرف على المرض: من الأفضل أن يتعرف الشخص والأشخاص المحببة له بشكل كامل على أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة ويتعلم كيفية التعامل معها. التعرف الشامل يساعد في تقليل الخوف والتوتر ويمكن أن يسهم في تحسين التعامل مع الحالة.
- عدم تناول الأدوية بدون استشارة طبية: يجب عدم تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب المختص، قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتخفيف الأعراض وتحسين الرفاهية النفسية؛ ولذلك يجب الالتزام بالجرعات والتعليمات المقدمة من الطبيب.
- إجراء تعديلات على نمط الحياة: قد يكون من المفيد إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة للتعامل مع اضطراب الكرب التالي للرضح. يمكن أن تشمل هذه التعديلات ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، والعناية بالنوم والتغذية السليمة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية الداعمة.
وجدير بالذكر أن هاربور يقدم فريقاً معالجاً لعلاج اضطراب الكرب التالي للصدمة المعقد، ويعمل الفريق الطبي في هاربور بناء على أحدث خطط العلاج مع المحافظة على السرية التامة وخصوصية المريض. لدينا فريق علاجي كامل يحدد حسب الحالة و التقييم.
اعرف المزيد عن برامج علاج اضطراب الكرب التالي للصدمة في لندن، مع برامج مصممة لتلبية احتياجات المرضى في بيئة داعمة ومريحة لتعزيز الشفاء والعافية.