الاكتئاب الموسمي: الأعراض والأسباب وطرق العلاج

19th ديسمبر 2024 / Written by Harbor London

يُعرف الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) بأنه أحد الأنواع الفرعية للاكتئاب الذي يصيب بعض الأشخاص في ذات الوقت -أو بالأحرى الفصل- من كل عام، تتسبب تلك الحالة في استنزاف طاقة المريض والحد من قدرته على ممارسة أبسط الأنشطة، وقد يتفاقم الأمر إلى حد مراودة الأفكار الانتحارية ولهذا لا يجب إهماله أو التعامل معه باستهانة.

اسباب الاكتئاب الموسمي

لا تزال اسباب الاكتئاب الموسمي الأساسية مجهولة بالنسبة للأطباء حتى الآن، إلا أن الأبحاث المُجراة في هذا الصدد حددت مجموعة من العوامل التي قد تكون مسببة لتلك الحالة أو تزيد من احتمالات التعرض لها وأهمها الآتي:

  • اضطراب الساعة البيولوجية: قد يؤدى اختلاف فصول السنة إلى إحداث خلل في النشاط الإقاعي اليومي (الساعة البيولوجية) لدى بعض الأشخاص مما يؤدى إلى تنامي مشاعر الاكتئاب. 
  • مستويات السيروتينين: يؤدي احتجاب ضوء الشمس إلى انخفاض النواقل العصبية (السيروتينين) وهي من المواد المسؤولة عن الحالة المزاجية، مما يتسبب في إحساس الشخص بالضيق والإحباط.
  • مستويات الميلاتونين: هي إحدى المواد المسؤولة عن تنظيم النوم واعتدال المزاج، وقد يعيق اختلاف فصول السنة إفرازها مما يؤدي إلى الاكتئاب
  • الموقع الجغرافي: قد يكون الموقع أحد اسباب الاكتئاب الموسمي حيث أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أن من يعيشون بعيداً عن خط الاستواء -أقصى الشمال أو أقصى الجنوب- أكثر عرضة لتلك الحالة نتيجة عدم التعرض بالقدر الكافي لضوء الشمس شتاءً ولطول ساعات اليوم صيفاً. 

التغييرات الموسمية في الاضطراب الثنائي القطب

يمكن لفصلي الربيع والصيف أن يتسببا لبعض الأشخاص المصابين بمرض الاضطراب ثنائي القطب في الإصابة بأعراض الهوس أو بنوع هوس أقل حدة (الهوس الخفيف)، كما يمكن لفصلي الخريف والشتاء أن يكونا فترة يسودها الاكتئاب.

أعراض الاكتئاب الموسمي

تتشابه أعراض نوبات الاكتئاب باختلاف أنواعه بدرجة كبيرة، لذا فإن يتم الاستدلال على الاكتئاب الموسمي من توقيت ظهور الأعراض المختلفة التي تصاحبه، والتي غالباً ما تصيب معظم المرضى خلال فصل الخريف وتزداد شدتها مع بداية فصل الشتاء. 

تتمثل أبرز الأعراض الاكتئاب فيما يلي:

  • تنامي مشاعر الضيق والحزن دون سبب واضح. 
  • إحساس دائم بالتعب والإرهاق. 
  • فقدان الشغف والتوقف عن الأنشطة المعتادة. 
  • فقدان القدرة على التركيز. 
  • نهم الطعام وتناول حصص أكبر من الكربوهيدرات بالأخص. 
  • اضطراب النوم أو النوم لساعات طويلة ومتواصلة. 
  • المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر. 

أعراض الاكتئاب الصيفي

يمكن أن يصيب الاضطراب العاطفي الموسمي مع بداية فصل الصيف أو ما يعرف اصطلاحا بمسمى الاكتئاب الصيفي الموسمي، رغم أنه يمثل النمط الأقل شيوعاً بين تلك الفئة من الاضطرابات النفسية إلا أنه ليس أقل ضرراً؛ إذ أن هو الآخر يستنزف الطاقة ويعرقل الحياة أو قد يقود لما هو أسوأ إذا تم إهماله. 

توجد قواسم مشتركة عديدة بين أعراض الاكتئاب الصيفي ونظيره الشتوي، لكن توجد ثلاثة أعراض تكون أكثر شدة ووضوحا وهم:

  • نوبات الأرق المتكررة. 
  • فقدان الشهية. 
  • نقصان الوزن بمعدل سريع. 

متى يجب مراجعة الطبيب؟

أعراض الاكتئاب الموسمي -سواء الاكتئاب الصيفي أو الشتوي- قد يتعرض لها أي شخص بشكل عارض من آن لآخر نتيجة الضغوط، لكن هناك حالات بعينها يصبح التدخل الطبي المتخصص معها ضرورة قصوى وهي:

  •         الإصابة بأعراض الاكتئاب الموسمي المذكورة مجتمعة وبشدة. 
  •         دوام الإحساس بالإحباط والفتور لعدة أيام متتالية. 
  •         إذا طرأت تغيرات كبيرة على نمط النوم أو العادات الغذائية (اضطراب التغذية). 
  •         إذا راودت المريض أفكار انتحارية. 

آليات تشخيص حالات الاكتئاب الموسمي

لا توجد آلية بعينها يتم الاعتماد عليها في التشخيص إنما يتم ذلك من خلال إجراء عدة فحوصات، الهدف من ذلك استبعاد الطبيب المختص للأمراض الأخرى -النفسية والعضوية- التي قد تصاحبها أعراض مشابهة ومن ثم التمكن من تشخيص الحالة. 

  • الفحوصات السريرية: يقصد به إجراء مجموعة من الفحوصات البدنية الهدف منها استبعاد الأمراض والآلام الجسدية التي قد تسبب الاكتئاب. 
  • فحوصات الدم: يشمل فحص تعداد الدم وفحص نشاط الغدة الدرقية وغيرهما من الفحوصات المخبرية لمعرفة إن كان المريض مصابا بأي مرض عضوي أو نفسي بخلاف الاكتئاب أو يتشابه معه بالأعراض الظاهرية. 
  • التقييم النفسي: يتم من خلال جلسة أولية مع الطبيب المختص والهدف منها التعرف على أفكار ومشاعر المريض وأنماط سلوكه. 

 طرق علاج الاكتئاب الموسمي

لا توجد طريقة ثابتة ومحددة لعلاج الاكتئاب الموسمي إنما يتم الاعتماد في ذلك على عدة طرق علاجية بحسب حالة المريض ووفق تقييم الطبيب لها، وتتمثل هذه الآليات فيما يلي:

  • العلاج الضوئي: عبارة عن جلسات علاجية تتراوح مدتها ما بين ٢٠: ٦٠ دقيقة، يتعرض المريض خلالها لأشعة ضوئية تحاكي ضوء الشمس وتحدث تغييرات كميائية بالدماغ، ولكن أحياناً تنتج عن العلاج بالضوء بعض الآثار الجانبية المزعجة مثل صداع الرأس وإرهاق العينين. 
  • العلاجات الدوائية: يلجأ الفريق المعالج لحالات الاكتئاب الموسمي أحيانا إلى الأدوية المضادة للاكتئاب ومثبطات استرداد السيروتونين، لكن هذا عادة ما يقتصر على الحالات التي تكون الأعراض لديها شديدة. 
  • العلاج النفسي: يشمل أوجه عديدة أبرزها العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الذي يهدف تمكين المريض من التحكم في أفكاره ومشاعره وجعلها أكثر إيجابية. 

 لماذا مركز هاربور الرائد في علاج الاكتئاب الموسمي؟ 

تباين اسباب الاكتئاب الموسمي يؤدي إلى تفاوت شدته من مريض لآخر، ونحن في مركز هاربور ندرك تلك الحقيقة ونتخذها أساسا لبرامجنا العلاجية التي تعتمد على النهج الفردي، أي أن يتم تصميم برامج علاج الاكتئاب لكل مريض على حدة بما يتناسب مع حالته واحتياجاته، بما يضمن تحقيق نتائج أفضل خلال فترات زمنية أقصر كما يحد بنسبة كبيرة من احتمالات التعرض للانتكاس عقب إتمام المراحل العلاجية. 

يفتح مركز هاربور أبوابه لاستقبال المرضى من الوطن العربي، ويوفر لهم بيئة علاجية فريدة في قلب لندن مع باقة مميزة من الخدمات الخاصة، بجانب الالتزام التام بالحفاظ على خصوصية المرضى.

تواصل معنا الآن إذا كنت في حاجة للمساعدة بشأن الاكتئاب الموسمي أو أي من مشاكل الصحة النفسية الأخرى.

أبدأ المحادثة مع فريق هاربور لندن
مرحبًا 👋 كيف يمكننا مساعدتك؟ برجاء العلم أن العلاج يتم في أحد منشأتنا الفاخرة في لندن.