كيفية التعامل مع الاكتئاب أثناء أزمة كورونا!

29th أبريل 2021 / Written by Harbor London

منذ أكثر من عام ظهر كائن حي يهدد العالم أجمع ويحصد أرواح الجميع كبارًا وصغارًا، شبابًا وشيوخًا. هذا الكائن المميت هو فيروس كورونا الذي أودى بحياة الكثيرين من أصدقائنا وأقاربنا وعائلاتنا. نتج عن هذا إصابة الجميع بالهلع والخوف وأيضًا ما يشار إليه بظاهرة الاكتئاب أثناء أزمة كورونا.

وكان من أهم الإجراءات الاحترازية ضد هذا المرض هو الجلوس في المنزل، ومنع التجمعات بكل أنواعها؛ كل هذا أدى إلى انتشار الاكتئاب أثناء أزمة كورونا.

لا يخفى على أحد منا المخاطر التي قد يؤدي إليها الاكتئاب في النهاية. لذلك مساهمة من مركز هاربور نقدم لك هذا المقال: تأثير كورونا على الصحة النفسية وكيفية التعامل مع الاكتئاب أثناء أزمة كورونا.

هل تعاني من الاكتئاب بسبب جائحة كورونا؟

في البداية يجب أن تعرف أن الاكتئاب هو أحد الاضطرابات النفسية الشائعة، التي تؤثر سلبًا على تصرفات الفرد وطريقة تفكيره وشعوره. كما يؤثر الاكتئاب أيضًا على قدرة الفرد على العمل ويجعله يفقد الشغف تجاه كل شيء. وقد ينتهي الأمر أحيانًا بلجوء المريض إلى الانتحار. لذلك ننصح دائمًا باستشارة أو زيارة طبيب مختص فور الشعور أو ملاحظة أيًا من أعراض الاكتئاب التالية لمدة أسبوعين والتأكد من عدم وجود أي حالات مرضية جسدية تسبب هذه الأعراض.

أعراض الاكتئاب:

  1. الشعور بالحزن الدائم وفقدان الشغف.
  2. حدوث تغييرات في الشهية؛ مما يؤدي إلى فقدان الوزن أو اكتسابه.
  3. اضطرابات النوم.
  4. الشعور الدائم بالتعب وفقدان الطاقة.
  5. صعوبة التفكير أو اتخاذ القرار.
  6. التفكير في الموت والانتحار.

تأثير كورونا على الصحة النفسية

عند النظر لتأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية نلحظ معاناة العديد من الأشخاص من بعض الاضطرابات النفسية.

وجد مكتب الإحصاء الأمريكي عند إجراء استطلاع في ديسمبر الماضي، ظهور أعراض القلق والاكتئاب على أكثر من 42% من الأشخاص الذين أُجري عليهم الاستطلاع. ويشير هذا الاستطلاع إلى زيادة أعراض تلك الاضطرابات النفسية بنسبة 11% عن العام الماضي. تشابهت نتيجة ذلك الاستطلاع مع نتيجة استطلاعات مماثلة أجريت في جميع أنحاء العالم.

يعني هذا أن تأثير كورونا على الصحة النفسية حالها كحال جميع الأزمات التي مر بها شعوب العالم في الماضي. إذ وجدت الدراسات أن الشعوب التي تتعرض لأزمات، يعانون من بعض الاضطرابات النفسية لعدة سنوات. مثل: اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب.

أرجع اختصاصيو الطب النفسي سبب تأثير كورونا على الصحة النفسية إلى إجبار الفيروس للناس على البقاء في منازلهم مما أدى إلى:

  1. شعور بعض الأشخاص بالحزن والاكتئاب؛ بسبب ضغوط العزلة الاجتماعية خاصة لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون البقاء في المنزل. إذ إن العزلة أحد العوامل التي تزيد من الشعور بالاكتئاب.
  2.  أثر هذا الفيروس على الاقتصاد العالمي وما ترتب عليه من تسريح العديد من الموظفين؛ مما أدى إلى فقد العديد من الأشخاص مصدر رزقهم وشعورهم بالضياع والخوف والحزن.
  3. الخوف والقلق من الإصابة بالمرض؛ أدى إلى انتشار الذعر وزيادة الخوف والقلق والشعور بالاكتئاب.
  4. المبالغة في الإجراءات الاحترازية؛ مما يشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا قد يؤدي إلى الاكتئاب.
  5. الأفكار السلبية والتشاؤمية بشأن الموت بسبب فيروس كورونا

يرى أطباء الصحة النفسية حول العالم بأن كل تلك القيود تمثل ضغطًا نفسيًا هائلًا على الجميع؛ مما يسبب زيادة اضطرابات الصحة النفسية وخاصة لدى:

  • الشباب؛ بسبب حاجتهم للخروج والتفاعلات الاجتماعية.
  • الآباء والأمهات؛ بسبب خوفهم على أطفالهم.
  • الأشخاص الذين شُخصوا سابقًا بأحد الاضطرابات النفسية.

الاكتئاب أثناء أزمة كورونا

الاكتئاب أثناء أزمة كورونا

يهتم حاليًا عدد كبير من خبراء الصحة النفسية وأطبائها بتوجيهة الشعوب إلى الاستشارة عن بعد عند الشعور بأعراض أى اضطراب نفسي، وخاصة الاكتئاب أثناء أزمة كورونا.

ووجدت دراسة أولية على 239 شخصًا لجأوا للاستشارة عن بعد (بسبب شعورهم بالضغط النفسي والاضطراب وعدم قدرتهم على التأقلم مع القيود التي فرضها فيروس كورونا) أن 46% من هؤلاء الأشخاص يعانون من القلق. و22% يعانون من عدة أشكال للاكتئاب. بينما 5% كان لديهم أفكار انتحارية.

والجدير بالذكر، أنه من الأدلة التي أكدت معاناة البعض من الاكتئاب أثناء جائحة كورونا ونتيجة لها، هو انخفاض مستويات القلق والاكتئاب، مقارنة بالنتائج الأولى في بداية الأزمة بعد الإجراءات الاحترازية الجديدة التي اتخذتها الحكومات لعودة الناس إلى الشوارع وممارسة حياتهم.

لكن مع بداية الموجة الجديدة لفيروس كورونا يري البعض أنه من غير المرجح عودة الحياة إلى طبيعتها في وقت قريب، مما قد يزيد حالات الاكتئاب في أثناء الجائحة. وقد يصل الأمر بالبعض إلى اتباع عادات خاطئة للتداوي من التوتر والتأقلم مع الاكتئاب أثناء جائحة كورونا مثل: إدمان المخدرات و عادات الأكل الخاطئة.

كيفية مواجهة الاكتئاب أثناء جائحة كورونا

بغض النظر عن القيود التي نعيشها جميعًا في الوقت الحالي بسبب فيروس كورونا، يمكنك اتباع النصائح التالية لمواجهة الآثار السلبية للاكتئاب أثناء جائحة كورونا، وتحسين حالتك المزاجية:

  • احصل على لقاح كورونا لتقليل خطر الإصابة والعدوى مما سيمنحك نوعًا من الأمان لك ولأسرتك.
  • شتت تركيزك عن الأحداث والأفكار التي تؤثر عليك سلبًا؛ وذلك من خلال التركيز على شيء يضيف معنى وهدفًا لحياتك.
  • افعل أشياء تجلب لك ولو قدر ضئيل من الفرحة والاستمتاع بأسلوب الحياة الجديدة.
  • حاول عدم متابعة الأخبار التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي حول عدد الحالات الجديدة وعدد الوفيات بسبب فيروس كورونا.
  • ابحث عن طرق جديدة للتواصل مع الآخرين.
  • اتبع عادات يومية صحية، مثل: ممارس التمارين الرياضية وتناول غذاء صحي والتواصل مع أصدقائك ولو هاتفيًا؛ لأنها تساعد على تحسين حالتك المزاجية.

أخيرًا يمكننا القول بأنه لا يوجد حل سهل للتعافي من الاكتئاب أثناء أزمة كورونا. وقد يكون إيجاد الطاقة والتحفيز لاتخاذ الخطوة الأولى أمرًا صعبًا. لذلك، إذا استمر شعورك بالضغط النفسي والاكتئاب ينبغي لك استشارة طبيب مختص واللجوء لاستشاري نفسي؛ لتجنب مضاعفات الاكتئاب الخطيرة التي قد تهدد حياتك.

يمكنك التواصل معنا لحجز استشارة. ويمكنك أيضًا الاستفسار عن برنامج الرعاية المنزلية وبرامج العلاج عبر الإنترنت التي يوفرها مركز هاربور (Harbor). فنحن نحرص دائمًا ونؤمن بضرورة توفير مختلف سبل العلاج والخدمات الطبية تسهيل الوصول إليها. نتبع في مركز هاربور نهج طبي شامل ومخصص، بواسطة نخبة من الأطباء والاستشاريين النفسيين وأمهر مقدمي الخدمات العلاجية التكميلية الأخرى، مع ضمان السرية والخصوصية التامة للمريض وشتى سُبل الراحة.

أبدأ المحادثة مع فريق هاربور لندن
مرحبًا 👋 كيف يمكننا مساعدتك؟ برجاء العلم أن العلاج يتم في أحد منشأتنا الفاخرة في لندن.