العلاقة بين السلوك القهري والإدمان
28th نوفمبر 2021 / Written by Harbor London
تعريف السلوك القهري
لا يوجد تعريف عالمي للسلوك القهري، ولكن التعريف المتاح الأكثر شمولًا في البحث هو “الأفعال المتكررة التي تتميز بشعور الفرد بأن “لابد عليه” من القيام بها مع إدراك الفرد بأن هذه الأفعال لا تتماشى مع الأهداف العامة له.”
فقد يجد المصابون باضطرابات الوسواس القهري أنفسهم يغسلون أيديهم عشرين مرة في اليوم، على الرغم من علمهم أن ذلك لن يخدم أي غرض. وقد يشعر مدمنو الكحول ومدمنو المخدرات في كثير من الأحيان برغبة لا تقاوم في استخدام المادة التي اختاروها، على الرغم من إدراكهم الآثار الضارة التي ستقع عليهم.
الحالات الأخرى التي تتميز بالسلوك القهري تشمل:
- إدمان الجنس
- فقدان الشهية
- إدمان التسوق
- الاكتناز
- الشره المرضي
- إيذاء النفس
- إدمان القمار
ستسعى هذه المقالة إلى فهم السلوك القهري وأسبابه بشكل أكبر واستكشاف كيفية معالجته.
آلية عمل السلوكيات القهرية المختلفة
سلوكيات مرضى اضطراب الوسواس القهري
من المهم أن نلاحظ أنه في حين أن آلية العمل متشابهة بالنسبة للعديد من السلوكيات القهرية، فإن القوة الدافعة والمنطق ليسا دائمًا نفس الشيء. وفقًا للنظريات المختلفة، سلوكيات مرضى الوسواس القهري يتم تحفيزها في المقام الأول للتخفيف من أعراض المرض، والذي يتميز برغبة لا يمكن السيطرة عليها للقيام بعمل ما رغم عدم وجود تفسير منطقي له. بمعنى آخر، إنها ليست تجربة قائمة على المتعة.
سلوكيات مرضى الإدمان
من ناحية أخرى، يعتقد المدمنون عادةً أن الانخراط في سلوك الاختيار (أو عدم الاختيار، اعتمادًا على كيفية النظر للأمر) سيكون ممتعًا. ويجب إدراك أن اضطراب الوسواس القهري والإدمان لا يتعارضان. ففي الشباب يرتبط الوسواس القهري بزيادة خطر المعاناة من مشكلات الإدمان.
ما مسببات السلوكيات القهرية؟
يُعتقد أن التعرض المطول للتوتر أو الصدمة يمكن أن يسبب هذه الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري. في إحدى الدراسات التي أُجريت على قدامى المحاربين في حرب فيتنام، كان الأشخاص الأكثر تعرضًا للمعارك الشديدة بالنيران أكثر عرضة للمعاناة من هذه الحالة.
الوسواس القهري والإدمان
يُعتقد أن الإدمان يمكن أن يكون ناتجًا عن العديد من العوامل مثل الجينات وصدمات الطفولة. أثناء الإدمان، يُعتقد أن نظام الدوبامين هو المسؤول عن السلوكيات المميزة. الدوبامين هو مادة كيميائية “تشعرك بالرضا”، ويتم إفرازه عند قيامنا بأنشطة ممتعة، مثل ممارسة الرياضة والجنس وتناول الطعام. وتتسبب المخدرات والسلوكيات الأخرى المسببة للإدمان في إطلاق كميات هائلة من الدوبامين في أجسامنا.
ويعتقد أن بمرور الوقت تتناقص كمية الدوبامين التي يمكن للمخ امتصاصها عبر كم المستقبلات الذي ينخفض بدوره، مما يؤدي إلى زيادة تناول الفرد لجرعات أكبر للتغلب على هذا. حيث يتوقع المخ الآن هذا الإطلاق الضخم للدوبامين. ولقد ثبت أن تقليل مستقبلات الدوبامين للفرد من خلال تعاطي المخدرات، يعطل أجزاء المخ المسؤولة عن السيطرة على العواطف والاستيعاب، مما يؤدي إلى زيادة الاندفاع وانعدام السيطرة. يُعتقد أن هذه الأجزاء من الدماغ مسؤولة أيضًا عن السلوكيات المرتبطة باضطراب الوسواس القهري.
السلوكيات القهرية والانتكاس
وفقًا للنظريات، فقد تعلم المخ التعرف على أنماط معينة في الاستخدام، وهو ما يمكنه تفسير سبب انتكاس بعض المدمنين عند مواجهتهم لأشخاص أو أماكن أو أشياء متصلة بالنسبة لهم باستخدام المخدرات.
يمكن لآلية المواجهة المتأصلة أن تستمر لسنوات؛ ففي الدراسة المذكورة أعلاه لقدامى المحاربين في فيتنام، تبين أن تعريض الأشخاص لهذه المحفزات كان تأثيره عليهم هو: جعلهم يرغبون في تعاطي المخدرات. يمكن أن يحدث ه
ذا دون وعي، مما قد يساعد في توضيح سبب عدم تمكن البعض من تفسير سبب انتكاسهم.
كيف يمكن علاج السلوك القهري؟
تقدم دراسة قدامى المحاربين في فيتنام المذكورة سابقًا بعض الأدلة حول كيفية تعافي المدمنين. تشير التقديرات إلى أن ما بين 10٪ و 25٪ من جميع الجنود في فيتنام كانوا مدمنين على الهيروين لكنهم أُجبروا على الخضوع لإزالة السموم من الجسم قبل التمكن من استقلال الطائرة للعودة إلى الوطن في نهاية الحرب.
من بين مجموع الأشخاص المدمنين، انتكس 12٪ فقط منهم بتعاطي الهيروين بعد عودتهم إلى المنزل. يدل هذا على أن المحفزات البيئية تلعب دورًا هائلًا في استجابة الدماغ للسلوك القهري.
في حين أن تجنب جميع المحفزات المحتملة قد يكون طلبًا غير منطقي للمدمن، إلا أن الطبيعة المرنة لأدمغتنا تعني أنه ببطء وبالدعم المناسب، يمكن للشخص تعلُم كيفية التعامل مع هذه المواقف دون استخدام آليات التكيف المدمرة.
علاج اضطراب الوسواس القهري في هابور
كما هو الحال مع معظم الاضطرابات النفسية، لا يوجد “علاج يناسب جميع الحالات”، لذلك نُقدم مجموعة من العلاجات في مركزنا الخاص لإعادة التأهيل. ولقد ثبُت أن العلاج المعرفي السلوكي (CBT) فعال في بعض المرضى، بينما، كان من المثير للاهتمام إثبات فعالية استخدام النالوكسون لكل من الوسواس القهري والإدمان كسلوك قهري. الخيارات الأخرى المتاحة للعلاج هي الاستشارة والامتناع التام عن هذه الممارسات والأدوية وخيارات أخريى يمكك التواصل معنا للاستفسار عنها.
بينما فكرة تغير مخ الشخص نتيجة الإدمان مروعة، إلا أن هناك أمل. فالمرونة العصبية للدماغ (القدرة على التغيير) تعني بالتأكيد إمكانية استعادة المخ للمستويات التي كان عليها سابقًا.