اضطراب الشخصية الحدية: ما هو الانفصام؟

21st نوفمبر 2021 / Written by Harbor London

الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية يكونون عرضة لمشاعر شديدة من الوحدة والعزلة، وإحساس عميق باليأس أو الفراغ، ولديهم خوف عميق من أن يتم التخلي عنهم. لحماية أنفسهم من هذه المشاعر، قد ينخرط الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية في مختلف آليات الدفاع، مثل المثالية (النظر إلى شخص آخر بتقدير بالغ وغير واقعي) ، وخفض القيمة (رؤية المرء لنفسه أو لشخص آخر كإنسان معيوب تمامًا أو غير قابل للإصلاح)، ومشاعر الانفصام (رؤية الأشخاص والعالم كأسود أو أبيض) .وفي هذه المدونة، سوف نستكشف آلية الدفاع الثالثة – الانفصام.

ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟

اضطراب الشخصية الحدية (BPD) يشار إليه أيضًا باضطراب الشخصية غير المستقرة عاطفيًا (EUPD). وهو اضطراب نفسي يمتاز بنمط مستمر من التغيرات  المزاجية، الصورة الذاتية، السلوكيات وخوف شديد من التخلي والوحدة. وغالبًا ما تتسبب هذه الأعراض في حدوث مشكلات في علاقات الشخص المصاب.

قد يشعر المصابون باضطراب الشخصية الحدية بنوبات شديدة من الغضب، الاكتئاب، القلق، وقد تستمر النوبة من بضعة ساعات إلى أيام.

أعراض اضطراب الشخصية الحدية

يتسبب اضطراب الشخصية الحدية في مجموعة واسعة من الأعراض، يمكن جمعها تحت 4 نقاط أساسية:

  1. عدم الاستقرار العاطفي

  • نوبات شديدة من المشاعر السلبية مثل الغضب والحزن والخزي والهلع والخوف.
  • مشاعر طويلة الأمد من الفراغ والوحدة.
  • تقلبات مزاجية حادة خلال فترة زمنية قصيرة.
  • من الشائع لدى المصابون باضطراب الشخصية الحدية، أن نتابهم أفكار انتحارية مع مشاعر اليأس، ثم تتملكهم مشاعر إيجابية نسبيًا بعد بضعة ساعات. البعض يشعر بتحسن في الصباح التالي أو المساء. تتغير الأنماط، إلا أن العلامة الأساسية هي تقلب المزاج بشكل غير متوقع.
  1. انماط مضطربة من التفكير والإدراك

  • أفكار محزنة، مثل التفكير بأنك شخص سيء أو أنه ليس لك وجود. قد تشعر بعدم يقين من تلك الأفكار وتبحث عن التأكد ممن حولك.
  • نوبات قصيرة من التجارب الغريبة، مثل سماع أصوات خارج رأسك قد تدوم دقائق في المرة الواحدة. غالبًا ما تكون تعليمات بإيذاء نفسك أو المحيطين بك، قد تكون متشككًا في حقيقتها.
  • نوبات مطولة من الهلوسة (سماع أصوات خارج رأسك) واعتقاد مؤلم لا يمكن لأحد إقناعم بالعدول عنه (مثل إخفاء عائلتك سر ما عنك).

– فترات من البارانويا الناتجة عن التوتر والقلق وفقدان الاتصال بالواقع. تدوم النوبات من بضعة دقائق إلى عدة ساعات.

  1. سلوكيات اندفاعية.

  • نشاطات اندفاعية ومتهورة مثل الإسراف في شرب الكحوليات، ممارسة الجنس بشكل غير آمن مع غرباء، إنفاق المال بتهور، إساءة استخدام المواد، المقامرة.
  • إيذاء النفس، قطع الجلد بالشفرات الحادة، او حرق الجلد من خلال إطفاء السجائر فيه.

في الحالات الشديدة أو الصعبة، بالاخص إذا كان الشخص يشعر بحزن شديد أو اكتئاب، قد يؤدي اندفاعه إلى مشاعر انتحارية مما قد يؤدي إلى محاولة الانتحار.

  1. علاقات قوية بالآخرين، لكن غير مستقرة

  • خوف بالغ من التخلي أو الهجر وبزل جهد بالغ لتجنب الانفصال والرفض سواء الحقيقي أو الخيالي.
  • تهديدات بالانتحار  أو سلوكيات أو إيذاء النفس، كرد فعل نتيجة الخوف من لانفسال أو الرفض.
  • علاقات شخصية غير مستقرة تتبدل بين التمجيد (أنا أعشق هذا الشخص) خفض قيمة الشخص (أنا أكره هذا الشخص). وهو ما يطلق عليه الانفصام.

ما هو الانفصام

غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية صعوبة في استيعاب فكرة أن الحياة، والعالم والأشخاص الموجودين فيه يمكنهم امتلاك صفات متناقضة. عادة ما تكون عقلية الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية هي، كل شيء أو لا شيء، أو أبيض وأسود.

تسبب هذه العقلية “المطلقة” صعوبات وتحديات لمن يعاني من اضطراب الشخصية الحدية عندما يحتوي الشيء على “منطقة رمادية”. ونتيجة لرؤية العالم بشكل مطلق أو متطرف ، قد يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية دائمًا بالإرهاق الذهني أو بأنهم مثُقلين.  لا يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على الأفراد فحسب، بل يؤثر أيضًا على علاقاتهم والاشخاص المقربين لهم.

اضطراب الشخصية الحدية

ما الذي يسبب انفصام الشخصية الحدية؟

عندما نولد، نرى العالم بشكل عام من منظور مطلق. تعتبر الأحداث الداخلية والخارجية جيدة أو سيئة. عندما نتطور وننضج، نبدأ في فهم أن الخير والشر موجودان وأنه بإمكاننا التكيف مع حياة تتضمن هذه التناقضات. يتم دمج التناقضات في أدائنا النفسي ورؤيتنا للعالم ويمكننا تحمل المناطق الرمادية.

يعاني أولئك المصابون باضطراب الشخصية الحدية لاستيعاب ودمج فكرة فكرة تواجد الخير والشر معًا داخل  الناس.  هؤلاء الأفراد عُرضة لمشاعر غامرة، وكوسيلة للتعامل مع هذه المشاعر، يقيّم العقل الآخرين على أنهم جيدون تمامًا أو سيئون تمامًا. عند تصنيف شخص ما بأنه جيد أو سيئ، يصبح هكذا التعامل مع المشاعر الغامرة والمتناقضة والمربكة أسهل.

أنواع انفصام الشخصية الحدية

يمكن أن يحدث انفصام الشخصية لحدية في السياقات التالية:

  • النظر إلى الشريك أو الصديق أو أحد أفراد الأسرة على أنه مثالي أو معيب تمامًا.
  • الاعتقاد أن أحداث الحياة تسير دائمًا على ما يرام أو لا تسير أبدًا بشكل جيد.
  • رؤية أحد الوالدين أو الشريك دائمًا أو أبدًا كمصدرًا للحب والدعم.

بالنسبة للبعض، تستمر الآراء المطلقة، بينما تتقلب وتتغير  هذه الآراء بالنسبة للبعض بمرور الوقت. يمكن  لهذا أن يضع ضغطا كبيرا على العلاقات كشركاء، وحتى الأصدقاء قد لا يعرفون مكانتهم لدي الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية في أي وقت.

آثار الانفصام في اضطراب الشخصية الحدية

مشكلات في الاستجابة العاطفية

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من مشكلة واضحة في تنظيم مشاعرهم- انخفاض القدرة أو عدم القدرة على التأقلم مع التوتر والتعامل مع ردود الفعل العاطفية والاستجابات في موقف معين. ونتيجة لعدم القدرة على التنظيم الذاتي للمشاعر بشكل فعال، عندما ينفصم الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية، قد تبدو استجاباته العاطفية غير مناسبة أو لائقة مع الموقف. يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإرهاق والإحباط للفرد وشركائه أو أصدقائه أو عائلته.

تطوير سلوك اعتمادي

يمكن لرؤية شخص أو شيء ما على أنه مثالي تمامًا أن ينتج عنه عواقب مؤذية. عندما يقوم شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية برؤية شص ما على أنه مثالي، يصبح أعمى عن المخاطر المرتبطة به، مثل تطوير عادات غير الصحية أو السلوكيات عالية الخطورة. إذا نظر  الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية للشخص كإنسان مثالي، قد يصبح متبطًا بشكل مبالغ  ويطور سلوك اعتمادي. يمكن لهذا التسبب في ابتعاد الشريك ويؤدي إلى محنة شديدة، حيث أن الشخص يعاي بالفعل من خوف شديد من الهجر.

اختبار مشاعر سلبية شديدة

إذا ظهرت بعض العيوب في الشخص، سواء  حقيقية أو متصورة، فقد يعاني الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية من خيبة أمل عميقة، وشعور بالخيانة، ومشاعر مرتبطة بالهجر. وقد تظهر مشاعر غضب وإدانة تجاه الشخص الآخر وتجاه النفس.

 

 

كيفية التعامل مع مريض اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب نفسي خطيرة ويجب معالجتها من قبل المتخصصين. قد يكون من المغري للشركاء، وخاصة أولئك الذين تربطهم علاقات تعلق عاطفي مرضي، أن يرغبوا في “إنقاذ” أحبائهم بأنفسهم أو إصلاح كل شيء من أجلهم . وغالبًا ما يكون التعلق العاطفي المرضي بالآخرين عائقًا أمام طلب المساعدة حيث يتم استزاف الأشخاص نتيجة التعلق سيء التكييف بشخص آخر.

إذا كان لديك صديق أو شريك أو أحد أفراد أسرتك يعاني من  اضطراب الشخصية الحدية، هناك العديد من الأشياء التي يمكنك أخذها في الاعتبار لجعل الحياة أسهل قليلًا لهم.

4 نصائح حول كيفية التعامل مع مريض اضطراب الشخصية الحدية:

  • حاول ألا تأخذ الأمور على محمل شخصي. فالشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية الحدية على الأرجح لا يتعمد محاولة إزعاجك أو إيذائك. يمكن أن يحدث الانفصام دون وعي.
  • حاول أن تظل هادئًا إذا أمكن. فقد  يكون الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية يختبر عواطف شديدة، ونزاعات مفاجئة، وبالتالي من غير المرجح أن تسير على ما يرام.
  • أظهر اهتمامك عندما يكون ممكنًا. الخوف من الهجر والوحدة من الأعراض الشائعة لاضطراب الشخصية الحدية، لذا فإن إظهار اهتمامك قد يساعده على الشعور بأنه محبوب.
  • ضع حدودًا. قد يكون العيش مع شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية مرهقًا لجميع المعنيين، لذا تأكد من أخذك الوقت الكافي لرعاية احتياجاتك قبل محاولة إرضاء الشخص المصاب.

الأهم من ذلك، عليك أن تفهم أن اضطراب الشخصية الحدية يتطلب مساعدة مهنية لتقليل حدة الأعراض وتعليم أولئك الذين يعانون منه أدوات صحية وفعالة وتقنيات للتأقلم والسيطرة على الذات.

 

علاج اضطراب الشخصية الحدية في مركز هاربور

علاج لاضطراب الشخصية الحدية التام ليس له وجود بعد إلا أن طرق العلاج فعالة في السيطرة
ة على الحالة. ويوصى عادةً بمزيج من العلاجات القائمة على التحدث إلى المرضى  مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والأدوية للسيطرة على الأعراض لمن يعانون من هذا الاضطراب.

وغالبًا ما يستخدم العلاج السلوكي الجدلي (DBT) في علاج اضطراب الشخصية الحدية لمساعدة العملاء على فهم العلاقة بين مخاوفهم العميقة وكيف تؤدي إلى الانفصام. كما يمكن تطوير طرق صحية أكثر ومهارات للتعامل مع الخوف المكبوت، مما يسمح للفرد بتشكيل والحفاظ على نظرة أكثر إيجابية وتكامل للعالم، بحيث تصبح سلوكياتهم أقل تدميرًا.

نوفر أيضًا مختلف البرامج العلاجية مثل برامج العلاج النفسي عبر الإنترنت والرعاية المنزلية والرعاية اللاحقة

أبدأ المحادثة مع فريق هاربور لندن
مرحبًا 👋 كيف يمكننا مساعدتك؟ برجاء العلم أن العلاج يتم في أحد منشأتنا الفاخرة في لندن وتبدأ الأسعار من 49,995 جنيهًا إسترلينيًا في الأسبوع.