أهم طرق علاج الفصام
25th ديسمبر 2024 / Written by Harbor London
يُعرف مرض الفصام (Schizophrenia) بأنه أحد الأنواع الأكثر شيوعاً من الاضطرابات الذهانية، ويُعد علاج الفصام في مراحله الأولى -أي فور ملاحظة أعراضه- أمر بالغ الضرورة، ذلك بهدف السيطرة على أعراضه التي تحمل قدر كبير من المخاطر، إذ تشمل اضطراب التفكير والتوهم بالإضافة إلى نوبات الهلاوس، والتي تقود إلى انفصال المريض عن واقعه مما ينعكس بآثار مدمرة على مختلف جوانب حياته.
الجديد في علاج الفصام
يعيق مرض الفصام المصابين به عن ممارسة أبسط أنشطتهم اليومية بسبب الاضطرابات الفكرية والنوبات الذهانية المُصاحبة له، بناء عليه فإنه يعتبر أحد الاضطرابات المعقدة ولهذا فإن علاجه يتم ذلك عادة من خلال عِدة محاور أهمها:
- جلسات العلاج النفسي: تمثل الركيزة الأساسية للبرنامج العلاجي وتعتمد في الغالب على العلاج السلوكي المعرفي وعلم النفس العمقي، وتهدف في المقام الأول إلى تمكين المريض من السيطرة على الأعراض ومساعدته على الانخراط في محيطه وتقبل واقعه.
- العلاج الدوائي: يلجأ الطبيب المعالج أحياناً إلى بعض الأدوية مثل مضادات الذهان، يكون الهدف من ذلك الحد من نوبات الهلاوس والسيطرة على كافة الأعراض الأخرى،
أما الجديد في علاج الفصام والذي كثر الحديث عنه بالآونة الأخيرة، هو إمكانية علاج هذا الاضطراب اعتماداً على الأنظمة الغذائية والأنشطة البدنية والذهنية، والتي يصعب الإقرار بأنها علاج فعال قائم بذاته إنما يمكن الاعتداد بها كوسائل داعمة للخطط العلاجية ومُعززة لنتائجه، حيث قد يكون لها دور ملموس في السيطرة على أعراض الفصام والحد من شدتها.
العلاقة بين علاج الفصام والنمط الغذائي
تردد مصطلح علاج الفصام بالغذاء بكثرة خلال الآونة الأخيرة، ولعلك تتساءل حول الصلة بين علاج الفصام أو أي اضطراب عقلي أو نفسي آخر، والحقيقة أن الصلة نتجت عن بعض النظريات العلمية التي ظهرت مؤخراً، ورغم أنها لا تزال محل بحث ودراسة إلا أن النتائج الأولية أظهرت ارتباطاً بين ظهور الأعراض الذهانية وبين نقص ببعض العناصر الغذائية.
نظرية مستويات النحاس والزنك في الدم
أولى نظريات إمكانية علاج الفصام بالغذاء قامت على الربط بين مستويات عنصر النحاس والزنك في الدم وبين ظهور الاضطرابات العقلية الدالة على الإصابة بمرض الفصام، وهي في الواقع تنقسم إلى نظريتين فرعيتين الأولى ترجح وقوع الإصابة نتيجة ارتفاع مستويات العنصر الأول أي النحاس، بينما الثانية ترجعها إلى انخفاض مستويات الزنك.
تتمثل أبرز الحقائق التي استندت إليها تلك النظرية في الآتي:
- أظهرت نتائج فحوصات الدم لعدد من مرضى الفصام ارتفاعاً ملحوظاً في مستويات النحاس.
- ارتفاع نسبة النحاس بالأنسجة يقابلها عادة انخفاضاً في مستويات معدن الزنك وفيتامين ج، بناء عليه رأى بعض العلماء أن أصل المشكلة ناجم عن انخفاض الزنك وليس ارتفاع النحاس.
- أظهرت بعض الدراسات أن نقص الزنك نتيجة ارتفاع مستويات النحاس يؤثر سلباً على الجسم الصنوبري (Pineal gland) بالدماغ.
- تزداد معدلات نوبات الفصام خلال فصل الشتاء، وقد أوضحت إحدى الدراسات أن المأكولات الشائعة بهذا الموسم ليست غنية بالزنك مما يعزز صحة النظرية السابقة.
نظرية انخفاض مستوى المغنسيوم
أرجعت إحدى الدراسات -التي أجريت حول طرق علاج الفصام وأسبابه- الأمر بأكمله إلى نقص المغنسيوم؛ حيث أن فحوصات الدم كشفت عن أن مستويات المغنسيوم النشط تكون أقل من الطبيعي لدى المرضى، وقد تم تعليل ذلك بأن الضغوط العصبية التي يتعرض لها مرضى الاضطرابات النفسية قد تتسبب في نقص المغنسيوم، ونتيجة لذلك تزداد حدة الأعراض النفسية والجسدية المصاحبة لها مثل الإعياء البدني أو نوبات الهلوسة وكذلك القلق المفرط.
نظرية نوع الغذاء (المأكولات البحرية)
اعتمدت إحدى الدراسات على إجراء مقارنات بين النظم الغذائية التي يتبعها عدد كبير من مرضى الفصام، وقد تبيّن من النتائج أن مستوى شدة الأعراض المصاحبة للمرض تختلف تبعاً لنمط الغذاء المتبع، حيث كانت شدة الأعراض -وبالأخص نوبات الاكتئاب– منخفضة نسبياً لدى المرضى الذين يتناولن حصص كافية من المأكولات البحرية، مقارنة بمن يتناولونها بكميات أقل أو يمتنعون عنها بصورة كاملة.
أكدت تلك النتائج إمكانية علاج الفصام بالغذاء أو بالأحرى إمكانية السيطرة على أعراضه، بينما ذهب البعض للقول بإمكانية الاعتماد على البرامج الغذائية للإقلال من استعمال العقاقير الدوائية مثل مضادات الاكتئاب، لتفادي الآثار الجانبية السلبية المُحتمل أن تنتج عن استعمالها على المدى البعيد.
نصائح علاج الفصام بالغذاء
قدم خبراء التغذية -في ضوء النظريات السالف ذكرها- مجموعة من النصائح الغذائية، والتي يمكن باتباعها تحسين نتائج علاج الفصام والحد من شدة الأعراض المصاحبة له، يمكن إيجاز أبرز تلك التوجيهات بالنقاط التالية:
- الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، ويفضل الاعتماد بصورة أكبر على الخضروات الطازجة غير المطهية.
- التأكد من تضمين كميات مناسبة من الأطعمة الغنية بالزنك إلى البرنامج الغذائي مثل (الشوفان، صفار البيض، المأكولات البحرية، اللحوم، الكرنب، الفاصوليا الخضراء).
- تناول الأطعمة المحتوية على نسب مرتفعة من المغنسيوم ومنها (الخبز الأسمر، البازلاء، الحبوب الكاملة، بعض الخضروات الورقية).
- خفض معدلات استهلاك المشروبات المنبهة مثل القهوة والشاي، لما لها من تأثير سلبي محتمل على مرضى الفصام.
- الحد من تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على نسب مرتفعة من النحاس مثل (الكبد، المكسرات، الكاكاو، المحاريات).
يُضاف إلى نصائح علاج الفصام السابقة ضرورة تغيير العادات الغذائية اليومية، حيث يفضل استبدال النمط التقليدي المُتمثل في تناول ثلاث وجبات رئيسية كبيرة، إلى تناول عدد أكبر من الوجبات الصغيرة (6 : 8 وجبات) على مدار اليوم، الهدف من ذلك هو الحفاظ على ثبات مستويات السكر في الدم، حيث أن انخفاضه يرتبط ببعض أعراض الفصام مثل التقلبات المزاجية واضطرابات السلوك والتوتر والاكتئاب.
تمارين علاج الفصام والحد من أعراضه
يصعب وصف التمارين الرياضية أو الذهنية بأنها النمط الجديد في علاج الفصام بشكل مطلق، حيث أن الأطباء قد انتبهوا قبل فترة طويلة إلى دور هذه التمارين في علاج الاضطرابات النفسية والعقلية، إلا أنها ازدادت شيوعاً وانتشاراً بالسنوات الأخيرة، بعدما تأكد تأثيرها الإيجابي من خلال نتائج مجموعة من الدراسات الحديثة الصادرة عن كبرى الجامعات بالعالم.
من أبرز ممارسات علاج الفصام من هذا النمط ما يلي:
- تمارين اليوجا: تعرف اليوجا بقدرتها الفائقة على جلب السكينة للنفس والهدوء للعقل والراحة للجسم، ولذلك صارت جزءاً من برامج علاج الفصام، حيث تساهم بفعالية في الحد من شدة الأعراض المصاحبة له مثل نوبات الاكتئاب أو تنامي المشاعر السلبية مثل التوتر والقلق، وبشكل عام فإنها تساهم في تحسين الحالات الذهانية لدى المرضى.
- النشاط البدني: يمتد تأثير التمارين الرياضية الإيجابي ليشمل الجانبين النفسي والذهني بالإضافة للجانب البدني، حيث أفادت عدة دراسات بأن الرياضة ذات فعالية في الحد من اضطرابات القلق وتحسين الحالة المزاجية، كما أكدت دراسة بريطانية حديثة -قام بها فريق بحثي من جامعة مانشستر- أن الرياضة تساهم في علاج الفصام حيث أنها ممارستها بانتظام يعمل على علاج تشتت التركيز وضعف الذاكرة الناجمان عن تلك الإصابة.
يصف الكثيرون تلك الوسائل بأنها النمط الجديد في علاج الفصام بعدما ثبتت فعاليتها، رغم أن لا يمكن الاعتداد بها منفردة كعلاج لهذا النوع من الاضطرابات، إلا أن لا يمكن إغفال تأثيرها الإيجابي في السيطرة على الأعراض المصاحبة له، فضلاً عن دورها في زيادة درجة استجابة المرضى للأنماط العلاجية الأخرى سواء النفسية أو الدوائية.
برامج هاربور لرعاية مرضى الفصام
يوفر مركز هاربور -الرائد في تقديم خدمات الصحة النفسية وإعادة التأهيل- برامج شاملة ومتكاملة لعلاج الفصام، حيث يتولى الإشراف على إعداد ومتابعة الخطة العلاجية نخبة من المعالجين والخبراء في مختلف التخصصات في مقدمتها الطب النفسي وخبراء التغذية والتربية البدنية، مما يضمن للمرضى تلقي رعاية طبية مثالية ومتكاملة على مدار 24 ساعة، فضلاً عن أننا نتبع نهج “مريض واحد بكل مرة” والذي يعني إعداد خطة علاجية ورسم مسار تعافي خاص بكل مريض على حدة، بما يتناسب مع حالته ويتوافق مع متطلباتها مما يضمن تحقيق أفضل النتائج بأسرع وقت.
يستقبل مركز هاربور المرضى من الوطن العربي ومختلف دول العالم، حيث يقدم لهم خدمات طبية فائقة الجودة ضمن بيئة علاجية مثالية في لندن، بجانب توفير العديد من خيارات وسبل الإقامة الفاخرة، فضلاً عن الالتزام المهني والأخلاقي بالحفاظ على خصوصية المرضى وعدم الكشف عن هوياتهم لأي سبب.
تواصل معنا الآن في هاربور لندن لتبدأ رحلتك نحو التعافي التام.