اضطراب الكرب بعد فقدان شخص عزيز

29th أبريل 2021 / Written by Harbor London

يملك بعضنا الشجاعة الكافية ليقف صامدًا أمام ما يواجهه من صدمات في الحياة. ولكن قد لا يملك البعض تلك الشجاعة، فتظهر عليه مجموعة من الأعراض النفسية والسلوكية التي تُعرقل حياته الطبيعية. يُطلق على هذه الحالة علميًا اضطراب الكرب بعد الصدمة (PTSD) ويُصنف على أنه أحد الأمراض العقلية. فما أعراض هذا المرض؟ وما الأسباب التي تؤدي للإصابة به؟وهل هناك استراتيجيات معينة لعلاجه؟ هذا وغيره من الاستفسارات ستجد إجابتها بين سطور مقالنا.

ما بعد فقدان عزيز عليك

تتعدد أنواع الأزمات التي قد نتعرض لها في حياتنا، مسببةً لنا الشعور بالقلق والخوف والاضطراب، فقد يواجه أحدنا معايشة اعتداءٍ جسدي أو جنسي، أو قد يتعرض لحادث أليم..الخ

ويتركز حديثنا في هذا الموضوع عن نوعٍ معين من الصدمات ألا وهو فقدان شخصٍ عزيز، سواءً كان هذا الشخص من أفراد الأسرة المقربين أو أحد الأصدقاء الأعزاء.

ونقصد بالفقد هنا ليس الموت فقط ولكن الفراق الجبري هو أحد صور الفقد أيضاً.

أعراض اضطراب الكرب بعد الصدمة

تتباين الأعراض من شخصٍ لآخر ، كما يتباين وقت ظهورها أيضًا فقد تطول المدة لتصل من 6 شهور إلى سنة بعد حدوث صدمة الفقد. وتنقسم أعراض المرض إلى أربع مجموعات رئيسية، حيث أنها  تؤثر على اتجاهاتٍ أربعة  في حياة الشخص. وهي كالتالي:-

أولًا- استرجاع الحدث:

تهاجم الذكريات الخاصة بالشخص المفقود المريض، فتجعله فريسة للشعور بالخوف والقلق،وتهاجمه الكوابيس، وتحدث عملية اقتحام الذكريات لعقل المريض عند التعرض أو سماع صدمة مشابهة، أو متابعة أحداث مطابقة للحظات الفقد، وقد يكون السبب قدوم الذكرى السنوية الموافقة للحادث.

ثانيًا- التجنب:

يتعمد المصاب تجنب الأشخاص المشتركين بينه وبين عزيزه الذي فقده، فيبتعد عن الحديث معهم أو ملاقاتهم، كما يبتعد عن الأماكن والنشاطات التي تذكره بالحدث.

ثالثًا- تأثر الجانب المعرفي وتدهور التركيز:

يفقد المصاب قدرته على التركيز والتعلم. مما يترتب عليه تأثر المعرفة عنده بشكل سلبي. وكل ذلك يكون سببه الرئيسي هو الشعور بالذنب، أو لوم النفس الذي يعاني منه المريض.

رابعًا- التغير في ردود الفعل:

يعاني المريض أرقًا في نومه ويُصبح من السهل إثارته و إغضابه وكثيرًا ما يُصاب بالذهول وعدم القدرة على التركيز. كما تظهر عليه بعض الأعراض المرضية مثل تسارع دقات القلب وارتفاع ضغط الدم. ومن الممكن أن يعاني المريض أيضًا إغماءً ورغبةً في القيء، بالإضافة إلى حدوث اضطراباتٍ في الجهاز الهضمي.

استراتيجيات العلاج

تتلخص خطة العلاج  من اضطراب الكرب في أمرين هما الدعم النفسي وتناول الأدوية المضادة للاكتئاب. وقد يحتاج المصاب كلا الأمرين أو أحدهما فقط.

أولًا- الدعم النفسي:

1. لابد أن يجد المريض انصاتًا واهتمامًا، ليس من الطبيب النفسي فقط ولكن من المحيطين به أيضًا.

2. مجموعات الدعم التي تُقدم له نماذج لآخرين فقدوا عزيزاً لهم. بالتالي، يتأكد أنه ليس وحده من يعاني من هذه الأعراض، وربما يسمع منهم نصائح فعالة لكيفية التغلب على ألم الفراق.

3. يستعرض الطبيب النفسي معه أحداث الأزمة ويجعله يمضي في مواجهة ذكرياته ومخاوفه، وهو ما يُعرف بالتعرض.

4. العلاج السلوكي المعرفي، حيث يُطلب من المريض الانضمام إلى أنشطة جديدة يميل إليها. وهذا لمساعدته على الانخراط مع الآخرين وممارسة حياته وعاداته بشكل طبيعي.

ثانيًا- العلاج الدوائي:

يعتمد العلاج على تناول الأدوية المضادة للاكتئاب ومضادات القلق، مثل عقار sertraline. ولا يُنصح بتناول عقار paroxetine حيث أثبتت منظمة الغذاء والدواء أنه يزيد من قابلية المريض للانتحار، بالإضافة إلى أن لجوء المصاب للمهدئات هو فكرة سيئة تماماً؛ فمن الممكن أن تودي بالشخص إلى إدمانها.

ونود لفت الانتباه أن هناك عدة أنواع لاضطراب الكرب بعد الصدمة، منها على سبيل المثال اضطراب الكرب الحاد. فهو يتفق مع موضوع المقال في كافة الأعراض ولكن يختلف في أن المدة الزمنية المستغرقة لظهور الأعراض، وهي من 3 أيام إلى شهر فقط.

ما هي مضاعفات الإصابة بمرض اضطراب الكرب بعد صدمة فقدان شخص عزيز؟

يُؤثر هذا المرض على حياة المصاب بأكملها. فتجنبه للآخرين مثلًا يفسد علاقاته الإجتماعية. كما يظهر تأثيرًا سلبيًا واضحًا على وظيفته.بالإضافة إلى ذلك، قد ينعكس على صحته العامة أيضًا. فالمصاب قد يعاني اكتئابًا واضطراباتٍ في تناول الطعام. وتحدث المشكلة الكبرى إذا جعل من المخدرات والكحول ملجأ ووسيلة للنسيان. بعض هذه المضاعفات قد تزيد من الميول الانتحارية لدى المريض.

نتيجة لذلك ننصحك بسرعة علاج هذا المرض وعدم إهمال التعامل معه، ويمكن لمركز هاربور بوسط لندن أن يقدم لك العون المميز في تشخيص وعلاج هذا المرض بمعاونة خبراء العلاج والدعم النفسي به، مراعين عنصر الخصوصية وسرية معلومات المريض. ولا ننسى ما تتميز به هاربور من تقديم مستوى خدمات إضافية للمصاب ومرافقيه، حيث ترتقي تلك الخدمات إلى المستوى العالمي في الرفاهية.